ترمب وإعلان الانسحاب من سوريا
الرئيس الأميركي دونالد ترمب على وشك اتخاذ قرار في غاية السوء، حيث من المتوقع أن يعلن البيت الأبيض قريباً عن خطة لسحب 2000 جندي أميركي يخدمون حالياً في شمال شرقي سوريا.
لا يمكن القول بحال إن هذا الأمر كان مستبعداً، نظراً لأن دوافع ترشح ترمب للرئاسة منذ البداية تضمنت القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، وقوله أيضاً إنه ما من داعٍ لزعزعة استقرار الولايات المتحدة بعد إلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي. كثيراً ما أشار ترمب منذ انتخابه إلى أن الوقت قد حان لرحيل القوات الأميركية عن سوريا. وفي مارس (آذار) الماضي، وعد ترمب بأن تخرج الولايات المتحدة من سوريا في أقرب فرصة، وفي يونيو (حزيران) طرح ترمب خلال مقابلة مع العاهل الأردني الملك عبد الله فكرة إنشاء جيش عربي بالكامل ليحل محل الجيش الأميركي.
ورغم ذلك، استمر وجود القوات الأميركية الخاصة (النخبة) في سوريا، حيث تقاتل إلى جانب قوات غالبيتها كردية، وتنسق معها الضربات الجوية ضد ما تبقى من جيوب مقاتلي تنظيم «داعش»، وتشكل جداراً عازلاً بين تركيا والقوات الكردية.
لكن هذه المرة يبدو أن ترمب جاد في تنفيذ الانسحاب. وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فقد شرع الجيش الأميركي بالفعل في مطالبة شركائه بالاستعداد للانسحاب الأميركي. وخرج ترمب نفسه الأربعاء بتغريدات قال فيها: «لقد ألحقنا الهزيمة بـ(داعش) في سوريا، وهو السبب الوحيد الذي دعاني للبقاء هناك خلال فترة رئاستي».
وكالمعتاد، جاء تقدير الرئيس ترمب مبالغاً فيه، وإن كان صحيحاً فنياً. فقد خسر تنظيم «داعش» الكثير من أراضيه بفضل التحالف القوي بين الولايات المتحدة والمقاتلين الأكراد. لكن الأمر ليس بتلك البساطة. ففي كلمة أمام «المجلس الأطلسي» الأسبوع الجاري، قال السفير جيمس جيفري، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، إن هدف الولايات المتحدة هو إلحاق الهزيمة بـ«داعش»، مضيفاً: «لكن (داعش) قد يعود حال استمرت الظروف مواتية لنمو ذلك النوع من الحركات الآيديولوجية»، وسيكون الأمر مجرد عبث أن ننسحب من دون خطة لحماية المدنيين من براميل البارود ومن الميليشيات المدعومة من إيران، وهي نفس الثغرات التي تسلل من خلالها «داعش» و«القاعدة» في السابق.
بالإضافة إلى تنظيم «داعش»، هناك أيضاً تركيا. فقد توعد الرئيس رجب طيب إردوغان بشن اعتداءات جديدة ضد القوات الكردية الموالية للولايات المتحدة حال لم تقطع الولايات المتحدة على نفسها وعداً بإنهاء وجود الأكراد في المنطقة. لكن الواقع يقول إن هؤلاء الأكراد أنفسهم، عندما كانت الحرب على «داعش» في أوجها عام 2015، كانوا القوة الوحيدة على الأرض في سوريا القادرة والراغبة في العمل مع الأميركيين، وهذا هو السبب في أن الولايات المتحدة شرعت في العمل مع السلطات الكردية المستقلة وما زالت تعمل معها حتى اليوم.
ولذلك فإن الإذعان للمطالب التركية سيرسل رسالة مزعجة، وهي أن إردوغان سيخلص إلى نتيجة مفادها أن تهديد المصالح الأميركية يؤتي ثماره، وستخلص القوات الأخرى التي تحالفت مع الولايات المتحدة في المنطقة إلى أن الولايات المتحدة حليف غير موثوق به. كذلك من المزعج تأمل الانسحاب في وقت انخرطت فيه القوات الكردية في معارك طاحنة لتحرير مدينة حنين التي تعد أحد معاقل «داعش».
لكن الواقع يقول إن الولايات المتحدة تعد الأكراد للتهيؤ لمرحلة إنهاء العلاقة. وبحسب تصريح جيفري لـ«المجلس الأطلسي»: «نحن لا نقيم علاقات مع كيانات». إن مهمته الآن تمهيد طريق سياسي للتحرك للأمام من خلال الأمم المتحدة لإنهاء القتال وتشكيل حكومة أكثر شمولية تستطيع البدء في إعادة إعمار البلاد. وهذا في حد ذاته هدف نبيل، لكن الآن بعد أن أعلن الرئيس عزم الولايات المتحدة الرحيل عن سوريا، فبكل تأكيد سيتراجع نفوذ الولايات المتحدة وقدرتها على رسم شكل سوريا الجديد.
– بالاتفاق مع «بلومبرغ»
لا يمكن القول بحال إن هذا الأمر كان مستبعداً، نظراً لأن دوافع ترشح ترمب للرئاسة منذ البداية تضمنت القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، وقوله أيضاً إنه ما من داعٍ لزعزعة استقرار الولايات المتحدة بعد إلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي. كثيراً ما أشار ترمب منذ انتخابه إلى أن الوقت قد حان لرحيل القوات الأميركية عن سوريا. وفي مارس (آذار) الماضي، وعد ترمب بأن تخرج الولايات المتحدة من سوريا في أقرب فرصة، وفي يونيو (حزيران) طرح ترمب خلال مقابلة مع العاهل الأردني الملك عبد الله فكرة إنشاء جيش عربي بالكامل ليحل محل الجيش الأميركي.
ورغم ذلك، استمر وجود القوات الأميركية الخاصة (النخبة) في سوريا، حيث تقاتل إلى جانب قوات غالبيتها كردية، وتنسق معها الضربات الجوية ضد ما تبقى من جيوب مقاتلي تنظيم «داعش»، وتشكل جداراً عازلاً بين تركيا والقوات الكردية.
لكن هذه المرة يبدو أن ترمب جاد في تنفيذ الانسحاب. وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فقد شرع الجيش الأميركي بالفعل في مطالبة شركائه بالاستعداد للانسحاب الأميركي. وخرج ترمب نفسه الأربعاء بتغريدات قال فيها: «لقد ألحقنا الهزيمة بـ(داعش) في سوريا، وهو السبب الوحيد الذي دعاني للبقاء هناك خلال فترة رئاستي».
وكالمعتاد، جاء تقدير الرئيس ترمب مبالغاً فيه، وإن كان صحيحاً فنياً. فقد خسر تنظيم «داعش» الكثير من أراضيه بفضل التحالف القوي بين الولايات المتحدة والمقاتلين الأكراد. لكن الأمر ليس بتلك البساطة. ففي كلمة أمام «المجلس الأطلسي» الأسبوع الجاري، قال السفير جيمس جيفري، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، إن هدف الولايات المتحدة هو إلحاق الهزيمة بـ«داعش»، مضيفاً: «لكن (داعش) قد يعود حال استمرت الظروف مواتية لنمو ذلك النوع من الحركات الآيديولوجية»، وسيكون الأمر مجرد عبث أن ننسحب من دون خطة لحماية المدنيين من براميل البارود ومن الميليشيات المدعومة من إيران، وهي نفس الثغرات التي تسلل من خلالها «داعش» و«القاعدة» في السابق.
بالإضافة إلى تنظيم «داعش»، هناك أيضاً تركيا. فقد توعد الرئيس رجب طيب إردوغان بشن اعتداءات جديدة ضد القوات الكردية الموالية للولايات المتحدة حال لم تقطع الولايات المتحدة على نفسها وعداً بإنهاء وجود الأكراد في المنطقة. لكن الواقع يقول إن هؤلاء الأكراد أنفسهم، عندما كانت الحرب على «داعش» في أوجها عام 2015، كانوا القوة الوحيدة على الأرض في سوريا القادرة والراغبة في العمل مع الأميركيين، وهذا هو السبب في أن الولايات المتحدة شرعت في العمل مع السلطات الكردية المستقلة وما زالت تعمل معها حتى اليوم.
ولذلك فإن الإذعان للمطالب التركية سيرسل رسالة مزعجة، وهي أن إردوغان سيخلص إلى نتيجة مفادها أن تهديد المصالح الأميركية يؤتي ثماره، وستخلص القوات الأخرى التي تحالفت مع الولايات المتحدة في المنطقة إلى أن الولايات المتحدة حليف غير موثوق به. كذلك من المزعج تأمل الانسحاب في وقت انخرطت فيه القوات الكردية في معارك طاحنة لتحرير مدينة حنين التي تعد أحد معاقل «داعش».
لكن الواقع يقول إن الولايات المتحدة تعد الأكراد للتهيؤ لمرحلة إنهاء العلاقة. وبحسب تصريح جيفري لـ«المجلس الأطلسي»: «نحن لا نقيم علاقات مع كيانات». إن مهمته الآن تمهيد طريق سياسي للتحرك للأمام من خلال الأمم المتحدة لإنهاء القتال وتشكيل حكومة أكثر شمولية تستطيع البدء في إعادة إعمار البلاد. وهذا في حد ذاته هدف نبيل، لكن الآن بعد أن أعلن الرئيس عزم الولايات المتحدة الرحيل عن سوريا، فبكل تأكيد سيتراجع نفوذ الولايات المتحدة وقدرتها على رسم شكل سوريا الجديد.
– بالاتفاق مع «بلومبرغ»
ايلي ليك
المصدر: الشرق الأوسط