تنظيم الدولة الإسلامية يسترد بلدة الراعي من مسلحي المعارضة السورية

48


استعاد مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية بلدة الراعي الاستراتيجية المهمة الواقعة في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا من أيدي مسلحي المعارضة السورية، بحسب ناشطين وجماعات جهادية.

كما سيطر التنظيم على 9 قرى خلال المعارك التي يخوضها مع مسلحي المعارضة في هجوم معاكس شنه في ريف حلب الشمالي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن مسلحي التنظيم، الذين خسروا البلدة الواقعة في ريف حلب، تمكنوا من استعادتها الاثنين.

وتعد بلدة الراعي القريبة من حدود تركيا نقطة أساسية في طريق إمداد المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في محافظة حلب.

وكانت مجموعات تحارب تحت لواء الجيش السوري الحر تمكنت من السيطرة على البلدة من إيدي مسلحي “تنظيم الدولة” يوم الخميس الماضي.

ويسيطر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في الشمال السوري، بيد أنهم خسروا في الأشهر الأخيرة بعض هذه المناطق لحساب مسلحي المعارضة السورية والمقاتلين الأكراد والقوات الحكومية السورية.

وتمكنت فصائل معارضة مدعومة من تركيا منذ نهاية شهر آذار/مارس من السيطرة على أكثر من عشر قرى على امتداد الحدود السورية التركية.

وقد سيطروا الخميس الماضي على بلدة الراعي بعد يومين من القتال مسلحي تنظيم الدولة في البلدة، ولوحوا بالتقدم إلى معقلي التنظيم القويين في منطقتي دابق والباب في محافظة حلب.

ولكن بعد أربعة ايام، تمكن مسلحو تنظيم الإسلامية من استعادة السيطرة على البلدة وست قرى إلى الغرب منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، جماعة المراقبة السورية التي مركزها بريطانيا، ولجان التنسيق المحلية المعارضة.

وأصدر تنظيم الدولة بيانا يؤكد تمكن مسلحيه من طرد مسلحي المعارضة من بلدة الراعي.

وفي وقت لاحق، قصف الجيش التركي بالمدفعية مواقع لتنظيم الدولة في سوريا.

وقالت شبكة NTV التلفزيونية إن المدفعية التركية اطلقت قذائفها من منطقة كيليش الحدودية على اهداف للتنظيم.

هجمات لجبهة النصرة

أما في الريف الجنوبي، تستمر المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في مناطق العيس وخان طومان والزربة والبوابية، حيث تقدم مسلحو المعارضة وسيطروا على مرتفعين استراتيجيين مشرفين على طريق حلب دمشق.

 

وقالت المعارضة إنها تسيطر على بلدتي زيتان وبرنة، وأوقعت هذه المعارك أكثر من 40 قتيلا من الجانبين.

وفي حماة، شن مسلحو المعارضة هجمات على مواقع عسكرية حكومية في سهل الغاب وخاصة في منطقتي الجاكورة وخربة الناقوس.

وقالت القوات الحكومية إنها صدت الهجوم.

أما في درعا، فقد شنت “جبهة النصرة” هجوما على نقاط عسكرية في حي المنشية في درعا البلد، ودارت اشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي جبهة النصرة.

وجاء في بيان عسكري ان الطيران الحكومي شن غارات على خان أبو الشامات في ريف دمشق وعلى مقرات لجبهة النصرة في منطقة تير معلة في ريف حمص وسط سورية.

مغادرة دي ميستورا

 وعلى الصعيد السياسي،غادر المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا سوريا متوجها الى طهران، بعد جولة محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم صباح الاثنين في مقر وزارة الخارجية السورية.

وافادت الخارجية السورية في بيان أصدرته أن المعلم أكد لدي ميستورا جاهزية الوفد السوري للمحادثات في جنيف بدءا من الخامس عشر من نيسان/أبريل الجاري.

وجدد المعلم خلال محادثاته مع دي ميستورا تأكيده على الموقف السوري بشأن الحل السياسي للأزمة السورية والالتزام بحوار سوري بقيادة سورية دون شروط مسبقة، حسب بيان للخارجية السورية.

ومن جانبه قال دي ميستورا في تصريحات للصحفيين عقب محادثاته في دمشق : “ناقشنا التحضيرات لمحادثات جنيف التي نخطط للبدء بها في الثالث عشر من نيسان بعد انتهاء جولتي في المنطقة”.

وأضاف دي ميستورا: “الجولة القادمة ستكون مهمة وستركز على الانتقال السياسي والحكومة والمبادئ الدستورية. ونأمل أن تكون بناءة وملموسة”.

وبشأن وقف الأعمال العدائية المستمر منذ أكثر من أربعين يوما، قال دي ميستورا: “لقد بحثنا مع الجانب السوري وقف الأعمال العدائية والحفاظ على هذا الوقف ودعمه. ورغم الوضع الهش، لا يزال وقف الأعمال العدائية قائما ويجب أن نضمن استمراره حتى لو اضطررنا إلى احتواء بعض الحالات”.

وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي استبق وصول دي ميستورا إلى دمشق في تصريحات صحفية قال فيها إن “زيارة المبعوث الدولي ستركّز مع المسؤولين السوريين على الحوار بين الحكومة والمعارضة في جنيف، وإن الخارجية السورية ستستمع إلى ما سيحمله دي ميستورا وتقدم إجاباتها عليه.”

وأكد وزير الإعلام السوري في تصريحاته التي تسبق الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف، والمقررة يوم الأربعاء، أن “لدى دمشق قناعة ثابتة بأن العملية السياسية التفاوضية هي عملية أساسية،” مشيراً إلى أن “المدخل إلى الانتقال السياسي يكون عبر حكومة موحدة وموسعة وأن ذلك لن يتم إذا استُبعدت أطراف معينة منها”.

 

bbcالمصدر: