تمديد هدنة حلب يعيد الحركة والتظاهرات إلى شرقها
عادت الحركة إلى الأحياء الشرقية في حلب وتظاهر مئات ضد الحكومة وروسيا، لكن من دون خروج المدنيين أو عناصر المعارضة عبر المعابر الثمانية التي حددتها موسكو بعد تمديدها هدنة حلب إلى مساء السبت بدلاً من مساء اليوم، في وقت أعلنت فصائل معارضة أنها غير معنية بالمبادرة الروسية. وأكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر متانة التحالف مع أنقرة بعدما شن الجيش التركي غارات على مواقع «قوات سورية الديموقراطية» التي تسلحها واشنطن شمال حلب.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تمديد الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت السوري، لمدة 24 ساعة بعدما كانت حددتها بمدة 11 ساعة. وخصصت ثمانية ممرات لخروج الراغبين من حلب، اثنان منها للعناصر المعارضة، هما طريق الكاستيلو شمال حلب وسوق الهال في وسط المدينة. وبثت وزارة الدفاع بثاً حياً من كاميرات مثبّتة على المعابر. وأبدى يان إيغلاند الذي يرأس مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية في سورية الخميس، أمل الأمم المتحدة في أن تتمكن من إجلاء الدفعة الأولى من الجرحى من الأحياء الشرقية ابتداء من الجمعة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «لم يتم تسجيل خروج أحد من الأحياء الشرقية عبر المعابر». وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» في الأحياء الشرقية بعد تجواله على أربعة معابر، بعدم رؤيته أشخاصاً عبروا أياً منها، إلا أنه نقل مشاهدته عدداً محدوداً من المدنيين أرادوا المغادرة عبر معبر سوق الهال إلا أنهم تراجعوا جراء الاشتباكات التي اندلعت هناك. ونقل مصور لـ «فرانس برس» في الجهة الغربية من معبر بستان القصر بدوره، مشاهدتَه ثمانية جرحى غادروا الأحياء الشرقية.
وشهد معبر سوق الهال الواقع بين حي بستان القصر من الجهة الشرقية (تحت سيطرة المعارضة) وحي المشارقة من الجهة الغربية (تحت سيطرة القوات النظامية)، اشتباكات وتبادلاً للقصف المدفعي بعد وقت قصير من بدء الهدنة، واستمرت ساعات عدة. وأكد مراسل «فرانس برس» تراجع الاشتباكات وأصوات الطلقات النارية بعد الظهر عند المعبر، مشيراً إلى عودة الحركة أيضاً إلى الأحياء الشرقية عصراً، كما لم يسجل أي طلعات للطائرات الحربية.
وكان عضو المكتب السياسي في «حركة نور الدين زنكي» المعارضة ياسر اليوسف، أكد أن «المبادرة الروسية لا تعنينا بالمطلق». وتشارك الحركة في قتال القوات النظامية إلى جانب فصائل أخرى. وقال نشطاء معارضون إن «دمشق وموسكو كانتا تنتظران خروج الأهالي من المدينة، وبدلاً من أن يركبوا الباصات الخضراء الخاصة للتهجير خرج الأهالي في تظاهرات عارمة تطالب بسقوط حكومة دمشق وطرد الروسي المحتل من البلاد».
في أنقرة، قال وزير الدفاع الأميركي إن شراكة الولايات المتحدة مع تركيا في التصدي لتنظيم «داعش» الإرهابي «قوية جداً». وأضاف كارتر: «بالنظر إلى تركيا… شراكتنا قوية جداً في حملة مواجهة داعش».
وجاءت تصريحات كارتر بعدما استهدفت ضربات جوية تركية عناصر أكراداً موالين لجماعة مسلحة تدعمها الولايات المتحدة في شمال سورية أثناء الليل، ما يسلط الضوء على الأهداف المتضاربة لواشنطن وأنقرة في معركة تزداد تعقيداً.
وأفاد «المرصد» مساء الأربعاء، بأن الطائرات استهدفت مواقع «قوات سورية الديموقراطية» التي يقودها الأكراد في ثلاث قرى شمال شرقي حلب كانت القوات انتزعتها من «داعش». وأكد الجيش التركي أن طائراته الحربية نفذت 26 ضربة جوية على 18 هدفاً لمسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية شمال سورية وقتلت ما بين 160 و200 من المسلحين.
في نيويورك، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، جلسة خاصة غير رسمية للبحث في الأزمة الإنسانية في حلب بعدما فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار ينهي قصف النظام السوري وحليفته روسيا المدينة. وكان مقرراً أن يفتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، الجلسة التي عقدت بمبادرة من كندا و69 دولة أخرى.