تنظيم “الدولة الإسلامية” يعاود تنفيذ هجوم مباغت ضد قوات النظام وحلفائها في مناطق سيطرة الأخير بغرب نهر الفرات
محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: عادت الاشتباكات للتجدد في مناطق سيطرة قوات النظام في غرب نهر الفرات، في القطاع الشرقي من دير الزور، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اندلاع اشتباكات عنيفة في بادية البوليل بين قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وبين تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، خلال ساعات الليلة الفائتة، حيث ترافقت الاشتباكات الناجمة عن هجوم مباغت للتنظيم، مع قصف من قبل قوات النظام على مواقع التنظيم، ومعلومات عن خسائر بشرية بين طرفي القتال، يذكر أن انفجارات أخرى ضربت المنطقة بعد عصر أمس الجمعة، حيث نشر المرصد السوري حينها، أنه رصد قصفاً من قبل قوات التحالف الدولي طال مناطق في الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، حيث شوهدت 6 صواريخ على الأقل أطلقت من حقل العمر النفطي الذي تتواجد به قاعدة عسكرية أمريكية، مستهدفة مناطق سيطرة التنظيم في هذا الجيب، وسط تحليق لطائرات التحالف في سماء المنطقة، واستهدافها لمناطق في الجيب ذاته، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد منذ الـ 13 من آذار / مارس من العام الجاري 2018، بدء تنظيم “الدولة الإسلامية” لهجماته، والتي استهلها بهجوم في العاصمة دمشق، مكنه من التوسع في حي القدم بالقسم الجنوبي من العاصمة قبل أن يعاوده خسارته الكاملة للحي، تبعته هجمات استهدفت المحطة الثانية التي سيطر عليها التنظيم كذلك في جنوب البوكمال وهجمات أخرى في منطقة حميمة وبوادي البوليل والقورية الميادين، وسط استهدافات لمواقع تابعة لقوات النظام وحلفائها، في غرب نهر الفرات، ضمن بادية دير الزور الشرقية والجنوبية الشرقية، حيث أن هذه الهجمات المتتالية أوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفي صفوف عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، أيضاً فإن هذا الهجوم العنيف من قبل التنظيم جاء بعد أسابيع من انحسار سيطرته في الضفة الشرقية لنهر الفرات، ضمن بلدات أبو الحسن، الشعفة، السوسة، الباغوز، البوبدران وضواحيهم، عقب انتهاء وجود بشكل كامل في ضفة الفرات الغربية، وتمكن قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على معظم شرق الفرات باستثناء الجيب آنف الذكر، حيث أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أن التنظيم عمد في الفترة السابقة إلى إعادة ترتيب صفوف عناصره المتبقين لتنفيذ محاولة توسع في السيطرة على حساب خصومه في مختلف المناطق التي يتواجد فيها، كذلك كان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل أشهر، أنه على الرغم من انتهاء وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” في غرب نهر الفرات، في الـ 6 من كانون الأول / ديسمبر من العام 2017، إلا أن مجموعات من مقاتليه، تعمدت إرباك النظام وحلفائه، عبر تنفيذ عمليات تسلل وهجمات مباغتة، ضمن بادية دير الزور وفي محيط منطقة حميمة الواقعة في أقصى ريف حمص الشمالي الشرقي، بالتزامن مع الهجمات على محاور في بادية السخنة الشرقية وهجمات في مناطق أخرى قريبة من تواجد عناصر التنظيم، الذين ينفذون هذه الهجمات بهدف التأكيد على قوة التنظيم والإيحاء بأنه لا يزال قادراً على تنفيذ هجمات والمبادرة بها، وإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية الممكنة في صفوف قوات النظام وحلفائه من جنسيات غير سورية.