تكاليف تعليم طالب واحد تتجاوز راتب الموظف بأكثر من 4 أضعاف.. معاناة العائلات السورية تتجدد مع قدوم العام الدراسي

95

تعاني العائلات السورية في مناطق سيطرة النظام من أزمات معيشية واقتصادية متتالية، خاصة مع اقتراب العام الدراسي الجديد. يعيش أكثر من 90 بالمئة من سكان هذه المناطق تحت خط الفقر، مما يجعل تأمين المستلزمات الدراسية للطلاب من المراحل الابتدائية إلى الثانوية تحدياً كبيراً. ولا يقتصر الأمر على طلاب المدارس فحسب، بل يواجه طلاب الجامعات صعوبات كبيرة بسبب الارتفاع الجديد في الأقساط الدراسية في جميع الكليات والأقسام، مما يجعل العملية التعليمية شبه مستحيلة في ظل التدهور المستمر للواقع المعيشي وانخفاض الأجور والرواتب الشهرية للموظفين والعمال.

وقد ارتفعت أسعار التجهيزات المدرسية بشكل كبير، حيث يتراوح سعر المريول المدرسي لطلاب المرحلة الابتدائية بين 100 و250 ألف ليرة سورية، بينما تصل أسعار الحقائب إلى ما بين 250 و450 ألف ليرة.

أما أسعار البنطال والقميص فتتراوح بين 75 و200 ألف ليرة لكل منهما. وبالنسبة للقرطاسيات، تتراوح أسعار الدفاتر بين 5 و11 ألف ليرة والقلم الحبر بين 4 و8 آلاف ليرة. وبحساب بسيط، يحتاج الطالب الواحد إلى ما يزيد عن مليون ونصف المليون ليرة سورية لتأمين مستلزماته الأساسية، ما يعني أن العائلة التي لديها 3 طلاب تحتاج إلى أكثر من 4.5 ملايين ليرة سورية، وهذا مبلغ يمكن الطالب من شراء أقل ما يمكن للبدء بعامه الدراسي، حيث سيحتاج مبالغ إضافية لشراء الكثير من اللوازم الأخرى.

ولا يختلف الوضع كثيراً بالنسبة لطلاب الجامعات، الذين فوجئوا بقرار وزارة التعليم العالي برفع رسوم التسجيل في بعض الكليات بنسب تصل إلى 100 بالمئة مقارنة بالعام الماضي. فعلى سبيل المثال، وصل رسم التسجيل في كلية الطب إلى 2.4 مليون ليرة سورية، وفي الكليات الهندسية إلى 1.8 مليون ليرة سورية، وفي الهندسة الزراعية إلى 1.4 مليون ليرة سورية.

أما باقي الكليات والفروع، فقد شهدت زيادات كبيرة تفوق قدرة المواطن السوري الذي لا يتجاوز راتبه الشهري في أحسن الأحوال 375 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 19 إلى 25 دولارًا أمريكياً.

وفي ظل هذه التكاليف الباهظة، تجد الكثير من العائلات السورية نفسها عاجزة عن تأمين المستلزمات الأساسية لتعليم أبنائها، فضلاً عن تأمين أبسط مقومات الحياة من غذاء ودواء.

يشار، بأن الكثير من السوريين علقوا على أسعار مستلزمات الدراسة التي انتشرت مؤخراً على واجهات المحلات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن مناطق سيطرة النظام، حيث أكدوا أنها أسعار قادمة من كوكب آخر ولا تتناسب بأي شكل من الأشكال مع القدرة المعيشية لديهم، وأن هذه الأسعار ستدفع بالكثير من العائلات إلى الاضطرار لتخلي أطفالها عن التعليم بسبب العجز عن تأمين حتى أقل من نصف هذه التكاليف، مطالبين حكومة النظام بتخفيف الأعباء عنهم.

وتعيش مناطق سيطرة النظام أوضاع اقتصادية ومعيشية قاسية في ظل تجاهل حكومة النظام لتحسين الظروف المعيشية للسوريين وإصدارها للقرارات التي تزيد من معاناتهم يوماً بعد آخر، حيث تعاني من شح فرص العمل وتدني مستوى الرواتب الأجور وغلاء أسعار المعيشية بشكل عام من غذاء ودواء ومواصلات ومستلزمات أساسية. في ظل الواقع الأمني المتردي وانتشار الجرائم والسرقات.