
تزامناً مع مفاوضات “المصالحة”…القصف المتواصل على درعا يقتل مزيداً من المدنيين ويرفع لـ 116 على الأقل عدد من استشهدوا خلال 12 يوماً من التصعيد
محافظة درعا – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تتواصل العملية العسكرية لقوات النظام في الريف الشرقي لدرعا، بالتزامن مع استمرار عمليات “المصالحة” والتباحث مع بلدات درعا بشكل منفرد، في انتظار استئناف المباحثات حول المحافظة بشكل كامل بين الجانبين الروسي وممثلين عن المحافظة وفصائلها، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار عمليات القصف من قبل قوات النظام والقصف الجوي على عدة مناطق في ريف درعا الشرقي، إذ استهدفت هذه الضربات صباح اليوم السبت، مناطق في بلدتي غصم والسهوة، ما تسبب باستشهاد 5 مواطنين بينهم مواطنة وعنصر من الدفاع المدني، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، ما يرشح عدد الشهداء للارتفاع، كما تسبب القصف الذي جرى خلال ساعات الليلة الماضية على بلدة الكرك الشرقي، باستشهاد 9 أشخاص على الأقل من ضمنهم 5 من عائلة مختار البلدة، من ضمنهم 3 مواطنات، بينما استشهد مواطن ومواطنة جراء القصف الصباحي من الطائرات الحربية والمروحية على منطقة نوى وبلدة ام المياذن، وبذلك يرتفع إلى 116 على الأقل بينهم 19 طفلاً و23 مواطنة عدد الشهداء الذين قضوا منذ الـ 19 من حزيران / يونيو من العام الجاري، كما قصفت قوات النظام والطائرات الحربية والمروحية مناطق في درعا البلد بمدينة درعا وبلدات اليادودة وطفس والحارة وبصرى الشام والزمل والطيبة وأم المياذن وتل السمن وكحيل والجيزة، ما تسبب بمزيد من الدمار والأضرار في ممتلكات مواطنين، حيث تسعى قوات النظام من خلال تصعيد القصف إلى إجبار هذه المناطق على الانضمام لعمليات “المصالحة” التي تجريها روسيا مع ممثلي المنطقة.
مصادر متقاطعة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن آليات للشرطة العسكرية الروسية دخلت إلى بلدة داعل بريف درعا الشمالي بعد دخولها إلى بلدة إبطع، بالتزامن مع التوصل لـ “مصالحات” في بلدات الغارية الغربية والغارية الشرقية وأم ولد والكرك الشرقي والتلول القريبة من المنطقة، بين ممثلين عن بلدات ريف درعا وبين القوات الروسية، فيما تجري عمليات تفاوض في بلدات أخرىواقعة بالقرب من معبر نصيب الحدودي والحدود السورية – الأردنية في الريف الشرقي لدرعا للتوصل إلى اتفاق “مصالحة” مع ممثلين عن المنطقة، فيما من المرتقب خلال الساعات القادمة أن تستؤنف جولة جديدة من المفاوضات حول مصير محافظة درعا، بين الجانب الروسي من جهة، وفصائل المعارضة من جانب آخر، عبر وسطاء، حيث تجري المفاوضات للتوصل لحل كامل بما يتعلق بمنستقبل محافظة درعا التي شهدت 11يوماً من تصعيد القصف الصاروخي والمدفعي والجوي من قوات النظام والمسلحين الموالين والقوات الروسية، وعلم المرصد السوري أن البنود التي يجري التباحث بشأنها، تشمل وقف كامل وشامل لإطلاق النار في محافظة درعا، وتسليم المعارضة لسلاحها المتوسط والثقيل، فيما يجري تسليم السلاح الخفيف في وقت لاحق خلال تنفيذ عملية “تسوية أوضاع” بعد تزويد الروس بأسماء المقاتلين لتسوية أوضاعهم مع النظام، على أن يضمن الروس تنفيذ هذه الضمانات مقابل تسليم الفصائل لمعبر نصيب الحدودي وعودة المؤسسات الحكومية وتزيد قوات النظام بخرائط مواقع الفصائل والألغام والأنفاق
في حين تأتي عمليات القصف المكثف هذه بعد رصد المرصد السوري نزوح أكثر من 120 ألف مدني، نتيجة القصف المكثف والعمليات العسكرية، حيث أكدت مصادر أهلية أن 5 أشخاص على الأقل فارقوا الحياة خلال الـ 48 ساعة الفائتة بسبب سوء الوضع الصحي والمعيشي ومأساوية الوضع الإنساني وبعضهم نتيجة تعرضهم لإصابات نتيجة، حيث نشر المرصد السوري قبل ساعات أنه رصد ارتفاع أعداد النازحين إلى أكثر من 120 ألف نازح، ممن هجروا بفعل العملية العسكرية والقصف المكثف، من مدنهم وبلداتهم وقراهم بعد آلاف الضربات الجوية والصاروخية، خلال 10 أيام من العمليات العسكرية، وفي التفاصيل التي وثقها المرصد السوري فإن الريف الشرقي لدرعا بات خالياً بشكل شبه كامل من المدنيين، حيث نزح عشرات الآلاف إلى الحدود السورية – الأردنية آملين في العبور إلى الأراضي الأردنية أو للحيلولة دون استهداف الطائرات وقوات النظام لهم، وبعضهم الآخر فر هارباً نحو مناطق سيطرة جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية” في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، عند الحدود مع الجولان السوري المحتل، بينما نزح آخرون إلى مناطق سيطرة قوات النظام في المنطقة بعد أن فتحت الأخيرة معبرين و3 مراكز إيواء في ريفي درعا الشمالي والشمالي الغربي، أما في الريفين الغربي والشمالي الغربي لدرعا، نزح عشرات الآلاف إلى الحدود مع الجولان المحتل عند ريف القنيطرة، في حين علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 6 آلاف عائلة نزحت من مدينة نوى، حيث فروا من موت يلاحقهم في مساكنهم، كما أن أكثر من 400 عائلة نزحت إلى مناطق سيطرة “جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية” في منطقة حوض اليرموك غرب درعا.