«حرب شوارع» في حلب … والمعارضة تحاول قطع خط إمداد رئيسي للنظام

34

خاضت فصائل المعارضة السورية المسلحة حرب شوارع ضد القوات النظامية في مدينة حلب بشمال البلاد، وسط معلومات عن صدها هجوم عنيفاً في جنوب المدينة. وفيما أفاد مسؤولون أميركيون بأن روسيا نشرت منظومة دفاع صاروخية حديثة في مدينة طرطوس على الساحل السوري، شنت فصائل معارضة هجوماً عنيفاً في وسط البلاد في محاولة لقطع خطوط إمداد النظام بين وسط البلاد وشمالها.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية السورية خاضت أمس الثلثاء «حرب شوارع» ضد الفصائل المعارضة في وسط مدينة حلب، في إطار هجوم يشنه الطرف الأول على ثلاثة محاور للسيطرة على الأحياء الشرقية. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تتقدم قوات النظام حالياً بشكل تدريجي في وسط المدينة على حساب الفصائل المقاتلة وتحاول التوسّع شمالاً نحو حي بستان الباشا»، مشيراً إلى أنها «تخوض حرب شوارع وأبنية في وسط المدينة» حيث خطوط التماس مع الأحياء تحت سيطرة الفصائل المعارضة.

وأوضح أن قوات النظام «سيطرت على عدد من الأبنية المرتفعة الموجودة في وسط حلب»، وهي عبارة عن مؤسسات حكومية غير سكنية. وتحاول قوات النظام، وفق عبدالرحمن، السيطرة تحديداً على الأبنية المرتفعة دون سواها، لأنها «تمكّنها من أن ترصد نارياً مناطق سيطرة الفصائل» في الأحياء الشرقية. وتخوض قوات النظام منذ أيام معارك عنيفة ضد الفصائل المقاتلة في وسط المدينة وشمالها، في محاولة لتقليص رقعة سيطرة الفصائل في المدينة، وقد بدأت الإثنين هجوماً أيضاً من جهة الجنوب.

وقال عبد الرحمن: «تدور معركة حلب حالياً على ثلاثة محاور، إذ تخوض قوات النظام اشتباكات ضد الفصائل عند مستديرة الجندول في شمال المدينة وعلى أطراف حي بستان الباشا في وسطها وفي حي الشيخ سعيد جنوب المدينة، حيث تمكنت من السيطرة على أبنية عدة». وقال مراسل لـ «فرانس برس» في شرق حلب، إن الغارات تركزت ليلاً على حي الشيخ سعيد والمنطقة المجاورة، لافتاً كذلك إلى غارات كثيفة استهدفت أحياء بستان القصر والفردوس وطريق الباب والسكري.

أما وكالة «رويترز»، فنقلت من جهتها عن مقاتلي المعارضة أنهم صدوا هجوماً للجيش السوري في جنوب حلب، وألحقوا خسائر بالمهاجمين بعد ساعات من الاشتباكات في حي الشيخ سعيد جنوب حلب. وقال مقاتل تابع لـ «فيلق الشام» المعارض ذكر أن اسمه عبد الله الحلبي، إن الفصيل الذي ينتمي إليه تصدى لمحاولات التقدم صوب منطقة الشيخ سعيد وقتل عشرة من المقاتلين الموالين للنظام السوري ودمر عدداً من المركبات.

وقال قيادي آخر في المعارضة يتبع جماعة «نور الدين الزنكي»، إن الجيش السوري فتح جبهات عدة في وقت متزامن لتشتيت جهود قوات المعارضة وألقى منشورات من طائرات هليكوبتر تدعو المعارضين للاستسلام.

وبعد تأمين مخيم حندرات الاستراتيجي الواقع في الطرف الشمالي لمدينة حلب يوم الخميس الماضي في أعقاب ما وصفته قوات المعارضة بأنه قصف شامل للمنطقة واصل الجيش تقدمه جنوب المخيم. وتمركز الجيش عند أنقاض مستشفى الكندي سابقاً متخذاً إياها تقاطع طريق رئيسياً كوسيلة تمكّن جنوده من السيطرة على منطقة دوار الجندول. وقال القيادي في جماعة «نور الدين الزنكي» إن الجيش سوّى المنطقة بالأرض ولم يكن أمام المقاتلين سوى التراجع تحت وطأة القصف الروسي.

وقال معارضون إن «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تسيطر على منطقة الشيخ مقصود الاستراتيجية في شمال حلب استغلت مكاسب الجيش للتحرك نحو منطقة الشقيف الصناعية. وفي ريف حلب، ألقت طائرات روسية وسورية قنابل حارقة على بلدتي دارة عزة والزربة.

في غضون ذلك، نقلت قناة «فوكس نيوز» عن مصادر حكومية أميركية، إن موسكو أرسلت إلى طرطوس على الساحل السوري منظومات «إس-300» الحديثة، قد تدخل المناوبة القتالية، بالإضافة لمنظومة «إس-400» المنشورة في قاعدة حميميم. وأوضحت القناة أن الحديث يدور أحدث نسخة معدلة لمنظومة «إس-300». ولم تورد قناة «روسيا اليوم» التي نقلت خبر «فوكس نيوز»، تأكيداً أو نفياً له من الحكومة الروسية. وكانت روسيا نشرت منظومة «إس-400» في قاعدة حميميم بعد إسقاط قاذفة «سو-24» في أجواء سورية بصاروخ تركي يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وفي محافظة حماة (وسط)، قال «المرصد» إن «قوات النظام والمسلحين الموالين لها من قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية»، حاولت أمس «صد الهجوم العنيف الذي نفذته الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام على غرب مدينة السلمية، في منطقتي السطحيات والمزيرعة… في محاولة لقطع طريقي حماة- حمص والسلمية – حماة اللذين يربطان مدينة حلب ببقية المناطق السورية». ولفت إلى أن الفصائل تمكنت من إجبار قوات النظام على الانسحاب من نقاط لها في المنطقة وقتلت 8 عسكريين وجرحت ما لا يقل عن 20. وقال إن الاشتباكات العنيفة كانت مستمرة خلال النهار «في محاولة من الفصائل للتقدم على حساب قوات النظام التي تحاول إيقاف الهجوم وتنفيذ هجوم معاكس».

وأشار «المرصد» إلى أن هجوم المعارضة يأتي «بالتزامن مع محاولات قوات النظام بدء عملية عسكرية معاكسة في ريف حماة الشمالي الشرقي وريفها الشمالي، لاستعادة السيطرة على عشرات البلدات والقرى والمناطق التي خسرتها» منذ 29 آب (أغسطس) الماضي.

وفي الحسكة (شمال شرقي سورية)، ارتفعت حصيلة القتلى جراء تفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش» واستهدف ليلة الإثنين حفل زفاف قرب مدينة الحسكة، إلى ما لا يقل عن 34 شخصاً، وفق ما أعلنت الإدارة الذاتية الكردية.

وأحصت هيئة الداخلية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في بيان، مقتل «34 مواطناً، جميعهم من المدنيين وبينهم أطفال ونساء» في حصيلة أولية.

وكان مصدر طبي أفاد «فرانس برس» صباح الثلثاء بارتفاع حصيلة التفجير إلى «33 شهيداً وأكثر من مئة مصاب» بعد حصيلة أولية ليل الإثنين بمقتل 22 شخصاً.

واستهدف تفجير انتحاري تبناه «داعش» قاعة أفراح قرب مدينة الحسكة خلال حفل زفاف أحد أفراد عائلة كردية معروفة ينضوي أفرادها في أحزاب كردية عدة ويشغل عدد منهم مناصب قيادية، وفق «المرصد» ومراسل «فرانس برس».

وذكرت هيئة الداخلية في بيانها، أن «الاعتداء وقع عند قيام انتحاري يبلغ من العمر قرابة 16 عاماً بتفجير نفسه بحزام ناسف» داخل قاعة الأفراح. وأعلنت الإدارة الذاتية الحداد لثلاثة أيام، داعية المواطنين إلى «الابتعاد قدر الإمكان من التجمعات».

وفي سياق منفصل قال تنظيم «داعش» المتشدد، إن عناصره قتلوا ما لا يقل عن 30 مسلحاً في أعقاب محاولة فاشلة للسيطرة على منطقة القلمون الشرقي الواقعة شمالي العاصمة دمشق.

 

المصدر : الحياة