“وثانيا، هي تعجل من انسحاب القوات الأميركية، كون هذا الهجوم يعد أكبر استهداف للقوات الأميركية داخل الأراضي السورية منذ تشكيل التحالف”. ويعتبر مدير المرصد السوري أن الهجوم يبعث بـ”رسالة تركية” بأن الوضع الأمني يستدعي عملا عسكريا تركيا ضد داعش.

وحشدت تركيا آلاف الجنود والآليات وعدد كبير من الجماعات المسلحة الموالية لها حول منبج لبدء عمل عسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية التي ينسب لها هزيمة داعش ميدانيا بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويقول عبد الرحمن:” كلما تحدث أردوغان عن مواجهة داعش، صعد التنظيم من عمليات سواء في الرقة عبر مهاجمة قوات سوريا الديمقراطية أو اليوم في منبج مهاجمة قوات التحالف”.

وكان الرئيس التركي قد تعهد قبل يومين بمواجهة تنظيم داعش والجماعات الكردية في الشمال السوري، وذلك فيما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتدمير اقتصاد تركيا إذا شنت عملا ضد الأكراد.

بعد تهديد ترامب واقتراح الـ 30 كيلومتر

ودفع ترامب باقتراح مقترنا بهذا التهديد، بأن تحصل تركيا على 30 كيلومترا داخل الأراضي التركية كشريط آمن يبعد عن حدودها الجماعات الكردية، وفي ذات الوقت، يحمي الأكراد من احتمالية شن أنقرة لعمل عسكري ضدهم.

ويقول الرئيس المشترك لحزب المجتمع الديمقراطي الكردي ألدار خليل لسكاي نيوز عربية إن هذه الهجمة جاءت بعد أن تأكدت أنقرة أنها لن تتمكن من السيطرة على منبج كما كانت تتوقع، وخاصة بعد الحديث الأميركي عن إقامة منطقة آمنة.

ويضيف:” المنطقة الآمنة تحتاج إلى منطقة غير آمنة في نظر تركيا”، في إشارة إلى سعي تركي لزعزعة الأمن في هذه المناطق لضمان الحصول على شريط حدودي هادئ.

هل ينقلب السحر؟

و ليس من مصلحة تنظيم داعش أن تبقى القوات الأميركية في المنطقة، كونها القوة الرئيسية التي استطاعت عبر حلفائها الأكراد من القضاء على “الخلافة المزعومة” التي أعلنها في الرقة ولم يتبق منه سوى بعض الجيوب في الشمال وشرقي نهر الفرات.

ويقود هذا الطرح إلى أن الانسحاب الأميركي من المنطقة يأتي في صالح التنظيم، حسبما أكد قادة الجيش الأميركي وأعضاء الكونغرس مرارا للرئيس ترامب، بينما يمثل نفس المصلحة لتركيا التي تنتظر الانسحاب الأميركي بفارغ الصبر لتنفيذ خططها في المنطقة.

وصعدت الولايات المتحدة من عملياتها ضد التنظيم في الأيام الأخيرة، في إطار سعيها للقضاء على آخر جيوبه قبل أن تسحب قواتها من البلاد، لكن رغم الرهان الذي وضعه التنظيم على إحداث خسائر كبيرة في صفوف الأميركيين عبر هذه العملية، قد يأتي بنتائج عكسية وقد يدفع ترامب إلى إبقاء قواته لفترة أطول.

ويقول خليل: “قد تنقلب الآية على تركيا ولا تسير الأمور كما تريدها”.