حلب تحت النار… وقاذفات روسية تمطر دير الزور
كثّفت الطائرات السورية والروسية ضرباتها خلال الـ24 ساعة الماضية على مناطق عدة في شمال وشمال غرب سورية، متسببة بمقتل عشرات المدنيين، تزامناً مع خوض قوات النظام معارك عنيفة في جنوب غرب حلب لاستعادة مواقع تقدمت إليها الفصائل.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان أمس، مقتل 45 مدنياً على الأقل في الأحياء الشرقية ومناطق تحت سيطرة الفصائل في الريف الغربي جراء قصف مدفعي وجوي لقوات النظام والطائرات الروسية. كما قتل تسعة آخرون جراء قذائف أطلقتها الفصائل المقاتلة على الأحياء الغربية.
وبحسب المرصد، فإن الغارات والمعارك لم تتوقف، لكن تراجعت وتيرتها عما كانت عليه قبل إعلان روسيا يوم الأربعاء الماضي فترات تهدئة إنسانية يومياً من الساعة العاشرة صباحاً حتى الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي.
وباتت قوات النظام تستخدم طريق الكاستيلو شمال المدينة، الذي كان خط الإمداد الوحيد إلى شرق حلب، كطريق بديل لإدخال الإمدادات إلى الأحياء الغربية، فيما تستخدم الفصائل طريق الراموسة لإدخال المواد الغذائية إلى الأحياء تحت سيطرتها.
وتتزامن المعارك والغارات في حلب وريفها مع غارات كثيفة تستهدف منذ أسبوعين مناطق عدة في محافظة إدلب المجاورة تسببت بحسب المرصد، في مقتل 122 مدنياً حتى صباح أمس بمناطق، أبرزها في مدينة إدلب وأريحا وسراقب.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أن «تكثيف القصف على محافظة إدلب تحديداً مرتبط بأنها الخزان البشري لمقاتلي فصائل جيش الفتح»، الذي تمكن الصيف الماضي من السيطرة بشكل كامل على محافظة إدلب، مبيناً أن «قوات النظام وحلفاءها هم حالياً تحت ضغط في حلب نتيجة الهزيمة الكبيرة، التي تعرضوا لها على أيدي مقاتلي جيش الفتح وفصائل أخرى في جنوب غرب المدينة».
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن ست قاذفات روسية من طراز توبوليف نفذت غارات على جنوب شرق مدينة دير الزور وشرقها وشمال شرقها، دمرت خلالها مركزين قياديين وستة مستودعات أسلحة وآليات لتنظيم «داعش»، كما قتلت «عدداً كبيراً من المقاتلين».
على جبهة أخرى، أطلق «جيش الإسلام» كبرى الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، أمس، معركة «ذات الرقاع 2» في منطقة القلمون الشرقي، لضرب عدد من النقاط العسكرية على أوتوستراد دمشق بغداد، بحسب الناطق الرسمي باسم الجيش إسلام علوش، الذي أشار إلى نتائج مبشرة.
وأجلى الهلال الأحمر السوري ليل السبت- الأحد الفتاة غنى قويدر (10 سنوات) المصابة برصاص قنص في وركها من مدينة مضايا المحاصرة من قوات النظام إلى مدينة دمشق للعلاج، بعد مناشدة ناشطين ومنظمات حقوقية النظام السوري السماح بنقلها للعلاج.
وفي ريف حلب، أفاد المرصد بأن «داعش» قصف صباح أمس، بقذائف الهاون مناطق في بلدة مارع الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة بريف حلب الشمالي، تزامناً مع اشتباكات متفاوتة العنف بينها وبين قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط الراشدين ومنطقة 1070 والمقالع وتلة المحروقات.
وغداة طرد «داعش» من مدينة منبج، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد) أمس عزمها على طرد التنظيم من مدينة الباب».
ونقلت كالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، أمس، رئيس مؤسسة «الشهيد وشؤون المضحين» محمد علي شهيدي، أن «عائلات ما لا يقل عن 400 مقاتل لقوا حتفهم في سورية تم تحويلهم إلى المؤسسة»، التي تقدم معونات مالية لأقارب من لقوا مصرعهم من أجل إيران، مبيناً أن الحرس الثوري أعلن عدد من قتلوا في صفوفه ونصفهم من الأفغان.
سياسياً، عاد نائب مبعوث الأمم المتحدة رمزي عزالدين إلى جنيف بعد زيارة لمصر استغرقت عدة أيام، في إطار جولاته الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، مؤكداً أنه «يتم حالياً الإعداد لعقد جولة جديدة من المباحثات السورية- السورية خلال الأيام المقبلة».
المصدر: الجريدة