تقدم القاعدة في شمال سوريا يهدد اتفاق الهدنة الروسية التركية
بعد معارك استغرقت أيام عدة، تمكن مقاتلو هيئة تحرير الشام الفرع السوري لتنظيم القاعدة من الإستيلاء على أكثر من 20 قرية كانت خاضعة لحركة “نور الدين الزنكي” فى شمال سوريا.
وقد شكل هذا التقدم، ضربة قوية لعملية وقف إطلاق النار التي أبرمت في 17 سبتمبر/أيلول الماضي في مدينة سوتشي الروسية، بين روسيا حليفة دمشق وتركيا حليفة المعارضين على إقرار السلام في شمال غرب سوريا وإقامة منطقة منزوعة السلاح فيها بعمق 15 إلى 20 كيلو مترا.
ويرى فواز جرجس أستاذ سياسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، أن سيطرة هئية تحرير الشام النصرة سابقا على تلك الخطر تشكل خطرا حقيقيا.
وقال أن تقدم هذه الجماعة “لن يؤدي فقط الى تفاقم الأزمة الإنسانية لثلاثة ملايين نسمة هناك، بل يمنح الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءه مبررا للهجوم على المحافظة.”
وفي حديث إلى وكالة فرنس برس “أ ف ب” أكد جرجس أن “مثل هذا السيناريو سيحدث دمارا كالذي خلفته معركة حلب” في إشارة الى الاشتباكات العنيفة التي استهدفت أكبر مدن سوريا عام 2016 والتي أودت بحياة الآلاف وانتهت بسيطرة القوات الحكومية وحلفائها على شرق سوريا.
مواقف متفرقة
هذا، وأعلنت مديرية صحة حلب الحرة في وقت سابق أن سيطرة “هيئة تحرير الشام” على إدلب وريف حلب الغربي والجنوبي وشمال حماة، أدى إلى تعليق “الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ” دعمها لمديرية الصحة مما سيؤثر بشكل مباشر على 43 منشأة طبية تتلقى الدعم من المديرية، وأن نحو 250 شخصا سيفقدون الدعم.
وكانت الوكالة الألمانية تقدم الأدوية والمعدات الطبية الضرورية للمنشآت، إضافة إلى مشاريع الطاقة والمولادات الكهربائية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في وقت سابق من هذا الشهر إن الامم المتحدة مازالت تقدم مساعدات للمنطقة، مشيرا إلى أنه وبالرغم من “عدم معرفة الأثار التي ستترتب بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على المنطقة، إلا أن الأمم المتحدة مستمرة بمتابعة التطورات لضمان استمرار العمل الإنساني بشكل مستقل”.
وذكر مركز “سوفان غروب” للدراسات الاستراتيجية في نيويورك، أن سيطرة هيئة تحرير الشام تصب في صالح نظام الأسد، وتعطيه القوة وتغير مسار الرحلة في الحرب الدائرة في البلاد منذ العام 2011.
قصف على إدلب
من جهتها، صعدت الحكومة السورية من قصفها لإدلب والمناطق المجاورة التي يسيطر عليها المتمردون.
ودعت روسيا تركيا إلى التصرف بشكل أكثر حزما في قمع المسلحين في إدلب والذين قاموا بشن هجومات ضد قوات النظام والجيش الروسي، معلنة ان تزايد وتيرة الأعمال العدائية في إدلب يهدد قاعدتها الجوية في محافظة اللاذقية.
حجم سيطرة هيئة تحرير الشام
وباتت هيئة تحرير الشام التابعة لتنظيم القاعدة، تسيطر على 75 % من نحو تسعة آلاف كلم مربع، وهي المساحة الخارجة عن سيطرة النظام، حيث يقطن المنطقة نحو ثلاثة ملايين نسمة، نزح العديد منهم من مناطق أخرى من البلاد.
هذا وتسيطر فصائل جهادية اخرى على 5% من هذه المساحة، ليبقى نحو 20% بأيدي الجبهة الوطنية للتحرير التي تضم مجموعة من الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، والتي تمتلك ما يقرب من 12 نقطة مراقبة في إدلب، وتخشى أنقرة والتي تدعم المعارضة، من أن تحاول الحكومة السورية تقويض اتفاق سبتمبر/ أيلول.