خشية ضربات روسية بذريعة “مسرحية الضربة الكيميائية”…أكثر من 400 عائلة تنزح من مدينة جسر الشغور ومحيطها بعد ساعات من نزوح الآلاف بريف إدلب

38

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة أعداد الشهداء في الارتفاع مع استمرار الخروقات من قبل قوات النظام للهدنة التي استكملت يومها الـ 25 على التوالي، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في منطقة خلصة في القطاع الجنوبي من ريف حلب، كما رصد المرصد السوري قصفاً من قبل قوات النظام طال مناطق في بلدتي كفرزيتا واللطامنة، ومناطق أخرى في جبل شحشبو في ريفي حماة وإدلب، ترافقت مع استهدافات بالرشاشات الثقيلة والقذائف، لمناطق في الشريعة والتوينة والحويز في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الشرقي، ما تسبب بسقوط مزيد من الخسائر البشرية ليرتفع إلى 9 على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا اليوم هم 5 مواطنين بينهم طفلة ومواطنة استشهدوا في غارات للطائرات الحربية على مناطق في محيط قرية عابدين بريف إدلب الجنوبي، ومواطن استشهد في منطقة الهلبة بريف إدلب الجنوبي الشرقي جراء قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، ومواطنة استشهدت في قرية السرج بقصف مدفعي لقوات النظام على القرية الواقعة في جنوب شرق إدلب ورجلان استشهدا في قصف لقوات النظام على مناطق في قرية التوينة وبلدة قلعة المضيق بريف حماة الشمالي الغربي، حيث كانت الطائرات الحربية نفذت 85 غارة على الأقل استهدفت ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي، كما ألقت مروحيات النظام 55 برميلاً على الأقل طال الأرياف ذاتها، سط قصف بمئات القذائف المدفعية والصاروخية، في أعنف غارات جوية وقصف بري منذ أسابيع

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد كذلك حركة نزوح لأكثر من 400 عائلة من مدينة جسر الشغور ومحيطها، نحو ريفيها الشرقي والشمالي، خشية تنفيذ الطائرات الروسية ضربات خلال الساعات المقبلة، بعد حديث وزارة الدفاع الروسي عن أن مسرحية “الضربة الكيميائية ستتم في جسر الشغور”، فيما يخشى من تبقى من الأهالي من تنفيذ الروس لضربتهم تحت هذه الذريعة التي جرى التسويق لها، وتأتي عملية النزوح بعد ساعات من رصد المرصد السوري حركة نزوح واسعة شملت أكثر من 3 آلاف شخص نزحوا من ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي نحو مناطق في ريفي إدلب الشمالي وحلب الشمالي الغربي، فراراً من القصف المكثف على المنطقة.

المرصد السوري نشر خلال الأسبوعين الفائتين أنه لا تزال المخاوف متصاعدة الوتيرة، لدى سكان مناطق سيطرة الفصائل المعارضة المقاتلة والإسلامية العاملة في محافظة إدلب وحماة ومحيطهما، نتيجة التخوف من هجوم كيميائي قد تنفذه قوات النظام وحلفاؤها في محافظة إدلب، خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، ومع مواصلة الجهات العسكرية الروسية عبر إعلامها، اختلاق الأكاذيب وبثها من جديد وبشكل متواصل، للتحذير من هجوم كيميائي من جهات معارضة للنظام، بعد “نقل مواد كيميائية إلى إدلب”، فقد رجحت مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن يكون الروس مع النظام يخططون لاستهداف مناطق تضم عوائل مقاتلين من جنسيات آسيوية وقوقازية وتركستان، في ريف إدلب والمناطق المتصلة معها من ريف اللاذقية وسهل الغاب، وبخاصة مع تركيز الروس والنظام على المناطق التي تضم عوائل المقاتلين آنفي الذكر، وبخاصة أن هذه المناطق تعد مناطق مغلقة وغير مسموح الدخول إليها إلا بإذن رسمي من قيادة الفصائل المشرقة على حمايتها، كما كانت مصادر متقاطعة أكدت للمرصد السوري أن التخوف لدى الأهالي بات يتصاعد في كل يوم أكثر، مع اقتراب الإعلان عن عملي إدلب العسكرية التي تهدف قوات النظام خلالها لفرض سيطرتها على المحافظة، حيث تأتي هذه المخاوف لدى الأهالي خشية استخدام قوات النظام وحلفائها لمواد كيميائية في عمليات قصفها الذي سيرافق العملية العسكرية، عقب تصاعد الادعاءات الروسية المختلقة حول إمكانية استخدامه في قصف إدلب، إذ أن روسيا تهدف من إطلاق الأكاذيب عبر أجهزتها الإعلامية ووزارة دفاعها، لتبرير العملية العسكرية التي تتحضر لها قوات النظام منذ أسابيع، عبر استقدام الآلاف من عناصرها ومئات المدرعات والعربات والآليات والذخائر، مع تحصين الجبهات وخطوط التماس، في ترقب لساعة إعلان المعركة التي تتصاعد الترجيحات باقتراب ساعة انطلاقها، والتي ستترافق مع غارات جوية وقصف بري عنيفين، قد يتسببان بمجازر كبيرة نتيجة العمليات العسكرية الكبيرة التي يجري الإعداد لها.

أيضاً أكدت المصادر للمرصد السوري أن ما يدور حول نقل مادة الكلور تحضيراً لهجوم كيميائي، والذي اختلقته روسيا، يأتي في إطار انقلاب الأخيرة على عهودها ضمن الأراضي السورية، إذ مع استمرار الهدنة التركية – الروسية المخترقة منذ يومها الأول في الـ 15 من آب / أغسطس من العام الجاري 2018، من قبل قوات النظام، عبر قصف مدفعي وصاروخي وجوي خلف شهداء وجرحى، في مناطق سريان الهدنة بمحافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة، وعلى الرغم أن القوات الروسية لم تتمكن من ضبط النظام المؤتمر بأمرها، إلا أن عدم ضبطها كان يتوازى في الوقت ذاته، مع جهود روسية ماراثونية، لتحضير ادعاءات تبرر الهجوم الذي لم تتوقف قوات النظام للتحضير له، عبر استقدام آليات ومدرعات وعربات وعتاد وذخيرة، وتجهيز طائراتها الحربية والمروحية ومطاراتها، واستقدام آلاف الجنود والعناصر من قواتها والمسلحين الموالين لها، إلى أن وصل الأمر إلى نقل المجندين حديثاً من غوطة دمشق الشرقية ومحافظة درعا، إلى جبهات التماس وخطوط القتال مع الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والفصائل التي تضم في غالبيتها مقاتلين غير سوريين، كما جرت عمليات نقل أكثر من 600 من مقاتلي الفصائل إلى هذه الجبهات، كذلك فإن مصادر موثوقة كانت أكدت للمرصد السوري سابقاً أن شحنات الكلور التي تتحدث عنها روسيا، إنما هي شحنات يجري إرسالها بشكل دوري إلى محطات تصفية المياه ومحطات الضخ، لتعقيم المياه، إذ أن منظمة دولية مسؤولة عن مياه الشرب في محافظة إدلب، قدمت خلال حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري 2018، 11 برميلاً من مادة الكلور، إلى محطات تصفية المياه وضخها، كما وزعت دفعات سابقة بعدد أقل إلى المحطات ذاتها، ويجري استيراد الكلو المخصص لتصفية المياه، من تركيا عن طريق معبر باب الهوى الحدودي، في حين أن المحطات الخارجة عن دعم هذه المنظمة، يجري تقديم الكلور الجاف لها من قبل منظمة اليونيسيف، ومثال عليها محطات مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، والتابعة لمؤسسة المياه في حكومة الإنقاذ الوطني، كذلك كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر عن قيام قوات النظام، بعد استقدامها التعزيزات العسكرية، إلى مرتفعات خاضعة لسيطرتها في جبال اللاذقية، بعمليات تحصين مواقع وتدشيم لمزيد من النقاط، بالتزامن مع عمليات تحصين مواقع وانتشارها في مناطق سيطرتها بريف إدلب بعد الاستقدامات الكبيرة التي استقدمتها في إطار التحضير لمعركة إدلب الكبرى