جيش النظام السوري يسيطر على الطريق الرئيسي المؤدي لمناطق المعارضة في حلب

28

سيطر جيش النظام السوري وقوات موالية له على الطريق الرئيسي الوحيد المؤدي للجزء الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حلب اليوم الأحد، ليحكم بذلك قبضته حول مناطق المعارضة في المدينة الشمالية التي تعهد الرئيس بشار الأسد باستعادتها.

وحلب ساحة قتال رئيسية في الحرب السورية منذ أن اجتاحتها المعارضة المسلحة في صيف 2012، وستمثل هزيمة المعارضة هناك أكبر انتكاسة لها في الصراع الدائر منذ خمس سنوات.

ويعيش نحو 300 ألف شخص في شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة، وكان الطريق السريع المتجه شمالا من المدينة والمعروف باسم طريق الكاستيلو هو شريان الحياة بالنسبة لهم على مدى أشهر.

وقال مسؤول بالمعارضة في حلب إنه قبل حوالي أسبوعين تقدمت القوات الموالية للحكومة مما أدى إلى قطعه فعلياً، إلا أن بعض الشاحنات تحدت الطريق المحفوف بالمخاطر الأسبوع الماضي.

وقالت أربعة مصادر بالمعارضة إن الجيش مدعوماً بمقاتلين من “حزب الله” اللبناني تقدم نحو الطريق نفسه اليوم الأحد.

وقال زكريا ملاحفجي من جماعة “فاستقم” المتمركزة في حلب لـ “رويترز″ إن الطريق “انقطع تماما”.

وأكدت المصادر الأخرى المتمركزة في حلب ومن بينها أعضاء في “الجبهة الشامية” وجماعة “نور الدين زنكي” أن القوات الموالية للحكومة وصلت إلى الطريق.

وقال ملاحفجي “إنها كارثة، لكن سنرى كيف ستنتهي المعركة. لا أعرف إن كانوا سيردوهم أم سيبقى الوضع هكذا”.

وقال معارضون مسلحون إن مركز قيادة محلي معارض حذر الناس من استخدام الطريق بعد أن تعرّض عدة سكان حاولوا الهرب في حافلات صغيرة وسيارات إلى إطلاق النار من القوات الموالية للنظام.

“هجوم شامل”

ذكرت وسائل إعلام النظام السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً، أن 16 مقاتلا معارضا قتلوا في اشتباكات بمحيط طريق الكاستيلو والأحياء القريبة اليوم الأحد. ولم يذكروا أي أرقام عن خسائر الجانب الحكومي.

واستمر القتال على مدى اليوم وقالت جماعة “جيش النصر” المعارضة إن مقاتلي المعارضة استعادوا بعض الأراضي.

لكن قائداً معارضاً آخر قال إن النظام شن “هجوما شاملا” باستخدام المدفعية الثقيلة والطائرات والدبابات على آخر طريق إمدادات للمعارضة قائلا إن هذا ينذر ببداية حصار كامل للمعارضة في حلب.

وقال القائد -الذي طلب عدم نشر اسمه- لـ “رويترز″ “نحن الآن محاصرون ولا توجد أي أنفاق أو مخزون استراتيجي لوقت كبير.. فقط لشهرين أو ثلاثة لإطعام 300 ألف شخص”.

وتوقع حصاراً طويلاً قبل شنّ هجوم على الأحياء التي يسيطر عليها المعارضون. وقال “بعد شهرين أو ثلاثة سيزداد الشعور بالجوع ولن يقوى أحد على المقاومة وحينها سيجتاحون المدينة”.

وشكلت حلب -كبرى مدن سوريا والمركز التجاري النشط قبل الحرب- والمنطقة المحيطة القريبة من الحدود التركية مسرحاً كبيراً في الحرب مقسماً بين مناطق خاضعة للحكومة وأخرى للمعارضة المسلحة.

وساعد تصاعد القتال هناك في انهيار اتفاق لوقف الأعمال القتالية في فبراير شباط والذي مهّد الطريق لمحادثات سلام لم تكلل بالنجاح في جنيف.

وقلصت الحرب بشكل كبير سيطرة الأسد على سوريا مع استيلاء تنظيم “الدولة الإسلامية” وجماعات معارضة مختلفة وقوات كردية على أجزاء كبيرة منها لكن حملة جوية روسية مدعومة بمساندة برية من إيران و”حزب الله” ساعدت في تحويل الدفة منذ العام الماضي.

وقال المرصد السوري إن قتال اليوم الأحد جاء بعد يوم من قصف جوي كثيف على أحياء المعارضة المسلحة في حلب أدى لمقتل ما لا يقل عن 28 شخصا بينهم خمسة أطفال وسبع نساء.

وهز انفجار عنيف بلدة السفيرة التي تسيطر عليها قوات النظام في جنوب شرقي حلب بعد منتصف الليل، وكانت ألسنة اللهب مرئية من على بعد أميال. وقال نشطاء معارضون والمرصد السوري إن متفجرات في قاعدة عسكرية كبيرة انفجرت على ما يبدو.

وقالت وسائل إعلام النظام إن الانفجار نجم عن خطأ فني وتمت السيطرة على النيران.

المصدر : القدس العربي