تقدم لقوات النظام في آخر معقل رئيسي للمعارضة في سوريا
حقق النظام السوري تقدّما محدودا في آخر معقل رئيسي للمعارضة المسلحة والجهاديين في سوريا، وفق ما أفادت صحيفة موالية للحكومة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، مع استئناف الطائرات الحربية السورية والروسية صباح الثلاثاء غاراتها تزامنا مع قصف صاروخي على بلدات وقرى عدة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي.
وقالت صحيفة الوطن، الثلاثاء، إن الجيش سيطر على قريتيْ الجنابرة وتل عثمان، حيث قال المعارضون الاثنين إنهم تصدّوا لهجمات شنّتها الحكومة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية سيطرت على تل عثمان.
ويقع شمال غرب سوريا ضمن منطقة منزوعة السلاح متفق عليها في سبتمبر بين روسيا حليفة الحكومة، وتركيا المتحالفة مع المعارضة المسلحة لتفادي عملية كبرى من جانب قوات الحكومة على المنطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقرّه بريطانيا إن 69 مدنيا قتلوا في القصف منذ 30 أبريل. وأضاف أن 41 على الأقل من المعارضة المسلحة لقوا مصرعهم في القتال والضربات الجوية. وأعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان الاثنين، عن قلقه من تزايد حدّة القتال في شمال غرب سوريا.
وقال البيان إنّ “الأمين العام يتابع بقلق شديد تصاعد وتيرة الأعمال القتالية” في شمال غرب سوريا بين “قوات الحكومة السورية وحلفائها من جهة، وقوات المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام من جهة ثانية”.
وأعرب غوتيريش عن “قلقه إزاء التقارير عن الغارات الجوية التي استهدفت مناطق مأهولة بالسكان وبنى تحتية مدنية وخلّفت المئات من القتلى والجرحى وأكثر من 150 ألف نازح جديد”. ودعا أطراف النزاع إلى حماية المدنيين ومطالبا روسيا بالمساعدة في فرض وقف لإطلاق النار.
وحثّ الأمين العام للأمم المتّحدة “جميع الأطراف على احترام القانون الدولي وعلى حماية المدنيين” و”طالب المتحاربين بأن يلتزموا مجدّدا احترام ترتيبات وقف إطلاق النار الموقّعة في 17 سبتمبر”. وناشد بشكل خاص الجهات “الضامنة لعملية أستانة (روسيا وإيران وتركيا) السهر على حصول ذلك”.
ويسيطر عدد من الجماعات المدعومة من تركيا على جزء من جيب المعارضة في الشمال الغربي.
وقالت هيئة تحرير الشام القوة المعارضة المهيمنة في الشمال الغربي والمدعومة من أنقرة، الاثنين، إنها ستتصدى لأي محاولة من الحكومة للتقدم “بالحديد والنار”. وتضم هيئة تحرير الشام فصيل جبهة النصرة الذي كان يتبع تنظيم القاعدة في السابق.
واستعاد الرئيس السوري بشار الأسد أغلب أراضي البلاد من المعارضين منذ أن انضمت روسيا إلى الحرب إلى جانبه في عام 2015، ونشرت قواتها الجوية لدعم الجيش ومسلحين مدعومين من إيران متحالفين معه.