تنظيم “الدولة الإسلامية” يسحب عناصره من تادف وينهار في ريف الباب الجنوبي الشرقي وتقدم كبير لقوات النظام بدعم من نخبة حزب الله والمدفعية الروسية

11

لا يزال الريف الشرقي لحلب، يشهد استمرار الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة، وقوات النظام المدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة أخرى، حيث بدأ الأخير بالتوجه من ريف دير حافر الشمالي وريف الباب الجنوبي الشرقي، باتجاه بلدة الخفسة الاستراتيجية الواقعة قرب الضفاف الغربية لنهر الفرات، والتي تحتوي محطة لضخ المياه إلى مدينة حلب، بعد استجرارها من نهر الفرات، وهذه المعارك التي لا تزال على بعد نحو 21 كلم من الخفسة، تصاعدت وتيرتها خلال الـ 48 ساعة الفائتة مع انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة الباب وبلدتي بزاعة وقباسينن حيث حققت قوات النظام تقدماً واسعاً في ريف الباب الجنوبي الشرقي، وتمكنت اليوم من توسيع نطاق سيطرتها واستعادة 9 قرى على الأقل وجبل بمحاذاتها.

المرصد السوري لحقوق الإنسان لحقوق الإنسان حصل على معلومات من مصادر موثوقة، أكدت أن تنظيم “الدولة الإسلامية” سحب معظم عناصره من بلدة تادف الواقعة بريف الباب الجنوبي، بالتزامن مع انتهاء عملية انسحاب التنظيم من الباب وبزاعة وقباسين والتمشيط الذي جرى فيها من قبل الفصائل العاملة ضمن “عملية “درع الفرات” والقوات التركية لهذه المناطق آنفة الذكر، فيما لا يزال مجهولاً مصير تادف، فيما إذا كانت ستكون من نصيب قوات النظام، أم أنها من نصيب القوات التركية ضمن الاتفاق السري الذي جرى بين الروس والأتراك حول تقاسم النفوذ في محافظة حلب، حيث أن عملية سحب تنظيم “الدولة الإسلامية” لعناصره من تادف، تأتي بالتزامن مع تمكن قوات النظام من تحقيق هذا التقدم السابق الذكر، والالتفاف حول المساحة الترابية التي تركت له من قبل النظام والقوات التركية في جنوب غرب منطقة الباب، والتي تمت عبرها عملية انسحاب التنظيم نحو الريف الجنوبي الشرقي للباب.

أيضاً يهدف هذا التقدم الذي يتجه نحو شرق المناطق التي تقدمت إليها قوات النظام في ريف حلب الشرقي، مدعمة بقوات النخبة من حزب الله اللبناني وبإسناد من المدفعية الروسية، إلى الوصول إلى أطراف مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية في غرب نهر الفرات، في محاولة لإجبار تنظيم “الدولة الإسلامية” على الانسحاب من عدد كبير من القرى التي تدخل في حصار من قبل 3 أطراف عسكرية هي قوات مجلس منبج العسكري من جهة، وقوات “درع الفرات والقوات التركية من جهة ثانية وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة ثالثة. حيث تصل عدد القرى في الدائرة التي من الممكن أن تدخل في الحصار وتسعى قوات النظام لذلك، إلى نحو 30 قرية.

يشار إلى أن قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كانت تمكنت بقيادة الضابط في قوات النظام سهيل الحسن المعروف بلقب “النمر” من التقدم في ريف حلب الشرقي، واستعادة السيطرة على المحطة الحرارية الاستراتيجية التي كانت تعد معقلاً لتنظيم “الدولة الإسلامية” في منتصف شباط / فبراير من العام الفائت 2016.