حلب نموذجاً لـ”سوريا المصوملة”.. جيوش لعدة دول محتلة و4 حكومات وعشرات الفصائل العسكرية
تعد محافظة حلب نموذجاً متطابقاً لسوريا “المصوملة”، حيث تخضع محافظة حلب لسيطرة 4 حكومات هي حكومة “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، وحكومة النظام، وحكومة “الإنقاذ” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، والحكومة السورية المؤقتة الموالية لتركيا، كما ينتشر في المحافظة أكثر من 32 فصيل عسكري من مجموعات مدعومة من إيران، وفصائل عسكرية موالية لتركيا وتشكيلات عسكرية تابعة لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية.
هذا المشهد القاتم هو ما تعيشه سوريا فعلياً في ظلال الحرب المستعرة التي امتدت لأكثر من 13 عاماً، حيث تحولت إلى ساحة مفتوحة للمعارك والنزاعات بين أطراف متعددة. وباتت بلد ممزق تسيطر عليه قوى متعددة، وتُستنزف فيه دماء شعبها بشكل يومي، في الوقت الذي تنتشر فيه جيوش أجنبية على الأرض، بما في ذلك تركيا وروسيا والولايات المتحدة وإيران، هذه القوى تشكل وجوداً مؤثراً على الأرض، ولكل منها مناطق نفوذها الخاصة، مما يزيد من تعقيد الوضع ويمنع أي قوة من التحرك دون تنسيق وإذن من الأطراف الأخرى.
دويلات صغرى متنازعة ومعابر حدودية متعددة، في ظل الأزمات الاقتصادية المتراكمة التي أثقلت كاهل أبناء الشعب السوري، مع تداخل مصالح وأجندات قوى إقليمية ودولية.
وعلى الرغم من كل هذه الصراعات، يبدو أن الحلول السياسية لا تزال بعيدة المنال، في ظل استمرار حرب الوكالة على الأرض السورية، ليجد الشعب السوري نفسه عالقاً بين هذه القوى المتصارعة.