تغييرات عسكرية وأمنية يجريها النظام…ما السر من ورائها؟
يسعى النظام السوري منذ فترة بعد سلسلة من الخسائر إلى إجراء تغييرات في هيكلة مؤسساته العسكرية والأمنية، في اتجاه تشكيل “خطة الجيش الاحترافي المتطور”، وقد أعلن اللواء أحمد سليمان مدير الإدارة العامة في وزارة الدفاع التابعة لحكومة النظام، في مقابلة تلفزية منذ فترة ليست ببعيدة عن متابعة الوزارة لتسريح عشرات الآلاف من الملتحقين بالخدمة الإلزامية والاحتياطية على مراحل خلال عامي 2024 و2025، وذلك بهدف ” الإصلاح”.
الجدير بذكره أن النظام السوري وجيشه يعتمد منذ نشأته على الخدمة الإلزامية للذكور إلى جانب المتطوعين والجنود.
ويشار إلى أن التغيير في تركيبة مؤسسته العسكرية يتزامن مع تغييرات في حزب البعث الحاكم وتغييرات في المؤسسة الأمنية.
وأيّد المحلل السياسي محمد سعيد المصري، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، ما روّج حول التغييرات العسكرية والأمنية الحاصلة، مؤكدا أن التغييرات والإجراءات الجديدة لدى النظام سواءً في مجال الهيكلة الامنية أو العسكرية التي يجريها ويسعى لتصويرها كهيكلية أمنية متجاوبة مع مطالب القرارات الدولية.
وأفاد بأن النظام يهتم بالحزب وبانتخابات مجلس الشعب لأنه عملياً خلال الفترة القادمة بحاجة لتعديل دستوره ليتمكن من الترشح مجدداً لاستمراره بالسلطة.
وفسّر التغييرات والهيكلة أنها استعادة للسيطرة المركزية للقصر بعد انفلات الأمور من يده.
وأشار محدثنا إلى أن النظام يريد الآن إظهار أنه يتجاوب مع المبادرة العربية للتطبيع معه واستغلال الظروف الدولية لصالحه لإعادة تعويمه ومسح جرائمه ويرى ان حربه على شعبه انتهت.
وقال المصرى إن النظام يريد أن يثبت أن نظريته بالاستقواء والتدمير نجحت وهو يقطف ثمارها و يخطط لتعويمه من جديد ومسح جرائمه باللعب على قضية ضعف روسيا وإيران بعد حرب أوكرانيا وطوفان غزة ويعيد لنفسه بعض سلطانه مستغلا ذلك وفترة الانتخابات الأمريكية.
وتابع” أكثر ما يهم الأسد الان هو تعديل الدستور ليسمح له باستمراره بالحكم، يريد أن يستغل الظروف الدولية وتمرير تعديل الدستور خاصة أن دول غربية كانت تدعم عملية سياسة دولية والآن تتراجع وبالتالي الفيتو الذي كان مفروض على الأسد رفع، كما ينتظر الأسد مكافأة من اسرائيل مقابل مواقفه من طوفان الأقصى والتزامه بتعليماته”.
في نفس السياق يعتبر محللون أن أداء جيش النظام كان مخيبا للامال وفشل في خطط قائده للتصدي للغضب الشعبي سواءً من ناحية الفاعلية أو التماسك وشهد انشقاقات كبيرة نتيجة قبضته الأمنية وحالة الترهيب والتنكيل التي اتخذها لقمع الاحتجاجات السلمية .
ويشار إلى أن جيش النظام لم ينجح من حسم مختلف المعارك بمفرده برغم امتلاكه أسلحة متطورة وأخرى كيميائية قتل بها المحتجون ودمر بها البلد من أجل استمرار الأسد في الحكم.