تغيير ديموغرافي في بابا عمرو.. وعملية الإجلاء من الزبداني اليوم داعش يجتاح ٥ قرى بريف حلب ويشن هجوماً عنيفاً على مدينة مارع

12

حقق تنظيم الدولة الاسلامية امس تقدما على حساب مقاتلي المعارضة في شمال سوريا قرب الحدود التركية،حيث سيطر على خمس قرى في ريف حلب ، وتقدم الى اطراف بلدة مارع، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان هجوم التنظيم بدأ فجر امس، ومكنه من «السيطرة على قرى صندف والحربل والخربة المحيطة بمارع».
 واوضح المرصد ان التنظيم فجر عربة مفخخة عند اطراف مارع، تلتها اشتباكات مع المقاتلين المعارضين، تمكن الجهاديون خلالها «من التقدم الى بعض اطراف البلدة الجنوبية».
وادى التفجير الى مقتل مدني واصابة عدد من الاطفال، بينما قضى 18 عنصرا من التنظيم في الاشتباكات، بحسب المرصد.
 واوضح الناشط والصحافي مأمون الخطيب الموجود في مارع، ان المتطرفين يطوقون مارع «من ثلاث جهات الشمالية والشرقية والجنوبية»، في حين «لا تزال الجهة الغربية لمارع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، وهي تتصل ببلدتي الشيخ عيسى وتل رفعت». وفي فترة بعد الظهر، استمرت الاشتباكات المتقطعة، في حين عمد التنظيم الى قصف البلدة بقذائف الهاون، بحسب الخطيب.
وقد نجح مقاتلو المعارضة  في صد هجوم كبير لداعش على مارع، وسط أخبار تحدثت عن استخدام التنظيم للسلاح الكيميائي هجومه.
ويحاول تنظيم داعش جاهدا السيطرة على مارع نظرًا لموقعها الجغرافي المهم، فهي تعتبر منطقة استراتيجية في الريف الشمالي لحلب، وبوابة العبور أمام التنظيم نحو الريف الغربي، وايضا لرمزيتها كونها مدينة عبد القادر الصالح، قائد لواء التوحيد السابق.
والهجوم العنيف الذي شنه تنظيم داعش، دفع بالجبهة الشامية في مارع إلى إصدار نداءات للبلدات المجاورة بضرورة مؤازرتها، وقد وصلت تعزيزات عسكرية إلى المدينة من تل رفعت والمناطق المحيطة.
 كما صدرت بيانات في الريف الشمالي، تدعو «المجاهدين الشرفاء وأبناء الثورة والعقيدة، إلى نصرة المدينة، وجاء فيها: تتعرض مدينة مارع، بوابة ريف حلب الشمالي، لهجوم عنيف من قبل مقاتلي داعش، الذين يُزامنون هجومهم، مع خوض ‏الثوار معارك شرسة مع «قوات النظام».
 وناشدت، «بعدم خذلان مارع، فهي آخر ما تبقى لـ«‏الثورة السورية» في الشمال السوري وسقوطها لا قدر الله، يشكل بداية لسقوط كامل الريف الشمالي، وحصار حلب، ووقوع الثوار بين فكي كماشة «النظام والتنظيم».
وتقع مارع على خط امداد رئيسي لفصائل المعارضة بين محافظة حلب وتركيا. ويحاول تنظيم الدولة الاسلامية منذ اشهر اقتحامها.
ووثقت منظمات طبية دولية بينها منظمة اطباء بلا حدود الثلاثاء هجوما بالسلاح الكيميائي استهدف مارع الاسبوع الماضي.
 واتهم ناشطون محليون التنظيم بهذا الاعتداء الذي ادى الى اصابة عشرات المدنيين. وفي هجوم متزامن، سيطر التنظيم كذلك على قريتي دلحة وحرجلة القريبتين من الحدود التركية.
وحتى اسبوعين مضيا، كانت البلدتان بيد جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.
الا انها انسحبت في العاشر من آب وتسلمهما فصيل إسلامي بعد تقارير عن خطة اميركية تركية لانشاء منطقة حدودية آمنة خالية من تنظيم الدولة الاسلامية.
هدنة ثلاثية
 وعلى الجبهة بين قوات نظام الرئيس بشار الاسد وحليفه حزب الله من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة اخرى، بدأ امس العمل بوقف لاطلاق النار في مدينة الزبداني في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب (شمال غرب)، بعد اتفاق على هدنة لمدة 48 ساعة.
وقال المرصد ان الاتفاق تم التوصل اليه امس، ويهدف الى «إيجاد حلول للنقاط العالقة في المفاوضات حول هذه المناطق».
واوضح احد الوسطاء، محمد أبو القاسم، وهو رئيس حزب التضامن الصغير الذي يشكل جزءا من المعارضة المقبولة من النظام، ان من ابرز البنود «اخراج مقاتلي حركة احرار الشام الاسلامية من الزبداني».
 واشار الى ان المفاوضات «جارية بين وفد إيراني ووفد من حركة أحرار الشام بشكل مباشر في تركيا، في حضور ممثلين عن حزب التضامن».
وذكرت مصادر من الطرفين أن إجلاء المصابين سيبدأ اليوم. وقال مصدر مقرب من الحكومة السورية إن المحادثات مستمرة بشأن أمور أخرى من بينها انسحاب المقاتلين من الزبداني وإجلاء المدنيين من البلدتين الشيعيتين
 والهدنة هي الثانية هذا الشهر، بعد اولى بدأت في 12 آب واستمرت ثلاثة ايام، قبل ان تنهار بعد اصطدام المفاوضات بطلب الفصائل المقاتلة اطلاق سجناء لدى النظام. كما تناولت مفاوضات الجولة الاولى انسحاب المقاتلين من الزبداني مقابل اجلاء المدنيين من الفوعة وكفريا.
 وبدأ النظام وحزب الله مطلع تموز هجوما لاستعادة الزبداني، آخر مدينة لا تزال بيد المعارضة في المنطقة الحدودية مع لبنان. وتمكن الطرفان من محاصرة المعارضين وسط المدينة، بحسب المرصد.
 وردا على تضييق الخناق على الزبداني، صعد مقاتلو المعارضة قصف الفوعة وكفريا اللتين يقيم فيهما شيعة، والمحاصرتين منذ آذار.
تغيير ديموغرافي
في غضون ذلك،أقر مجلس مدينة حمص التابع للنظام المخطط التنظيمي العام النهائي لمشروع إعادة إعمار مناطق بابا عمرو والسلطانية وجوبر، في خطوة لتكريس التغيير الديموغرافي في المدينة.
وذكرت مصادر في المعارضة أن عائلات ميليشيات النظام وإيران تقيم في بيوت أهلها الأصليين بعد تهجيرهم منها.
من جهته، قال محافظ النظام في حمص، طلال البرازي، إن المشروع يضمن حقوق المالكين والشاغلين، سواء بالسكن البديل أو التعويض.
ويَعتبر أهالي بابا عمرو هذا المشروع هو الحكم النهائي بعدم عودتهم لبيوتهم من قبل النظام كعقاب على انخراطهم بالثورة.
ميركل
سياسياً،قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن من السابق لأوانه أن يرفع الاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على روسيا لكنها عبرت عن أملها في أن تعمل برلين مع موسكو لحل أزمات دولية مثل الصراع في سوريا.
وقالت ميركل خلال مراسم في فيينا للاحتفال بالذكرى الستين لإنشاء غرفة التجارة الألمانية في النمسا «في ضوء الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي وفي ضوء الوضع الذي لا يزال هشا لم نصل بعد للأسف لهذه النقطة.»
وفي الوقت ذاته شددت ميركل على أن برلين تريد أن تجمعها علاقات «بناءة» مع موسكو.
وقالت «نريد أن تكون لنا علاقة شراكة مع روسيا، لدينا الكثير من المشاكل الدولية» مضيفة أنها تأمل أن تتمكن روسيا من القيام بدور في حل أزمة سوريا.                           
تحذير أميركي
على صعيد آخر،حث مكتب التحقيقات الاتحادي (اف بي آي) سماسرة الفن في الولايات المتحدة على توخي الحذر عند شراء الآثار من منطقة الشرق الأوسط، قائلا إن هناك أدلة على أن آثارا نهبها مقاتلو تنظيم داعش في سوريا والعراق عرضت مؤخرا على هواة جمع التحف.
وأعلن مكتب التحقيقات في بيان صحافي أن نهب الآثار بأنحاء العراق وسوريا وبيعها في السوق السوداء أصبح مصدر تمويل لمسلحي تنظيم داعش، وأن هناك مخاوف متزايدة من أن تلك القطع بدأت بالظهور في السوق الغربية.
وقالت بوني ماجنيس-غاردينر، مديرة برنامج السرقات الفنية في مكتب التحقيقات: «لدينا الآن تقارير موثوقة بأن أشخاصا أميركيين عرضت عليهم ممتلكات ثقافية يبدو أنها نقلت من سوريا والعراق في الآونة الأخيرة».
وحثت هواة جمع التحف والمشترين على الحرص للتأكد من وثائق الاستيراد والمنشأ والمستندات الأخرى.
وتابعت: «لا تسمحوا لهذه القطع الأثرية التي قد يحتمل دعمها للإرهاب أن تكون جزءا من التجارة».
ونهب تنظيم داعش بعضا من أعظم المواقع الأثرية في شمال العراق وسوريا، ونشر صورا وتسجيلات فيديو لمقاتليه وهم يدمرون آثارا ترجع لما قبل ظهور الإسلام ومعابد يعتبرونها وثنية.
ويوم الثلاثاء الماضي، نشر التنظيم صورا الغرض منها إظهار تدمير المعبد الروماني بعل شمين بمدينة تدمر السورية، وهو العمل الذي وصفته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بأنه جريمة حرب.
وقبل سيطرة التنظيم على المدينة، أفاد المسؤولون السوريون أنهم نقلوا مئات التماثيل الأثرية لإنقاذ المواقع التي يخشون عليها من الدمار على يد المتشددين.
(اللواء-وكالات)

 

المصدر: اللواء