جيش الفتح يصد هجوماً مضاداً في سهل الغاب والمعارضة تُعِِدُّ لإقتحام قلب درعا النُصرَة تجتاح مقرّات مقاتلين دربتهم واشنطن وغارات إنتقامية للتحالف الدولي السبت,1 آب 2015 الموافق 16 شوال 1436هـ
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية يعتقد أنها تابعة لتحالف تقوده الولايات المتحدة قصفت مواقع لجبهة النصرة في شمال سوريا بعد هجوم شنته الجبهة على مقاتلين مدعومين من الغرب في المنطقة.
وذكر المرصد أن الغارات الجوية قصفت مواقع للجبهة قرب بلدة اعزاز شمالي حلب.
وشنت الجبهة هجوما في المنطقة الليلة قبل الماضية استهدف مقاتلين بينهم جماعة قالت مصادر في المعارضة إنها تلقت تدريبات ضمن برنامج تقوده الولايات المتحدة لبناء قوة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت الجماعة التي تعرف باسم (الفرقة 30) إن مقاتلي النصرة هاجموا مقرها في الساعة الرابعة والنصف فجرامس. وقتل خمسة من أفراد الفرقة 30 أثناء تصديهم للمهاجمين.
وكانت جبهة النصرة تبنت في وقت سابق امس خطف عناصر من «الفرقة 30» المدربين ضمن البرنامج الاميركي للمعارضة المعتدلة، متهمة اياهم بانهم «وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح اميركا في المنطقة».
وجاء في بيان صادر عن الجبهة ونشر على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي ان الولايات المتحدة «شرعت الى استقدام اصناف من قوات ما اسموها بالمعارضة المعتدلة تندرج فيهم المعايير الاميركية ليخضعوا لبرنامج تدريب وتأهيل برعاية وكالة الاستخبارات الاميركية».
واضاف: «وقبل ايام، دخلت اولى هذه المجموعات تحت مسمى الفرقة 30 مشاة الى سوريا بعدما اكملوا البرنامج التدريبي وتخرجوا منه ليكونوا نواة لما يسمى الجيش الوطني. فكان لزاما على جبهة النصرة التحري واخذ الحيطة والحذر من مثل هذه المشاريع، فقامت باعتقال عدد من جنود تلك الفرقة».
وقالت الجبهة ان عناصر الفرقة 30 «وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح اميركا في المنطقة وقتالهم للتنظيمات الارهابية على حد وصفهم».
وذكر البيان ان طيران الائتلاف الدولي «تدخل سريعا لمؤازرة» المخطوفين «وقصف مواقع جبهة النصرة باكثر من عشرة صواريخ خلفت عددا من الشهداء والجرحى في صفوفنا».
وحذر البيان الفرقة «من المضي في المشروع الاميركي»، داعيا اياهم الى «الرجوع الى الحق والصواب».
وخطفت جبهة النصرة ثمانية عناصر من الفرقة 30 بينهم قائد الفرقة العقيد نديم الحسن مساء الاربعاء قرب مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان والفرقة نفسها.
وسبق أن سحقت جبهة النصرة التي تصنفها واشنطن على أنها تنظيم إرهابي مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة في سوريا.
ففي العام الماضي ألحقت الهزيمة بجبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف الذي كان يعد أحد أقوى قادة مقاتلي المعارضة إلى أن هزم.
ولعبت النصرة دورا أيضا في تفكك حركة حزم التي تدعمها الولايات المتحدة التي انهارت هذا العام بعد أن اشتباكات مع جبهة النصرة في شمال غرب سوريا.
جيش الفتح
ميدانياً أيضاً،قال جيش الفتح التابع للمعارضة السورية إنه صد امس هجوما مضادا للقوات السورية وحزب الله بريف حماة وقتل نحو خمسين منهما.وأكدت جبهة النصرة أنها أفشلت هجوما لقوات النظام وحزب الله على قرية الزيادية المتاخمة لمحطة كهرباء زيزون التي سيطرت عليها المعارضة قبل بضعة أيام في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي, وقالت إنها قتلت خمسين من القوات المهاجمة.
وتحدثت الجبهة الإسلامية بدورها عن مقتل أكثر من ثلاثين من الجنود النظاميين أثناء صد الهجوم على قرية الزيادية.
وكان جيش الفتح سيطر قبل أيام على ما تبقى من ريف إدلب الغربي, وتقدم نحو سهل الغاب القريب حيث سيطر أيضا على بلدات وقرى تقع على حدود محافظة اللاذقية, معقل الرئيس بشار الأسد.
وأعلنت فصائل بجيش الفتح امس سيطرتها على بلدة القرقور الفاصلة بين ريفي حماة وإدلب, والتابعة لسهل الغاب.
ورد النظام على خسارته ريف إدلب الغربي وأجزاء من سهل الغاب متاخمة لمحافظة اللاذقية بضربات جوية كثيفة, وبهجوم بري مضاد.
وفي محيط دمشق, قالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش وحزب الله أحرزا تقدما في مدينة الزبداني التي تتعرض لهجوم واسع منذ مطلع تموز. وكان ثلاثة من مسلحي حزب الله قتلوا أمس باشتباكات في أطراف المدينة التي تعرضت منذ بدء الهجوم لمئات الغارات.
وتحدثت مصادر من المعارضة عن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح امس إثر محاولة جديدة للقوات السورية لاقتحام حي جوبر شرقي دمشق بعد قصف بقذائف تحوي غاز الكلور, مما أدى إلى وفاة شخص وإصابة 15 آخرين.
وقالت شبكة شام إن عشرة جنود نظاميين قتلوا وجرحوا في المواجهات بالحي مع جيش الإسلام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام.
استعدادات لاقتحام درعا
على صعيد آخر،أظهر فيديو نشر على موقع «يوتيوب» استعدادات المعارضة السورية؛ تمهيداً للاقتحام الوشيك لقلب درعا المدينة التي تتحصن بها قوات النظام السوري.
وتعتبر «عملية عاصفة الجنوب» أو ما يعرف بعملية درعا المدينة التي بدأت بتاريخ 26 حزيران العام الجاري، وتم إيقافها بعد ذلك بأيام، ومن ثم استأنفت بتاريخ 23تموز الماضي الجاري، من أهم عمليات المعارضة السورية في الجنوب خاصة أن درعا المدينة تضم كافة المؤسسات الأمنية والحكومية التابعة للنظام وعددا كبيرا من المنشآت الاقتصادية الحيوية، علاوة على اعتبارها البوابة الرئيسية باتجاه العاصمة دمشق وآخر معقل النظام في الجبهة الجنوبية.
وما زالت العملية تنفذ بنيران غير مباشرة بين المعارضة وقوات النظام إلا أن كافة المعطيات على الأرض تشير إلى تقهقر قوات النظام داخل درعا المدينة وبروز حالة انهيار كبير في المعنويات نتيجة القصف المتواصل لقوات المعارضة وقطع خطوط إمداد النظام من خارج درعا المدينة، كما تشير المعلومات إلى وجود انسحابات لعدد من قيادات النظام العسكرية والمدنية، نتيجة قناعتهم باستحالة تحقيق أي نتيجة خاصة في ظل التقدم الملموس من قبل المعارضة باتجاه درعا المدينة، كذلك نية المعارضة تنفيذ عمليات اقتحام وشيك من عدة محاور في محيط درعا المدينة.
غارات دولية
وعلى جبهة أخرى من الحرب في سوريا، نفذ الائتلاف الدولي بقيادة اميركيةامس غارات جوية على جسرين استراتيجيين في محافظة دير الزور في شرق سوريا يقعان على طريقين رئيسيين يستخدمهما تنظيم الدولة الاسلامية للتنقل بين سوريا والعراق، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تهدم جزء كبير من جسرين رئيسيين في محافظة دير الزور جراء استهدافهما بغارات من طائرات حربية تابعة للائتلاف بضربات عدة بعد منتصف ليل أمس».
واوضح ان احد الجسرين «يصل بين مدينة البوكمال وقرية الباغوز ويمر فوق نهر الفرات، والثاني يصل بين البوكمال وقرية السويعية على الحدود العراقية ويمر فوق نهر صغير متفرع من الفرات».
وقال عبد الرحمن ان الضربات «لا تقطع الطريق على التنظيم نحو العراق، لكنها تجعل تحركاته اكثر صعوبة»، مشيرا الى ان اهمية الجسرين تكمن في ان «تنظيم الدولة الاسلامية يستخدمهما للتنقل» بين البلدين، وتدميرهما «سيجعل التحركات تستغرق وقتا اطول، وستكون التحركات مكشوفة اكثر».
وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مجمل محافظة دير الزور في صيف 2014 بما فيها مدينة البوكمال، ونجح في ربط المناطق التي يسيطر عليها في شرق سوريا بتلك الواقعة تحت سيطرته في محافظة الانبار في غرب العراق.
واعلن الائتلاف الدولي في واشنطن امس ان قواته «ضربت اهدافا عدة لداعش في المنطقة الحدودية الشرقية لسوريا بهدف الحد من حرية تنقل داعش».
وقال رئيس اركان الائتلاف الجنرال كيفن كيليا «سيكون لهذه الضربات اثر عميق على قدرة داعش على تنفيذ عمليات في العراق لا سيما في الرمادي»، عاصمة الانبار. وقال كيليا في بيان إن الغارات في شرق سوريا ستحد من حرية حركة التنظيم المتشدد في المنطقة وما وراء حدود سوريا.
وأضاف «سيكون لهذه الضربات تأثير عميق في قدرة الدولة الإسلامية في سوريا على الإضرار بالعمليات في العراق خاصة في الرمادي.. حرمان الدولة الإسلامية من القدرة على استخدام هذه الأهداف يحد كثيرا من سعيه لزعزعة الاستقرار في المنطقة
من جانبها، أشارت صحيفة واشنطن تايمز إلى أن تنظيم الدولة يسعى لتجنيد مقاتلين جدد في صفوفه، وذلك لتعويض خسائره البشرية المتمثلة في مقتل 15 ألفا من عناصره بالغارات الجوية للتحالف الدولي.
وأضافت أن هذه التجنيد يأتي وسط شكوك في الأوساط العسكرية الأميركية بشأن عدد القتلى من عناصر تنظيم الدولة الذين سقطوا بالقصف الجوي للحملة الجوية الدولية.
دي مستورا
سياسياً،اكد المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي مستورا ان «مستقبل القيادة السورية يحدده الشعب السوري».
وفي حديث تلفزيوني، اشار دي مستورا الى ان «الروس والاميركيين تحدثوا الى بعضهم البعض بشأن سوريا كذلك السعوديين والروس»، موضحا انه «بعد منتصف تشرين الاول سنرى ماذا سيحدث بعد الاتفاق النووي الايراني»، موضحا ان «الجميع بدأوا يشعرون ان المستفيد من استمرار النزاع في سوريا هو تنظيم «داعش» والخاسر الاكبر هم السوريين».
ورأى دي مستورا ان «مؤتمر «جنيف 3» لا يمكن عقده الا اذا تم الاعداد له جيدا لان الوضع لا يحتمل خيبة امل جديدة بالنسبة للسوريين»، مضيفا «لاحظت وجود قلق متزايد بشأن عدم قدرتهم على حسم النزاع لصالحهم وينتابهم الخوف من تزايد وجود «داعش» وغيرها من الجماعات الارهابية».
وشدد دي مستورا على انه «منذ مؤتمر «جنيف 2» ومحاربة الارهاب تشكل اولوية، مع الاعتقاد بأن كسب الحرب يتطلب تغيرا سياسيا يتيحها تنفيذ بيان «جنيف»، والامران متلازمان ودون ذلك الحرب ستكون الحرب رمزية لن يؤدي الى هزيمة التنظيم».
(اللواء-وكالات)
المصدر: اللواء