تركيا تواصل العدوان على سوريا لليوم الخامس

42

نفت قوات سوريا الديموقراطية أمس، ما أعلنته وزارة الدفاع التركية بأن قواتها سيطرت على بلدة رأس العين الحدودية، وفق ما قال مسؤول.
وقال المسؤول “رأس العين لا تزال تقاوم، والاشتباكات العنيفة مستمرة”، موضحاً “تراجعت قوات سوريا الديموقراطية نسبياً من شدة القصف، إلا أنها عادت وشنّت هجوماً مضاداً”.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومراسل في المكان سيطرة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها على حي الصناعة فقط عند أطراف البلدة، مع استمرار المعارك في داخلها.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية على تويتر أمس أنه “نتيجة العمليات الناجحة تمت السيطرة على رأس العين شرق الفرات”.
إلا أن مراسل أشار إلى صعوبة في تقدم القوات التركية والفصائل الموالية لها في البلدة بسبب القناصة المنتشرين داخلها.
وقال قيادي في الفصائل الموالية لأنقرة في حي الصناعة “تقدمنا من المحورين الجنوبي والجنوبي الشرقي لرأس العين”، مشيراً إلى صعوبة في التقدم داخلها “نتيجة المقاومة الشرسة لوحدات حماية الشعب الكردية، وعدد القناصة الكثيف جداً”. وأضاف “هذا يبطئ تقدمنا”.
في التاسع من أكتوبر، بدأت تركيا وفصائل سورية موالية لها هجوماً واسعاً ضد المقاتلين الأكراد، التي تصنفهم أنقرة مجموعة “إرهابية” رغم كونهم شركاء واشنطن في دحر تنظيم “داعش”.
وتمكنت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، والمدعومة بسلاح المدفعية والطيران، من السيطرة على 11 قرية حدودية، غالبيتها قرب مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، بحسب المرصد السوري.
وتسعى القوات التركية إلى تطويق وعزل بلدة رأس العين “شمال الحسكة” ومدينة تل أبيض “شمال الرقة” الحدوديتين، حيث تدور أشد المعارك بين الطرفين، يرافقها قصف تركي مدفعي وجوي كثيف.
وكان محللون توقعوا أن يقتصر الهجوم التركي في مرحلة أولى على هذه المنطقة الممتدة بين رأس العين وتل أبيض، ذات الغالبية العربية خلافاً لغالبية المناطق الحدودية الأخرى ذات الغالبية الكردية، والتي يبلغ طولها أكثر من مئة كيلومتر.
وأسفر القصف التركي والمعارك منذ الأربعاء الماضي، وفق المرصد، عن مقتل 20 مدنياً و74 مقاتلاً في قوات سوريا الديموقراطية.
وفي الجهة المقابلة من الحدود، قتل خلال اليومين الماضيين 17 مدنياً في قذائف اتهمت السلطات المقاتلين الأكراد بشنها.
وتخوض قوات سوريا الديموقراطية، لليوم الخامس على التوالي، معارك عنيفة للحد من تقدم القوات التركية في مناطق سيطرتها في شمال شرق البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر ميدانية.
ومن جهتها، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي يقودها الأكراد، أمس، أن 191 ألف شخص نزحوا بسبب العمليات العسكرية التركية الحالية.
وجاء في بيان للإدارة أنه “بسبب الاستهداف العشوائي من قبل الجيش التركي لمدن وبلدات شمال وشرق سوريا والاستهتار بحياة المدنيين، حدثت موجات نزوح كبيرة جداً تسببت في إفراغ مدن بكاملها من سكانها”.
وأضاف البيان: “من منطقة ديريك في أقصى الشرق حتى كوباني “عين العرب” في الغرب، ينزح السكان في موجات متتالية”.
وكانت الأمم المتحدة قد قدّرت، أن نحو 100 ألف شخص فروا من منازلهم في شمال سوريا منذ بدء الهجوم التركي يوم الأربعاء الماضي.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر اعلامية أنه تم نقل 3000 شخص حتى الآن من مخيم مبروكة في شمال شرق سوريا الذي طاله القصف التركي اول أمس إلى مخيم عريشة.
وفي سياق آخر، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءا شمال شرق سوريا، خاصة في مدينة عين العرب “كوباني” التي تواجه نقصاً حاداً في الخبز.
وفي سياق متصل، أعلن متحدث باسم البنتاغون أن جنودا أميركيين تعرضوا لاطلاق نار مدفعي من مواقع تركية قرب الحدود السورية الشمالية، محذرا من أن الولايات المتحدة جاهزة للرد على أي اعتداء ب”عمل دفاعي فوري”.
وأكد الكابتن بروك ديوالت بأن انفجارا وقع على بعد مئات الأمتار من موقع أميركي قرب بلدة كوباني، وفي منطقة “يعرف الأتراك أن جنودا أميركيين يتواجدون فيها”.
وأشار ديوالت الى عدم وقوع اصابات بين الجنود الأميركيين، وأن “القوات الأميركية لم تنسحب من كوباني”.
ويواجه الرئيس دونالد ترامب عاصفة من الانتقادات بعدما بدا وكأنه أعطى الضوء الاخضر لتركيا لتشن عمليتها العسكرية في الشمال السوري التي بدأت بعد اعلانه سحب الجنود الأميركيين من هناك.
وأعلن وزير الخزانة الاميركي ستيفن منوتشين في مؤتمر صحافي أن ترامب أجاز ولم يأمر بتفعيل “عقوبات جديدة كبيرة جدا” ليثني تركيا عن توسيع هجومها العسكري.
وقال ديوالت “الولايات المتحدة تبقى على موقفها بمعارضة الخطوة العسكرية التركية في سوريا، وخاصة العمليات التركية خارج منطقة الآلية الأمنية وفي مناطق يعرف الأتراك بأن هناك قوات أميركية متواجدة فيها”.
وأضاف “الولايات المتحدة تطلب بأن تتجنب تركيا الأفعال التي قد تؤدي الى عمل دفاعي فوري”

المصدر: الوطن