تنظيم الدولة الإسلامية “يلـّم شمل” عناصره ويعود إلى الواجهة السورية بقوة كبيرة.. ويقتل نحو 835 من قوات النظام وحلفائها
يؤكد تنظيم “الدولة الإسلامية” يوماً بعد يوم عودته القوية إلى الواجهة من جديد، ولاسيما في البادية السورية، كيف لا وهو ينتشر ضمن مساحة تقدر بنحو 4000 كلم مربع انطلاقاً من منطقة جبل أبو رجمين في شمال شرق تدمر وصولاً إلى بادية دير الزور وريفها الغربي، بالإضافة لتواجده في بادية السخنة وفي شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، وهو ما أشار له المرصد السوري لحقوق الإنسان مراراً وتكراراً، حيث تخطى التنظيم مرحلة توجيه الرسائل التي تفيد بأنه لا يزال يملك القوة الكافية لمجابهة النظام وحلفائه، وبات يترجم تلك الرسائل إلى أفعال يومية، إذ لا يكاد يمر يوم دون تفجير أو كمين أو استهداف أو هجوم خاطف ضمن مناطق متفرقة من البادية، إلا أن غالبية عمليات التنظيم تركزت في مثلث حلب – حماة – الرقة.
وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من مصادره الخاصة، بأن التنظيم استهل رحلة العودة إلى الواجهة، بعد “لم شمل” عناصره الذين تناثروا في البادية وفي مناطق قسد ومناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها وداخل الأراضي التركية، بعد الإعلان الرسمي عن هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” من قبل التحالف. نشاط التنظيم المكثف والذي يتصاعد يوماً بعد يوم قابله حملات أمنية خجولة من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جنسيات سورية وغير سورية، ولم تستطع جميع تلك الحملات من الحد من نشاط التنظيم ولو قليلاً، على الرغم من الإسناد الجوي الهائل من قبل الطائرات الروسية، التي تنفذ عشرات الضربات الجوية بشكل يومي.
وعلم الرغم من أن تصاعد نشاط تنظيم “الدولة الإسلامية” في البادية السورية، بدأ في ربيع العام 2019، إلا أن عودته الفعلية والقوية كانت في 2020 مع عمليات كبيرة ومتفرقة، ونشاطه الحقيقي والأكبر بدأ ضمن مثلث حلب – حماة – الرقة في ربيع العام الفائت، حيث تمكن التنظيم خلال عام 2020، من قتل 819 عنصر من قوات النظام والمليشيات الموالية لها عبر كمائن واستهدافات وقصف واشتباكات ضمن البادية السورية، من ضمنهم 108 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، كما خسر التنظيم 507 من مقاتليه في العمليات ذاتها وبالقصف الجوي من قبل طيران النظام والروس.
وكانت آخر عمليات التنظيم في العام الفائت، حين نفذ عناصره كميناً محكماً استهدف 3 حافلات مبيت تقل عناصر من المسلحين الموالين للنظام و”الفرقة الرابعة”، في بادية الشولا على طريق حمص – دير الزور، ما أدى إلى مقتل 39 عناصر وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، بينما استهل التنظيم العام الجديد بكمين آخر نفذه يوم أمس، عبر استهدافه لحافلة وسيارات وصهاريج وقود على طريق دمشق – الرقة قرب منطقة وادي العزيب، الأمر الذي أدى إلى مقتل 12 من عناصر قوات النظام والمليشيات الموالية لها، بالإضافة لاستشهاد 3 مدنيين بينهم طفلة.
يشير “المرصد السوري” إلى أنه سبق حذر قبل إعلان تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” عن “دولة خلافته” في سوريا والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى تجنيد الأطفال فيما يعرف بـ”أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثروات الشعب السوري وتسخيرها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات المفتوحة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول الجوار السوري.