تزامناً مع استمرار قوات النظام وحلفائها بتعفيش الممتلكات في جنوب دمشق…اعتقالات تطال مواطنين في المنطقة
محافظة دمشق – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات دهم واعتقالات نفذتها قوات النظام خلال الـ 24 ساعة الفائتة في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، حيث اعتقلت قوات النظام عدة أشخاص في مخيم اليرموك والحجر الأسود التي سيطرت عليها بشكل كامل قبل 3 أيام، واقتادتهم إلى جهة مجهولة حتى اللحظة، من جهته تواصل قوات النظام والمسلحين الموالين لها نشاطاتها بسرقة وتعفيش منازل المدنيين في -مخيم اليرموك عاصمة الشتات الفلسطيني- والحجر الأسود، وذلك لليوم الثالث على التوالي، غير آبهة بحملات الاستنكار والاستياء من قبل أبناء تلك المناطق الذين اضطروا للنزوح من منازلهم على خلفية العمليات العسكرية التي امتدت لشهر منذ بدءها في الـ 19 من شهر نيسان الفائت.
المرصد السوري كان قد نشر في الـ 22 من شهر أيار / مايو الجاري، أنه تتواصل موجة الغضب والاستياء من قبل أهالي وسكان أحياء التضامن والحجر الأسود ومخيم اليرموك ممن اضطروا للنزوح من منازلهم على خلفية العمليات العسكرية التي امتدت لشهر منذ بدءها في الـ 19 من شهر نيسان الفائت، حيث تأتي موجة الغضب والاستياء بسبب استمرار قوات النظام والمسلحين الموالين لها بتعفيش ونهب المنازل في المناطق آنفة الذكر، وسرقة محتوياتها، ورصد المرصد السوري قيام آليات لقوات النظام وحلفائها بنقل محتويات المنازل وممتلكات المواطنين من آليات وأثاث ومحتويات أخرى إلى جهات خارج الأحياء التي كان تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر عليها سابقاً، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس الاثنين، أنه تشهد أوساط سكان مخيم اليرموك والتضامن والقدم والحجر الأسود، ممن نزحوا عن منازلهم نتيجة القصف الجوي والبري العنيف والعمليات العسكرية، استياءاً واسعاً من إقدام عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، على تعفيش المنازل ونهبها، وتحميلها على متن سيارات ونقلها لجهات خارج الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق، حيث أكدت مصادر متقاطعة أنه جرى رصد عشرات السيارات والدراجات النارية وهي تحمل عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، خلال خروجها محملة بمحتويات المنازل في الأحياء التي كان يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” قبيل انسحابه من جنوب دمشق، اليوم الاثنين الـ 21 من أيار / مايو الجاري من العام 2018، وسط مطالبات بوقف عملية “التعفيش” التي باتت تتكرر في أية منطقة تدخلها قوات النظام وحلفائها، دون أية تحركات من النظام لوقفها.
هذا الاستياء من التعفيش، رافقه استياء واسع من قبل مؤيدي النظام ومناصريه، من تكرار السيناريو ذاته الذي حدث لمختطفي الغوطة الشرقية، إذ لا يزال الغموض يلف مصير المختطفين والأسرى لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”، خلال سيطرته على أحياء في الجنوب الدمشقي، واتهم أهالي قوات النظام وحلفائها، بتعمد تجاهل مصير ذويها من الأسرى والمختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”، بغية تحقيق “انتصار”، محملين النظام المسؤولية عن مصير أبنائهم، الذين يتخوف ذووهم من قيام التنظيم بنقل بعض الأسرى معهم إلى البادية أو قيامه بإعدامهم قبل خروجه من جنوب دمشق اليوم الاثنين الـ 21 من أيار الجاري، كما كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان انتهاء قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، قبيل عصر اليوم، من عمليات التمشيط في مخيم اليرموك – عاصمة الشتات الفلسطيني، وحي التضامن، لتفرض سيطرتها الكاملة بذلك على جنوب دمشق، بعد انسحاب عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وعوائلهم، بناء على اتفاق سري بين النظام والتنظيم، خرج بموجبه نحو 1600 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من مخيم اليرموك والتضامن نحو البادية السورية، تحت إشراف روسي كامل، ومع هذه السيطرة فإن قوات النظام مع حلفائها تكون قد استعادت كامل محافظة دمشق وريفها، باستثناء منطقة التنف الواقعة تحت سيطرة قوات التحالف الدولي، عند الحدود السورية – العراقية
وكانت الغوطة الشرقية عاشت مشهداً مماثلاً لما جرى في جنوب دمشق، حول التعفيش الذي طال ممتلكات المهجرين من أبناء المدن والبلدات التي جرى السيطرة عليها، بالإضافة لاستياء بسبب مصير مجهول لآلاف الأسرى، حيث كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل أسابيع، استياءاً متصاعداً يسود أوساط المدنيين، من ذوي المختطفين والأسرى، لدى جيش الإسلام، ممن اختطفوا في أواخر العام 2013 خلال هجوم لجيش الإسلام وفصائل أخرى من ضمنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام آنذاك، على منطقة عدرا الواقعة إلى الشرق من غوطة دمشق الشرقية، وتمكنهم حينها من أسر نحو 9 آلاف شخص، كان نصيب جيش الإسلام منهم نحو 3500 مختطف وأسير، جرى اقتيادهم إلى سجون ومعتقلات جيش الإسلام في دوما، التي تعد معقله في سوريا، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن الأهالي تصاعد استياؤهم بعد إعلان سلطات النظام وإعلامها والإعلام الموالي لها، عن خروج كامل المختطفين الذي لم يتجاوز تعدادهم الـ 200 شخص، من سجون جيش الإسلام، وبأن ملف الأسرى والمختطفين في دوما، أغلق بعد الانتهاء من “خروج كامل المختطفين”، الأمر الذي دفع الأهالي للمطالبة بتوضيح عن مصير أكثر من 3000 شخص لا يزال مصيرهم مجهولاً، ولم يجرِ إخراجهم حتى الآن، كما أن المصادر حينها أكدت للمرصد السوري أن الأهالي اتهموا سلطات النظام بالتخلي عن مصير أبنائهم، مقابل تسريع الانتهاء من تهجير مقاتلي جيش الإسلام وعوائلهم والمدنيين الرافضين للاتفاق بين جيش الإسلام من طرف، والجانب الروسي وممثلين عن النظام من طرف آخر، في الـ 8 من نيسان / أبريل الجاري من العام 2018، وتحدث مختطفون إلى مصادر للمرصد السوري أن آلاف الأسرى جرى نقلهم إلى سجون جيش الإسلام وجرى توزيعهم على سجون متفرقة من قبل جيش الإسلام، مشيرين إلى أن بعضهم جرى الإفراج عنهم خلال صفقات سابقة وبلغ تعدادهم بالعشرات، في حين بقي القسم الآخر مسجوناً في سجون جيش الإسلام، حتى منتصف العام 2017، وأبدى الأهالي امتعاضهم من هذه الخطوة التي بادر إليها النظام بإغلاق الملف، مقابل تسريع عملية خروج المختطفين في دوما، مذكِّرين بعمليات التخلي السابقة للنظام عن الأسرى من عناصره مقابل محاولات مستمرة للإفراج عن المختطفين من حزب الله والأسرى الإيرانيين والأفغان لدى الفصائل