تنظيم داعش ينسحب بمعتقليه من هجين مع تقدم قوات التحالف واستقدامها مزيدا من التعزيزات
مع تقدم قوات التحالف الدولي وسيطرتها على مدينة هجين عمد تنظيم داعش صباح اليوم الاثنين إلى نقل جميع المعتقلين المدنيين والعسكريين لديه من المدينة لما تبقى من مناطق سيطرته بريف محافظة دير الزور الشرقي، فيما تستقدم قوات سوريا الديمقراطية المزيد من التعزيزات العسكرية على جبهات القتال ضد التنظيم.
وكان طيران التحالف الدولي قد نفذ يوم أمس الأحد غارة على مقر للتنظيم في مسجد بلدة البوخاطر بريف ديرالزور الشرقي، ما أسفر عن سقوط عد من القتلى من المدنيين، كما استهدف الطيران المسير التابع للتحالف تمركزا لعناصر التنظيم في محيط محطة المحروقات بمدينة هجين.
هذا وقالت مصادر ميدانية إن عدد من أهالي قرية القورية شرقي دير الزور أعدموا خليه تابعة لتنظيم داعش بالرصاص، فيما شنت قوات النظام والمليشيات الإيرانية المؤازرة لها حملة دهم واعتقالات في مدينة دير الزور طالت عددا من الشباب من أجل الخدمة الإلزامية.
إلى ذلك نشرت وكالة فرانس برس تقريرا ميدانيا عن مدينة هجين بعد طرد عناصر تنظيم داعش منها نوهت من خلاله بما تعرضت له المدينة من دمار مشيرة إلى ركام الأبنية وهياكل السيارات المحترقة والحفر الضخمة التي باتت مشهدا يطغى على المدينة بعد معارك وقصف عنيف انتهوا بسيطرة قوات التحالف عليها.
وقالت الوكالة إن السواتر الترابية في سوق هجين لا تزال تُغلق الطرقات التي تنتشر فيها مخلفات الرصاص والقذائف. وفي تلة قريبة، تبدو الخنادق المغطاة بقطع أقمشة لحجب الرؤية فضلا عن الأنفاق التي حفرها التنظيم للدفاع عن مواقعه.
وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي يوم الجمعة الفائت من السيطرة على هجين في إطار عملية عسكرية مستمرة منذ العاشر من أيلول/سبتمبر لطرد تنظيم داعش من آخر جيب له في ريف دير الزور الشرقي بمحاذاة الحدود العراقية.
وشكلت هجين أبرز وأكبر بلدات هذا الجيب، حيث لا تفارق طائرات ومروحيات التحالف سماء المنطقة، فيما تمر أيضا سيارات محملة بمقاتلي قوات سوريا الديموقراطية متجهة إلى خطوط الجبهة الأمامية لمواصلة مهام تطهير المحافظة من بقايا التنظيم وفلوله.
وبات التنظيم يسيطر على جيب صغير يتضمن عدة قرى صغيرة أبرزها السوسة والشعفة ويتحصن فيه مئات المقاتلين ويرجح أن العدد الأكبر من هؤلاء هم من الأجانب والعرب، حيث يلجأ التنظيم إلى استراتيجيته المعتادة لإعاقة تقدم خصومه عبر زرع الألغام في كل الأنحاء. وقد بدأت قوات سوريا الديموقراطية، وفق أحد القيادة الميدانيين، العمل على إزالتها.
ومنذ بدء الهجوم في العاشر من أيلول/سبتمبر، قتل أكثر من 930 جهادي من عناصر التنظيم و540 من قوات سوريا الديموقراطية، وفق المرصد السوري لحقوق اللإنسان، الذي وثق أيضا مقتل أكثر من 320 مدنيا بينهم نحو 115 طفلا غالبيتهم في غارات للتحالف.
وخلال شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، استفاد التنظيم من سوء الأحوال الجوية ومن خلاياه النائمة في محيط الجيب ليشن هجمات مضادة على قوات التحالف ويجبرها على التراجع بعدما كانت قد أحرزت تقدما ميدانيا، إلا أن قوات سوريا الديموقراطية أرسلت تعزيزات كبيرة خلال الأسابيع الماضية حتى بلغ عديد قواتها المشاركة في عملية القضاء على التنظيم نحو 17 ألفا، وفق المرصد السوري.