خلال آخر 48 ساعة…22 شهيداً مدنياً في حماة وإدلب…أكثر من 5 آلاف نازح…أعنف قصف منذ أسابيع متمثل بأكثر من 160 غارة وضربة جوية ومئات القذائف

36

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان هدوءاً حذراً يسود عموم محافظات حلب وحماة واللاذقية وإدلب، ضمن الهدنة الروسية – التركية التي دخلت يومها الـ 26 على التوالي، حيث يسود الهدوء مناطق سريان الهدنة، منذ مساء أمس السبت وحتى اللحظة، فيما رافق هذا الهدوء استمرار عملية النزوح من مدينة جسر الشغور ومحيطها بعد منتصف ليل أمس، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الـ 48 ساعة الفائتة تصعيداً للخروقات من عمليات قصف جوي وصاروخي راح ضحيتها 22 شهيداً مدنياً، هم 12 شهيداً مدنياً بينهم طفلان ومواطنتان استشهدوا في قصف للطائرات الحربية والمروحية وقوات النظام على كل من محيط الهبيط وقلعة المضيق والتوينة والسرج والهلبة ومحيط عابدين بريفي إدلب وحماة، و10 شهداء بينهم مواطنة و3 من أطفالها وجدتهم بالإضافة لطفلتان شقيقتان استشهدوا جميعهم في مجزرة تبناها فصيل يدعى أنصار التوحيد بقصفه مدينة محردة التي يقطنهما مواطنون غالبيتهم من الديانة المسيحية شمال حماة.

المرصد السوري رصد كذلك خلال الـ 48 ساعة الفائتة، نزوح أكثر من 5000 شخص، ضمن محافظة إدلب، قاصدين مناطق في ريف إدلب الشمالي وفي ريف حلب الشمالي الغربي، بعيداً عن خطوط التماس، مع قوات النظام، بعد أن شهدت هدنة الروس والأتراك في يوميها الـ 25 والـ 24، خروقات هي الأعنف والأكثر خلفت خسائر بشرية ومادية، إذ نفذت الطائرات الحربية نفذت 107 غارات على الأقل استهدفت ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي، كما ألقت مروحيات النظام 55 برميلاً على الأقل طال الأرياف ذاتها، وسط قصف بمئات القذائف المدفعية والصاروخية، في أعنف غارات جوية وقصف بري منذ أسابيع، فيما تصاعدت عملية النزوح خلال الـ 48 ساعة، وبخاصة من مدينة جسر الشغور ومحيطها، نحو ريفيها الشرقي والشمالي، نتيجة تصعيد القصف بشكل غير مسبوق منذ أسابيع، خشية تنفيذ الطائرات الروسية ضربات خلال الساعات المقبلة، بعد حديث وزارة الدفاع الروسية عن أن مسرحية “الضربة الكيميائية ستتم في جسر الشغور”، فيما يخشى من تبقى من الأهالي من تنفيذ الروس لضربتهم تحت هذه الذريعة التي جرى التسويق لها.

كما أن المرصد السوري كان نشر خلال الأسبوعين الفائتين أنه لا تزال المخاوف متصاعدة الوتيرة، لدى سكان مناطق سيطرة الفصائل المعارضة المقاتلة والإسلامية العاملة في محافظة إدلب وحماة ومحيطهما، نتيجة التخوف من هجوم كيميائي قد تنفذه قوات النظام وحلفاؤها في محافظة إدلب، خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، ومع مواصلة الجهات العسكرية الروسية عبر إعلامها، اختلاق الأكاذيب وبثها من جديد وبشكل متواصل، للتحذير من هجوم كيميائي من جهات معارضة للنظام، بعد “نقل مواد كيميائية إلى إدلب”، فقد رجحت مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن يكون الروس مع النظام يخططون لاستهداف مناطق تضم عوائل مقاتلين من جنسيات آسيوية وقوقازية وتركستان، في ريف إدلب والمناطق المتصلة معها من ريف اللاذقية وسهل الغاب، وبخاصة مع تركيز الروس والنظام على المناطق التي تضم عوائل المقاتلين آنفي الذكر، وبخاصة أن هذه المناطق تعد مناطق مغلقة وغير مسموح الدخول إليها إلا بإذن رسمي من قيادة الفصائل المشرقة على حمايتها، كما كانت مصادر متقاطعة أكدت للمرصد السوري أن التخوف لدى الأهالي بات يتصاعد في كل يوم أكثر، مع اقتراب الإعلان عن عملي إدلب العسكرية التي تهدف قوات النظام خلالها لفرض سيطرتها على المحافظة، حيث تأتي هذه المخاوف لدى الأهالي خشية استخدام قوات النظام وحلفائها لمواد كيميائية في عمليات قصفها الذي سيرافق العملية العسكرية، عقب تصاعد الادعاءات الروسية المختلقة حول إمكانية استخدامه في قصف إدلب، إذ أن روسيا تهدف من إطلاق الأكاذيب عبر أجهزتها الإعلامية ووزارة دفاعها، لتبرير العملية العسكرية التي تتحضر لها قوات النظام منذ أسابيع، عبر استقدام الآلاف من عناصرها ومئات المدرعات والعربات والآليات والذخائر، مع تحصين الجبهات وخطوط التماس، في ترقب لساعة إعلان المعركة التي تتصاعد الترجيحات باقتراب ساعة انطلاقها، والتي ستترافق مع غارات جوية وقصف بري عنيفين، قد يتسببان بمجازر كبيرة نتيجة العمليات العسكرية الكبيرة التي يجري الإعداد لها.

أيضاً أكدت المصادر للمرصد السوري أن ما يدور حول نقل مادة الكلور تحضيراً لهجوم كيميائي، والذي اختلقته روسيا، يأتي في إطار انقلاب الأخيرة على عهودها ضمن الأراضي السورية، إذ مع استمرار الهدنة التركية – الروسية المخترقة منذ يومها الأول في الـ 15 من آب / أغسطس من العام الجاري 2018، من قبل قوات النظام، عبر قصف مدفعي وصاروخي وجوي خلف شهداء وجرحى، في مناطق سريان الهدنة بمحافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة، وعلى الرغم أن القوات الروسية لم تتمكن من ضبط النظام المؤتمر بأمرها، إلا أن عدم ضبطها كان يتوازى في الوقت ذاته، مع جهود روسية ماراثونية، لتحضير ادعاءات تبرر الهجوم الذي لم تتوقف قوات النظام للتحضير له، عبر استقدام آليات ومدرعات وعربات وعتاد وذخيرة، وتجهيز طائراتها الحربية والمروحية ومطاراتها، واستقدام آلاف الجنود والعناصر من قواتها والمسلحين الموالين لها، إلى أن وصل الأمر إلى نقل المجندين حديثاً من غوطة دمشق الشرقية ومحافظة درعا، إلى جبهات التماس وخطوط القتال مع الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والفصائل التي تضم في غالبيتها مقاتلين غير سوريين، كما جرت عمليات نقل أكثر من 600 من مقاتلي الفصائل إلى هذه الجبهات، كذلك فإن مصادر موثوقة كانت أكدت للمرصد السوري سابقاً أن شحنات الكلور التي تتحدث عنها روسيا، إنما هي شحنات يجري إرسالها بشكل دوري إلى محطات تصفية المياه ومحطات الضخ، لتعقيم المياه، إذ أن منظمة دولية مسؤولة عن مياه الشرب في محافظة إدلب، قدمت خلال حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري 2018، 11 برميلاً من مادة الكلور، إلى محطات تصفية المياه وضخها، كما وزعت دفعات سابقة بعدد أقل إلى المحطات ذاتها، ويجري استيراد الكلو المخصص لتصفية المياه، من تركيا عن طريق معبر باب الهوى الحدودي، في حين أن المحطات الخارجة عن دعم هذه المنظمة، يجري تقديم الكلور الجاف لها من قبل منظمة اليونيسيف، ومثال عليها محطات مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، والتابعة لمؤسسة المياه في حكومة الإنقاذ الوطني، كذلك كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر عن قيام قوات النظام، بعد استقدامها التعزيزات العسكرية، إلى مرتفعات خاضعة لسيطرتها في جبال اللاذقية، بعمليات تحصين مواقع وتدشيم لمزيد من النقاط، بالتزامن مع عمليات تحصين مواقع وانتشارها في مناطق سيطرتها بريف إدلب بعد الاستقدامات الكبيرة التي استقدمتها في إطار التحضير لمعركة إدلب الكبرى.