جوع وفقر، والموت يهدد طفلها.. نازحة من سهل الغاب إلى “حارم” تناشد المنظمات الدولية في شهادتها للمرصد السوري
حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على شهادة سيدة أربعينية تدعى (أ.ح) ضمن النازحات في أحد مخيمات منطقة “حارم” في ريف إدلب الشمالي، حيث تقطن مع أسرتها المكونة من 4 أفراد، من بينهم الطفل “رضوان” الذي يعاني من حصوات في الكلية والحالب الأيمن. تقول (أ.ح)، في شهادتها لـ”المرصد السوري”، إنها نزحت السيدة من قريتها “تل هواش” في ريف حماة الشمالي، مع بداية حملة التصعيد الأخيرة والأعنف من نوعها، حيث استقر بها المطاف في تجمع مخيمات “حارم” دون معيل، بعد استشهاد زوجها منذ بداية الأحداث السورية.
وتقول السيدة الأربعينية: “لدي أسرة مكونة من 4 أفراد، تركهم والدهم منذ بداية الأحداث، إثر قصف مدفعي تعرضت له القرية، فكانت وفاته بداية جديدة لي في المعاناة والألم، فلم أكن أتخيل أنني سألعب دور الأب في يوم من الأيام، عانيت صعوبات بالغة نتيجة ذلك، فمن الفقر الشديد إلى تربيتهم بشكل صحيح إلى تأمين مستلزماتهم. تخليت عن حقي في كوني امرأة، وبدأت خوض غمار العمل الشاق والمتعب لتأمين قوت يومهم. منذ استشهاد زوجي في مارس/آذار 2013، أعيش بمفردي مع هؤلاء الأطفال في منزل صغير تركه لنا، وبدأت العمل في الأراضي الزراعية ضمن الورشات التي تعمل في المنطقة، بأجرة يومية كانت لا تتجاوز 350 ليرة سورية، وهي فقط ثمن لربطة من الخبز وكيلو غرام واحد من الخضار. بعت قطعة أرض زراعية كان يملكها زوجي لإعالة أطفالي، ولم يبق لي حيلة أو مصدر دخل آخر. ومع بداية التصعيد الأخير على المنطقة، تعرضت القرية لقصف جوي وبري بشكل عنيف، نزح جميع سكانها عنها باتجاه الشمال السوري، لا أعلم كيف استطعت الهروب بأطفالي، ولكن القصف الجنوني أجبرني على الهروب بهم مع سكان القرية، وحطت بي الرحال في مخيمات حارم على الحدود السورية التركية، عانيت لأيام من النزوح في العراء دون مأوى، حتى عثرت على خيمة صغيرة كانت تأوي عائلة من بلدة كرناز”.
وتابعت (أ.ح)، في شهادتها لـ”المرصد”: “رضوان يبلغ من العمر 8 سنوات، يعاني من وجود حصوات رملية في الكلية اليمنى وفي الحالب الأيمن، ويزداد وضعه الصحي تدهورًا بشكل يومي. ذهبت به إلى عدة أطباء ومشافي في الشمال السوري، ولكن الجميع يؤكد أن إجراء عملية له لإزالة أو تفجير الحصوة في الكلية اليمنى سيؤثر على صحته بشكل كبير وقد يفقد كليته نتيجة ذلك، ويحتاج بشكل فوري للعلاج في تركيا لإجراء هذه العملية. ذهبت به إلى مشفى باب الهوى عدة مرات وفي كل مرة يتم تأجيل دخوله، وهو الآن في حالة صحية خطرة، وما يزيد من سوء وضعه الصحي هو هذه الحالة المأساوية التي نعيشها في هذه الخيمة، فهي تفتقر لمعظم مقومات الحياة الطبيعية، الخيمة صغيرة جدا ومهترئة فقد كانت مستعملة منذ 5 سنوات، ولا تكاد تقينا حر الصيف ولا برد الشتاء الذي اقترب، ثم إن مياه الشرب تعد من أكبر العوائق والصعوبات، حيث أعاني بشدة من تأمينها، فكمية المياه التي يتم توزيعها بشكل شهري، لا تكفي لعدة أيام، كما نعاني من نقص كبير في المواد الغذائية والتموينية، ونعاني من غلاء الأسعار بشكل كبير، حيث تشهد جميع أسعار السلع ارتفاعا كبيرا ولا تتماشى مع وضع النازحين بشكل عام، وليس لدينا أي مصدر دخل بعد أن خرجنا من منازلنا ولم نتمكن من إخراج أي شيء من ممتلكاتنا”.
السيدة (أ.ح) ناشدت، من خلال “المرصد السوري”، جميع المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية بمد يد المساعدة لها ولأطفالها، مضيفة: “يحتاج طفلي للعلاج خارج سوريا بشكل سريع، كل ساعة تمضي على وجوده هنا تزيد من سوء وضعه الصحي، أطالب بإحالته بكل فوري وتسهيل دخوله إلى تركيا لإجراء العملية وتلقي العلاج اللازم، كما أناشد المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري بالنظر في حالتنا، والمساعدة على تحسين واقعنا المعيشي، فالخيمة تحتاج للتبديل قبل حلول فصل الشتاء، كما نحتاج لمياه الشرب والاستعمال بكمية كافية، بالإضافة للمواد الغذائية، وتحسين واقع المخيم بشكل عام من ناحية الصرف الصحي، حتى يتسنى لنا البقاء في هذا المخيم، وآمل أن نعود جميعا إلى قرانا وبلداتنا في القريب العاجل”.