جيري ماهر يكتب : جبهة النصرة “أخضعت” نصرالله.. وأيام قوة حزب الله ولّت بعد استنزافه في الحرب السورية
بعد أن نفضت معركة جرود عرسال غبارها ظهرت النتائج بوضوح، حزب الله الذي توعد بالانتقام والقتل والنصر، خفت صوته بعد سقوط 17 قتيلاً له في المعارك وقيام جبهة النصرة بأسر عناصر له، فخرج نصرالله في خطابه الأخير باكياً لا لشيء بل لوعد لم يستطع الالتزام به، فلم يرى هو أو حزبه أي نصر في هذه المعركة، فحاولوا جاهدين الحصول على تأييد وتعاطف في الداخل ولكن دموع التماسيح التي ذرفها الأمين العام لتنظيم حزب الله الإرهابي، حسن نصرالله، لم تنجح في ذلك أيضاً، فتلق الصفعات من جميع الاتجاهات.
وكانت أقواها صفعة النصرة التي أجبرته على وقف المعركة والقبول بكافة شروطها من تبادل للأسرى والجثث وأكثر من ذلك.. خروج أبو مالك التلي بأمواله ومقاتليه الذين لم يتجاوزوا 120 مقاتلاً بحسب تصريح اللواء عباس إبراهيم الذي رعى المفاوضات وكذّب رواية حزب الله حول وجود أكثر من ألف مقاتل للنصرة.
إذاً حزب الله انكشف وانكشفت ألاعيبه وكذبه، حشد مئات المقاتلين لمعركة يشارك فيها 120 عنصراً من النصرة استطاعوا إذلاله وإحباط معنوياته، فكان رده ببساطة رفع علم لحزب الله أمام الحافلات التي تنقل مقاتلي النصرة وعائلاتهم إلى إدلب، بالإضافة إلى تفعيل دور كتائب القرطاسية في حزب الله والتي كانت مهمتها تهدئة الجبهات عبر كتابة الرسائل لبعض نساء الحزب وشبابه وتحية لهذا وذاك من الجرود.
إن حزب الله في 2017 هو أوهن من بيت العنكبوت وأضعف من أن يقاتل على أي جبهة بعد استنزافه في الحرب السورية وتمثيلياته في 2006 أمام إسرائيل لم تنجح هذه المرة، وسقطت على أرض جرود عرسال، فتحولت هذه الميليشيا الإرهابية إلى أضحوكة يتداول اللبنانيين والعرب صور أسراها وهم يقبلون عناصر من النصرة ويشكرونهم على حسن المعاملة والصبر.
مرة جديدة يحاول حزب الله اخضاع وإذلال الدولة اللبنانية للتنظيمات الإرهابية فقط من أجل صورته أمام بيئته الحاضنة، فالحزب الذي ضغط لإطلاق سراح معتقلي النصرة في السجون اللبنانية مقابل تحرير أسراه رفض في الأمس القريب إطلاق سراح أي معتقل مقابل عناصر الجيش اللبناني لدى تنظيم داعش. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على حجم تورط حزب الله بعملية الخطف وعلاقته السرية بهذا التنظيم ومحاولاته المستمرة إظهار قوته على حساب الدولة اللبنانية وجيشها ومؤسساتها ونظامها خصوصاً أمام جمهوره.
في النهاية وبهدوء.. لسنا طرفاً في المعارك التي تدور بين الإرهابيين، سواءً كانوا من حزب الله أو النصرة وداعش، ولا نقول إلا اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين.
جيري ماهر
المصدر: CNN عربية