تنظيم الدولة الإسلامية يطرق أبواب الرقّة بهجوم مباغت

43

عمان/بيروت – أطل تنظيم الدولة الإسلامية مجددا في الرقة معقله الرئيسي السابق في سوريا، بهجوم انتحاري على قوات سوريا الديمقراطية، معلنا عبر وكالة أعماق التابعة له أن هجومه استهدف مبنى عاما تسيطر عليه القوات التي يشكل الأكراد عمودها الفقري ولا تزال تحظى بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وقال التنظيم المتطرّف إن عدة أشخاص قُتلوا إثر تفجير أحد أفراده نفسه اليوم الاثنين في مبنى عام بمدينة الرقة السورية التي يسيطر عليها الفصيل السوري الكردي.

وجاء في البيان الذي نشرته وكالة أعماق أن الهجوم استهدف “أحد مقرات الانتساب” للجماعة في الرقة وأن 17 سقطوا بين قتيل وجريح. ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل.

ولم يرد حتى الآن أي رد فعل من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها أكراد والتي بسطت سيطرتها على المدينة الواقعة في شمال شرق سوريا بعد طرد الدولة الإسلامية بدعم حاسم من ضربات جوية قادتها الولايات المتحدة في عام 2017 بعد قتال استمر شهورا.

وقال اثنان من سكان الرقة، إنهما سمعا دوي انفجار في منطقة بوسط المدينة يوجد بها مكاتب لقوات سوريا الديمقراطية. وأضافا أن أفراد هذه الجماعة طوقوا المنطقة والشوارع المحيطة بها بعد الانفجار.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع تطورات الوضع في سوريا، قال إن خمسة أشخاص على الأقل أغلبهم من المدنيين قتلوا في تفجير انتحاري استهدف مكاتب قوات كردية في الرقة الواقعة شمال سوريا.

وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف فصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن في 17 أكتوبر/تشرين الأول على مدينة الرقة التي كانت تعد المعقل الأبرز لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بعد أربعة أشهر من المعارك والغارات الكثيفة.

واستهدف تفجير الاثنين المكاتب الرئيسية لوحدات حماية الشعب الكردية، المكوّن الأبرز في قوات سوريا الديمقراطية التي تخوض مع واشنطن حملة ضد التنظيم المتطرف.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان “أن انتحاريا كان يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه في أحد مراكز وحدات حماية الشعب الكردية بعد أن أطلق النار على الحاجز الأمني عند المدخل”.

وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود إصابات “بجروح بليغة”.

وأوضح أن الانتحاري فتح نار رشاشه قبل أن يفجر نفسه، بحسب البيان الذي نشره التنظيم على حسابه في تطبيق التراسل “التلغرام”.

وبعدما سيطر على أراض واسعة في سوريا في عام 2014، تعرض تنظيم الدولة الإسلامية للعديد من الانتكاسات في العامين الماضيين نتيجة الهجمات التي نفذها الجيش السوري وحلفاؤه وكذلك قوات سوريا الديمقراطية.

ولا يزال التنظيم يحتفظ بوجود في شرق سوريا وبعض الجيوب في الصحراء ويظل قادرا على شن هجمات قاتلة في جميع أنحاء العالم.

ويأتي الهجوم الانتحاري بعيد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ بسحب قوات بلاده من سوريا، وسط تحذيرات من أن ذلك سيسرّع عودة تنظيم الدولة الإسلامية.

ومن المتوقع أن يعزّز الهجوم على قوات سوريا الديمقراطية في الرّقة الآراء التي حذّرت من إضعاف الحملة على داعش.