تعزيز راجمات الصواريخ حول دمشق وتكثيف القصف على ريفها
أكد الناشطون أن قوات بشار الأسد عززت امس نشر مزيد من راجمات الصواريخ والمدفعية حول دمشق وجبل قاسيون المطل على مدينة دمشق. من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري قصف امس عدة بلدات في ريف دمشق. وقال المرصد ان هذا القصف لداريا ومعضمية الشام اسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين، كما افاد المرصد عن تعرض بلدات عدة في الغوطة الشرقية للقصف من القوات النظامية. واضاف ان قصفا مدفعيا يطال ايضا مناطق في محافظات درعا وادلب وحلب ودير الزور. وتابع ان احد مقاتلي المعارضة قتل في مدينة دير الزور التي تحمل اسم المحافظة التي اصبح جزء كبير منها خارج سيطرة نظام الرئيس بشار الاسد.
من جهتها، قالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) استهدف مسلحون صباح امس بثلاث قذائف هاون منطقة المزة في دمشق، ما ادى الى اصابة امرأة مسنة بجروح واضرار مادية فى احدى الشقق السكنية»، مشيرة الى ان احدى القذائف اصابت مدرسة من دون ان توقع اصابات. وتحدثت سانا عن القاء القبض على «مجموعة ارهابية كانت تروع المواطنين» على مشارف مدينة داريا المحاصرة.
وكالات
على صعيد اخر، افاد المرصد السوري ان تسعة مقاتلين «بينهم ثمانية من جبهة النصرة وكتائب غرباء الشام» الاسلاميتين، قتلوا جراء الاشتباكات التي اندلعت في مدينة راس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق)، والتي تستمر متقطعة. وافاد المرصد ان الاشتباكات دارت بين «مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب غرباء الشام» الاسلاميتين في شمال غرب مدينة رأس العين في محافظة الحسكة. واندلعت الاشتباكات بعد حشد متبادل للقوات بين وحدات حماية الشعب في شرق المدينة وشمالها، ومقاتلين معارضين غالبيتهم من الحركتين الاسلاميتين في الغرب والجنوب. ويتبع مقاتلو «لجان حماية الشعب الكردي» للهيئة الكردية العليا التي يعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي، وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، ابرز مكوناتها.
وكانت اشتباكات بين المقاتلين المعارضين ومقاتلين اكراد الاثنين ادت الى مقتل 34 شخصا بينهم 29 مقاتلا من النصرة وغرباء الشام، اضافة الى رئيس المجلس الشعبي الكردي لمدينة رأس العين، بحسب المرصد.
وفي وقت لاحق، امس، اتفقت المجموعات الكردية الرئيسية في سوريا على تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين الاسلاميين في شمال شرق سوريا. وقال الناشط الكردي باسم هفيدار انه «تم الاتفاق في اقليم كردستان العراق بين المجلس الوطني الكردي ومجلس غرب كردستان على تشكيل قوة عسكرية كردية موحدة لحماية المناطق الكردية والحفاظ على المنطقة من كل من يكون خطرا على امنها». واوضح ان القوة «مؤلفة من قوات حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي والمنشقين الاكراد المتواجدين في اقليم كردستان».
وبات المقاتلون الاكراد يسيطرون على عدد من المدن والقرى الحدودية في شمال شرق سوريا، في خطوة يرى فيها محللون وناشطون نوعا من «التواطؤ» بين نظام الرئيس بشار الاسد وابرز قوة كردية لاستدراج المجموعات المسلحة وتوجيه رسالة سياسية الى انقرة. واتت هذه الاحداث بعد ساعات من سيطرة المقاتلين المعارضين على مدينة الميادين الاستراتيجية في محافظة دير الزور.
وتأتي هذه الاحداث مع تزايد خشية تركيا وحلفائها الغربيين من تمدد النزاع السوري الى خارج الحدود حيث طلبت تركيا من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ.
وفي حين اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلوان النشر المحتمل لصواريخ باتريوت يرتدي طابعا دفاعيا بحتا وانه على روسيا الا تقلق، اعتبرت دمشق الخطوة «استفزازية»، محملة «حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مسؤولية عسكرة الاوضاع على الحدود السورية التركية وزيادة التوتر والاضرار في مصالح الشعبين الصديقين».
وحول حصاد الدم حتى اللخظة في سوريا، قال المرصد السوري ان اكثر من 40 ألف شخص قتلوا خلال الصراع الممتد منذ 20 شهرا بين قوات الرئيس السوري بشار الاسد ومن يقاتلون للاطاحة به. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد «من المرجح أن يكون الرقم أعلى من هذا بكثير لان مقاتلي المعارضة والحكومة يكذبون بشأن عدد من قتلوا من قواتهم ليظهروا أنهم هم المنتصرون». وقال عبد الرحمن ان المرصد لا يحصي الا من يؤكد أصدقاؤهم أو أقاربهم مقتلهم. وأضاف»اعتقل ما بين عشرة و15 الف شخص منذ شهور وبالتالي لا نستطيع استخدام هذا العدد لاننا لا نعلم ان كانوا أحياء ام أمواتا».
سياسيا، استقبل الرئيس السوري بشار الاسد امس في دمشق رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني. وقال التلفزيون الرسمي السوري في شريط اخباري عاجل «الرئيس بشار الاسد يستقبل الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني» الذي بدأ من دمشق جولة اقليمية للبحث في سبل تسوية النزاع في سوريا.ومن المقرر ان يزور لاريجاني لبنان وتركيا بعد سوريا، بحسب ما افادت وكالة مهر الايرانية. وحذر لاريجاني المعارضة السورية وكذلك قطر والسعودية من اي «مغامرة»،وحمل لاريجاني الذي التقى في دمشق الرئيس السوري بشار الاسد، على قطر والسعودية بدون تسميتهما. وقال لدى وصوله الى مطار دمشق ان «هناك من يريد المغامرة في المنطقة من خلال التسبب بالمشاكل لسوريا»، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي. واضاف ان سوريا «هي احدى الدول التي تلعب دورا مهما في دعم المقاومة»، مشيرا الى ان ايران «تؤكد دائما على الدور الطليعي لسوريا في دعمها المقاومة». وقبل مغادرته طهران، قال لاريجاني ان «بعض المجموعات (المعارضة) تقوم باسم الاصلاح بشن عمليات متهورة وتسعى لبلبلة الوضع السياسي في سوريا لكنها لم تتمكن من تحقيق ذلك»، بحسب ما نقلت عنه مهر. وتابع «اننا ندعم الديموقراطية والاصلاح في سوريا لكننا نعارض اي عمل متهور». كذلك، اعلنت قطر انها طلبت من الائتلاف الوطني للمعارضة تعيين سفير في الدوحة.ونقلت وكالة الانباء القطرية عن مسؤول قطري قوله ان «الطلب القطري يستهدف تعزيز أهداف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة على طريق تحقيق آمال الشعب السوري الشقيق فى الحرية والكرامة».
اخيرا ، ومثل كل ايام الجمعة منذ بدء الحركة الاحتجاجية في آذار2011، دعا الناشطون المعارضون للنظام الى التظاهر تحت شعار «اقتربت الساعة وآن الانتصار».
الدستور