تفاقم أزمة الوقود وانتشار الطوابير يثقل كاهل المواطنين في الرقة
تشهد محافظة الرقة وأريافها أزمةوقود في المحطات المعتمدة، ولاسيما بعد تخفيض نسبة توزيع المحروقات من مادتي المازوت والبنزين، وتحديد المدة الزمنية للتعبئة، ما خلق أزمة تستدعي إيجاد حل لتفادي تفاقهما.
واعتمدت “الإدارة الذاتية” نمط توزيع مخصصات المواطنين في الرقة من مادتي المازوت والبنزين ” 200 ليتر ” بشكل شهري إلى 50 ليتر اسبوعياً، بعد أن كان توزيع المشتقات النفطية بشكل شهري عبر محطات الوقود “الكازيات”، مخصصة من قبل “سادكوب “، من أجل توفير المواد للاستخدام المنزلي وللمزارعين ولأصحاب السيارات والمركبات بالسعر المدعوم 410 ليرات سورية خلال العامين الماضيين.
وخلق هذا الأمر أزمة طوابير على المحطات المعتمدة ونجم عنه تجار للأزمات، إلى جانب ذلك، تشتكي العديد من العوائل في الرقة من حرمانهم من بطاقات المحروقات العائلية من مازوت وكاز منزلي، تزامناً مع فصل الشتاء، إلى جانب الفساد المنتشر في المنطقة دون أي رادع قانوني تحد من انتشاره.
السائق (أ.خ) تحدث للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلاً، بأنه منذ أن اعتمدت المحطات توزيع المادتين بنزين – مازوت بشكل أسبوعي، خلقت في الرقة و الريف أزمة جديدة وازدحام غير مسبوق، بحيث تبقى يوماً كاملاً حتى تستطيع الحصول على مادتي بنزين أو مازوت بالسعر المدعوم 410 ليرة سورية، ولا سيما في محطة “أبو الهيف”، وهو ما جعلنا تحت رحمة العمال العاملين على التوزيع، ما رتب علينا دفع مبالغ أخرى كي يرضى علينا القائمون، وسط انتشار الرشاوي والمحسوبيات من جديد.
ويتابع، عندما كان التوزيع بشكل شهري، واعتماد أكثر من محطة للتعبئة لم يكن هناك ازدحام ولا أي أزمة، لكن منذ أن أصبح التوزيع بشكل اسبوعي، وانفراد بعض المحطات بالحصر للتوزيع منها، ظهرت فئة الفاسدين وتجار الأزمات بحيث يتم دفع الرشوة “الخوة” من 5000-10000 ليرة سورية لتأخذ مخصصاتك الأسبوعية ولا تضطر للوقوف يوماً كاملا بانتظار الدور، وقد تتفاجئي بنفاد الكمية وتحرم منها.
الناشط ( أ. ع) يقول للمرصد السوري لحقوق الإنسان، شهد شتاء العام الحالي 2022- 2023 حرمان العديد من العوائل بالرقة من البطاقات المخصصة من الإدارة الذاتية لمستحقات التدفئة، في أحياء متعددة من المدينة، وتم تسجيلهم وفق ملحق لأكثر من مرة من قبل الكومين، ولكن لم يتم توزيع تلك البطاقات، والحجة دائماً هي انتظار الأتمتة والتسجيل في سادكوب، مما اضطر السكان لشراء المازوت بالسعر الحر 2300 ليرة سورية, والـ “كاز” بسعر 2500 ليرة سورية.
مضيفاً، العديد من العوائل لجأ لبدائل التدفئة ” الحطب ” أما في المخيمات والعوائل الفقيرة فيضطرون لإحراق “النايلون -الأحذية” وهو أمر بات معروفاً وسط موجة من الغلاء.
ويشار إلى أن، “الإدارة الذاتية” اعتمدت منذ تأسيسها على دعم القطاع المعيشي “الزراعة- الخبز-مخصصات المحروقات”، عبر تأسيس جمعيات وتخصيص منشآت ومندوبين لتوزيع وبيع تلك المواد آنفة الذكر بسعر مخفض، بهدف الانتفاع للمواطنين ضمن مناطق سيطرتها، إلا أن مع لجوئها إلى تخفيض النسبة مع تحديد المدة الزمنية خلال العام الجاري، جعل المواطن أمام ماذق حقيقي.