خبز إدلب يرتبط بالدولار الأمريكي.. و”حكومة الإنقاذ” تسوق الإنتاج وتتسبب بأزمة معيشية للمواطنين 

49

تتراجع قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، وتستمر معاناة المدنيين في الشمال السوري بالتصاعد يوماً بعد آخر، حيث ينعكس انهيار الليرة التركية المتداولة في شمال غرب سورية سلباً على حياتهم، وترتفع بالمقابل جميع السلع الاستهلاكية.
وأعلنت “حكومة الإنقاذ” في إدلب في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري عن خفض وزن ربطة الخبز من جديد، وحددت الحكومة في قرارها الذي نشرته عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك” وزن ربطة الخبز 450 غراماً بعدد 5 أرغفة دون أن تخفض سعرها حيث بقي سعرها “ليرتين ونصف” تركية، ما تسبب بحالة استياء شعبي باعتبار أن مادة الخبز تعتبر مادة أساسية ولايمكن الاستغناء عنها مثل باقي المواد كاللحوم والخضار.
وأصبح سعر ربطة الخبز له بورصة في إدلب، ينخفض ويرتفع أكثر من مرة خلال الشهر الواحد كما يقول أحد المواطنين، في حين تعمل “حكومة الإنقاذ” على تسويقه بشكل لا يشعر المواطن بارتفاع سعره، حيث تثبت السعر وتخفض الوزن.
وفي حديثه لـ”المرصد السوري” يوضح ( أ.م) وهو نازح من ريف حماة الشمالي ويقطن في أحد مخيمات منطقة دير حسان في ريف إدلب الشمالي، أن ربطة الخبز كانت مطلع العام الجاري 2021 بوزن كيلو غرام تقريباً وكل فترة يتم تخفيض وزنها بحجة ارتفاع أسعار المحروقات وانخفاض قيمة الليرة التركية حتى وصلت مؤخراً لوزن 450 غرام.
مضيفاً، أنه كان يشتري يومياً ربطتين خبز لعائلته المكونة من أربعة أفراد، أما الآن فهو يضطر لشراء ثلاث ربطات، بسبب انخفاض وزن الربطة وخفض عدد الأرغفة التي كانت تحتوي 7 أرغفة في السابق، أما الآن أصبحت 5 أرغفة فقط، يضيف بأن الربطة لا تكفي لوجبة واحدة لعائلة صغيرة، ورغم تخفيض وزنها إلا أن سعرها لم يتغير وبقي ليرتين ونصف، أي أن “حكومة الإنقاذ” تسوق منتجها ولا تهتم بالمواطن.
ويُعرب عن استياءه لهذه الحالة التي وصلت إليها مناطق إدلب، بسبب انهيار قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي وبسبب هيمنة “تحرير الشام” و”حكومة الإنقاذ” على المنطقة وفرضها للقرارات التي تؤثر وتزيد من تردي حالة المدنيين ولاسيما النازحين.
أما النازحة في مخيمات دير حسان السيدة ( ع.ش) فتقوم بشراء أربعة ربطات من الخبز يومياً من أحد الباعة الجوالين في المخيم وتفاجئت بوزن وحجم الربطة، وفي شهادتها لـ”المرصد السوري” تقول، بأنها تقف يومياً بالقرب من الخيمة تنتظر مرور البائع وكل فترة تتفاجئ بانخفاض وزن ربطة الخبز لدرجة أنها لم تعد تكفي لشخصين فقط لوجبة غداء واحدة.
وتضيف، لو كان هناك إمكانية لبنيت “تنور الحطب” لتحضير الخبز، لكن الأحوال الجوية في فصل الشتاء لا تساعد بسبب الأمطار، فضلاً عن غلاء سعر مادتي الطحين والحطب،
كما توضح أن العائلات من الممكن أن تتخلى عن عدة مواد مثل اللحوم وبعض أنواع الخضار لكن الخبز حاجة ضرورية ويجب شراؤها يومياً لذلك نلاحظ حالة من الغضب بين المدنيين عند شراء الخبز بسبب تدهور حجم ووزن الربطة، كما تتوقع أن يكون هناك تلاعباً أيضاً بكمية القمح في الخبز فذلك واضحاً من خلال لون وطعم الخبز الذي يباع حالياً خلافاً لشكل الخبز سابقاً.
وبات الكثير من المدنيين في الشمال السوري ولاسيما في مناطق إدلب وريفها يرون أن الهدف المنشود من اعتماد الليرة التركية كبديلة عن السورية في التداول لم يتحقق بل انعكس سلباً على حياة المدنيين وارتفعت الأسعار لعدة أضعاف مقارنة بتاريخ ما قبل اعتماد الليرة التركية.
وبحسب آخر تحديث لسعر تصريف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي في إدلب فقد وصل لنحو 11.20 ليرة تركية مقابل الدولار الأمريكي الواحد، أما أسعار المحروقات بحسب آخر نشرة لشركة “وتد للبترول” المحتكرة للمحروقات في إدلب فقد وصل سعر لتر البنزين لنحو 9.83 ليرات تركية، أما سعر لتر المازوت فقد وصل لنحو 9.14 ليرات تركية
ويجدر الذكر أن “حكومة الإنقاذ” الجناح التنفيذي القائم في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام” تفرض الضرائب على جميع أفران الخبز الموجودة والمرخصة في مناطق إدلب وريفها وتفرض أيضاً تحديد سعر ربطة الخبز ومواصفاتها.