تقديرات إسرائيلية: الفوضى الحقيقية في الجنوب السوري..وشيكة

8

حذّر المحلل العسكري في صحيفة “اسرائيل اليوم” يؤاف ليمور، من أن ما يسمع من أصوات في الجبهة الشمالية (الجنوب السوري)، سيصبح فوضى قريباً.
ويؤكد ليمور أن رئيس النظام السوري بشار الأسد يعتزم استعادة السيطرة على جنوب البلاد، في منطقة درعا على الحدود الأردنية أولاً، ثم في منطقة الجولان على الحدود مع إسرائيل، ويبدو أن عمليات القصف التي شهدتها الأيام الأخيرة كانت تحضيراً لذلك.
ويرجح المحلل العسكري الإسرائيلي ألاّ يبادر الأسد إلى هجوم واسع على الجنوب قبل انتهاء كأس العالم في روسيا، أو قبل أن يتم إقصاء روسيا منه على الأقل. ويشير إلى أن قمة الرئيسين فلاديمر بوتين ودونالد ترامب، التي سيحتل الوضع في سوريا صدارتها، لن تُعقد قبل 15 يوليو/ تموز الحالي.
ويقول ليمور، إن نظام الأسد يحاول في هذه الأثناء، الضغط على الثوار، فربما يضطرهم إلى الإنسحاب أو الاستسلام. وهم، من جانبهم، يحاولون تحسين مواقعهم. ويوضح “على طول منطقة الحدود مع إسرائيل، تُلاحَظ تغييرات في انتشار قوات الثوار، اعتقاداً منهم أن النظام سيخشى العمل في منطقة قريبة جداً من الحدود مع إسرائيل، تجنباً لمواجهة مباشرة معها”.
لكن ليمور يعتقد أن ثمة شكاً في ما إذا كان النظام السوري سيرتدع عن الاقتراب أكثر من الحدود مع إسرائيل، على الرغم من الرسالة الواضحة التي تلقاها من إسرائيل أيضاً، والتي شرحها الكاتب بالقول إن اسرائيل ستتصرف “وفق اتفاقيات وقف إطلاق النار منذ سنة 1974، وبلغة بسيطةـ هذا شأن سوري داخلي وإسرائيل لن تُحارب نيابة عن متمرد أو لاجئ أو من أجلهما”. 
وحول التعزيزات العسكرية الإسرائيلية التي أرسلت إلى الحدود، يقول الكاتب إن الهدف ردع الجيش السوري عن خرق الاتفاقيات من خلال الدفع بقوات محظورة إلى هضبة الجولان، لكن ليس أقل من هذا أيضاً، ردع إيران عن أي فكرة لاستغلال سيطرة الجيش السوري المتجددة على المنطقة من أجل زرع ميليشيات خاصة بها في تلك المنطقة.
ويتطرق ليمور إلى المحادثة التي أجراها وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الأحد، مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، وكذلك اللقاء الذي عقده رئيس هيئة أركان الجيش غادي أيزنكوت مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، موضحاً أنهما كانا يرميان إلى إغلاق هذه الزاوية تحديداً عبر القول: “نعم لعودة الجيش السوري إلى هضبة الجولان، لا لدخول إيران إلى المنطقة، ولو كان الثمن مواجهة عسكرية”. 
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن استيلاء قوات النظام السوري على المنطقة الجنوبية سيجري بصورة سريعة، لكن ليست سهلة بالضرورة. وهنا، يقول المحلل العسكري الإسرائيلي، إنه “ليس من المؤكد أيضاً أن تستطيع إسرائيل البقاء خارج الصورة عند اندلاع القتال الشديد في الجولان، وخصوصاً حيال احتمال إقدام تنظيمات الثوار على خطوات يائسة في محاولة لحث الجيش الإسرائيلي على التحرك وعلى خلفية نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين الذين قد يبحثون عن ملاذ لهم من المعارك”. 
لقد أوضحت إسرائيل أنها ستقدم للنازحين واللاجئين مساعدات إنسانية، لكنها لن تحتضنهم في داخل حدودها. غير أنه مع استمرار القتال ـ الذي سترافقه صور فظيعة ـ ستزداد وتتسع بالتأكيد الأصوات المنادية بتصرف آخر مغاير. ولذا ستكون المصلحة الإسرائيلية تجاوُز هذه الأسابيع من دون التورط العسكري في الشمال، يضيف ليمور.
ويتابع “لاحقاً ستعود إسرائيل إلى التعامل مع رب بيت واحد ووحيد في مقابلها ألا وهو بشار الأسد المعروف بما ارتكب من سيئات، وسيكون ضعيفاً عسكرياً حقاً، لكنه مدعوم من روسيا، ومن إيران التي ستبحث عن أي طريقة لزعزعة الاستقرار الذي ساد على طوال منطقة الحدود طيلة أربعة عقود”.
ويختم ليمور مقالته بخلاصة مفادها إن إسرائيل تستعد لهذا منذ الآن، وهي تدرك أن قابلية الانفجار على طول منطقة الحدود ستكون في ذروتها خلال الفترة القريبة المقبلة.

المصدر: المدن