تعادل راتب موظف حكومي لـ5 أشهر.. صفيحة زيت الزيتون تقفز لمستويات خيالية في حمص
شهدت أسعار زيت الزيتون بمدينة حمص ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترة الراهنة، حيث تراوح سعر صفيحة الزيت بوزن 16 كيلوغراما، ما بين 500-550 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل راتب الموظف الحكومي لمدة خمسة أشهر على التوالي.
وأكد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، عزوف شريحة واسعة من أبناء مدينة حمص عن شراء زيت الزيتون موجهين اهتماماتهم لما تحتاجه الأسر من متطلبات معيشة يومية أخرى.
في حديثه لنشطاء المرصد السوري، قال المواطن(ح.م) أحد سكان حي الوعر بمدينة حمص، أنه في حال رغب بشراء صفيحة زيت يتوجب عليه العمل لمدة شهر ونصف دون انقطاع حتى يتمكن من جمع ثمنها، لافتاً إلى أنه يعمل ضمن إحدى ورشات البناء بأجرة يومية لا تتعدى 15 ألف ليرة سورية.
وأضاف أن أجره اليومي بالكاد يكفيه ثمناً للخبز والخضار التي تحتاجها أسرته لتأمين وجبات الطعام بشكل يومي.
من جهته قال المواطن (ع.م)، وهو أحد أصحاب المحلات التجارية أن معظم الزبائن لجأت بالفترة الأخيرة لشراء زيت الزيتون بالأوقية بعدما تخطى سعر الكيلو الواحد من الزيت أكثر من 34 ألف ليرة، الأمر الذي دفع أصحاب المحلات لتقسيم صفيحة الزيت على عبوات لتر ولترين لتسهيل عملية البيع ضمن السوق المحلية.
وأضاف: تتوجه شريحة كبيرة من الأهالي لعملية خلط الزيت النباتي مع زيت الزيتون نظراً لعدم قدرتهم على شراء الزيت الصافي من جهة، وعدم حرمان أفراد أسرهم من نكهة زيت الزيتون بشكل كامل من جهة أخرى.
وأكد نشطاء المرصد لجوء عدد كبير من تجار الزيت لعملية تهريبه نحو لبنان الأمر الذي ساهم بشكل كبير بارتفاع أسعاره ضمن السوق المحلية، وسط عدم اتخاذ أي إجراء من قبل مديرية الجمارك ومديرية حماية المستهلك للحد من عمليات التهريب التي تجري بالتنسيق مع حواجز الفرقة الرابعة من الجانب السوري وميليشيا حزب الله المتواجدة على الطرف المقابل من الأراضي اللبنانية.
يشار إلى أن سعر صفيحة الزيت أثناء موسم قطاف وعصر الزيتون استقر على مبلغ 350 ألف ليرة قبل أن تشهد الليرة السورية انهيارا لافتاً أمام سعر صرف الدولار الأمريكي والذي تخطى عتبة 9000 ليرة خلال الشهر الماضي.