“حرب شوارع” في حلب وموسكو تطالب واشنطن بالتحلي بالحكمة
تخوض قوات النظام السوري الثلاثاء “حرب شوارع” ضد مسلحي المعارضة في حلب بشمال سوريا، في اطار هجومها للسيطرة على الاحياء الشرقية من المدينة، فيما يبقى أفق التحرك الدبلوماسي مسدودا مع تعليق واشنطن محادثاتها مع موسكو حول الازمة السورية.
ودعت موسكو الثلاثاء واشنطن الى “التحلي بالحكمة السياسية” فيما اكدت الولايات المتحدة ان تعليق المحادثات حول وقف لاطلاق النار لا يعني التخلي عن السلام.
ميدانيا، تخوض قوات النظام السوري الثلاثاء “حرب شوارع وأبنية في وسط مدينة” حلب حيث خطوط التماس مع الاحياء تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، ان “قوات النظام تتقدم حاليا بشكل تدريجي في وسط المدينة على حساب الفصائل المقاتلة، وتحاول التوسع شمالا نحو حي بستان الباشا”.
واوضح ان قوات النظام تحاول السيطرة تحديدا على الابنية المرتفعة في وسط المدينة، لانها “تمكنها من ان ترصد ناريا مناطق سيطرة الفصائل” في الاحياء الشرقية.
واعلن الجيش السوري في 22 ايلول/سبتمبر بدء هجوم للسيطرة على الاحياء الشرقية في حلب. ويترافق الهجوم الذي يعتمد “سياسة القضم”، بحسب المرصد، مع غارات جوية كثيفة لم تسلم منه المستشفيات.
وأدت الغارات الاثنين الى تدمير أكبر مستشفى في حلب الشرقية ومقتل ثلاثة عمال صيانة على الاقل، كانوا يعملون على إصلاح أضرار خلفتها غارات سابقة.
وأثارت وتيرة القصف على الاحياء الشرقية تنديدا من الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية وحكومات. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان استهداف المستشفيات يشكل “جريمة حرب”.
كما اعتبر المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد الحسين الثلاثاء أن “المأساة” الجارية في حلب تستدعي “من دون تأخير” تقييد حق الفيتو للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وترد الفصائل المعارضة على القصف والهجوم من النظام وحلفائه باطلاق القذائف على الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” الثلاثاء عن مقتل ستة اشخاص وإصابة 47 آخرين بجروح، جراء قذائف أطلقتها “التنظيمات الارهابية” على الحرم الجامعي وأحياء المريديان والسبيل وسليمان الحلبي في غرب حلب.
وطالب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الثلاثاء بوقف اطلاق نار عاجل في حلب لايصال المساعدات الانسانية للسكان.
وقال ابو الغيط في كلمة افتتح بها اجتماعا غير عادي عقده مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين لمناقشة الوضع في حلب، “ما يجري في هذه المدينة العريقة منذ انهيار ترتيبات الهدنة في 19 ايلول/سبتمبر الماضي هو مذبحة بالمعنى الحرفي”.
ودفع التصعيد في حلب واشنطن الى تعليق محادثاتها مع موسكو بشأن اعادة احياء وقف اطلاق النار الذي انهار بعدما صمد اسبوعا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي الاثنين “لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة”، في وقت اعتبر المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست ان “صبر الجميع قد نفد” في الموضوع السوري.
واوضح وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء ان الولايات المتحدة “لم تتخل” عن سوريا ولم تعدل عن السعي الى خطة لاحلال السلام فيها رغم تعليق تعاونها مع روسيا.
وقال في خطاب حول العلاقات بين ضفتي الاطلسي في بروكسل امام مركز ابحاث “لن نتخلى عن الشعب السوري، ولن نتخلى عن مساعي السلام، كما لا ننسحب من ميدان العمل المتعدد الاطراف. سنواصل السعي لاحراز تقدم من اجل انهاء هذه الحرب”.
لكنه شن هجوما عنيفا على النظام السوري وروسيا “اللذين رفضا الدبلوماسية من اجل مواصلة انتصار عسكري يمر بجثث مقطعة ومستشفيات تتعرض للقصف واطفال مروعين”.
وردت موسكو بدعوة واشنطن الى التحلي بـ”الحكمة السياسية” الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “نريد الاعتقاد بان واشنطن ستتحلى بالحكمة السياسية، وبأن اتصالاتنا معها في المجالات الحساسة جدا والضرورية لصيانة السلام والامن، ستتواصل”.
في بروكسل، يلتقي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على هامش مؤتمر دولي للجهات المانحة لافغانستان، وزير الخارجية الاميركي للبحث في الوضع السوري.
المصدر : القدس