تهريب الثروة الحيوانية من مناطق سيطرة تحرير الشام والفصائل الموالية لتركيا نحو مناطق قسد والنظام السوري يتسبب بارتفاع أسعار اللحوم بشكل جنوني وينبئ بكارثة فقدان الأصل
شهدت الأشهر القليلة الماضية ارتفاعاً في أسعار اللحوم الحمراء ضمن مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام والفصائل في الشمال السوري، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواشي، بعد تصاعد عمليات تهريب المواشي من مناطق الفصائل في الشمال السوري إلى مناطق نفوذ قسد شرق سورية، بالإضافة لتهريبها نحو مناطق النظام السوري، مما ينذر بفقدان الأصل منها ذات المواصفات الجيدة والسلالات الأصلية، ووصلت الأسعار التي تهرب إلى مناطق النظام إلى الخيالية، حيث وصل سعر أنثى الأغنام إلى 250 ألف ليرة سورية، وهناك أسعار تتجاوز 500 ألف ليرة سورية أي نحو 1000 دولار أمريكي، فضلاً عن ارتفاع أسعار الماعز والأبقار الذي انعكس سلباً على المواطنين فقد تبعه ارتفاع في سعر كيلو الغرام من لحم الخاروف إلى 5500 ليرة سورية في شمال غرب سوريا بينما وصل السعر في مناطق حلب المدينة إلى 7000 ليرة، في حين يمتنع الجزارين عن ذبح الخروف بسبب ارتفاع سعره “حياً” يوماً بعد آخر حيث سجل الخروف سعر نحو 2200 ليرة سورية، مما حرم شريحة الفقراء الأكبر من إدخال اللحوم على قوائم مصاريفهم اليومية، وإن استمرار التهريب يهدد بفقدان الثروة الحيوانية من المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الإنقاذ والفصائل الموالية لتركيا بسبب فقدان إناث المواشي، كما حذرت المجالس المحلية قبل عدة شهور بإصدارها قراراً بمنع تهريب المواشي لمناطق قسد والنظام، وأصدرت قرارات بذلك دون أن تلق تلك القرارات أي استجابة من الجهات الأمنية التي تعمل على تهريبها مقابل عمولة، في معظم القرى الحدودية مع مناطق سيطرة قسد وقوات النظام في منطقة منبج على وجه الخصوص وأهمها معبر السكرية ” الغير شرعي” والذي يعد مصدر رزق للفصائل الموالية لتركيا ليس بأقل من معبر باب الهوى الحدودي، إذ يتم تهريب الأغنام والسيارات والذهب والفضة والركاب والمطلوبين والدواعش والاسمنت وأموال الصرافين والمواد الغذائية وأهمها السكر، بالإضافة للأدوية والدخان بشكل يومي وجميع هذه المواد تدخل أرباحاً طائلة للمهربين وبتورط قيادات من وعناصر الفصائل، فضلاً عن الخلافات الدائمة بينهم على تقاسم طرق التهريب وعائداته.