خلال الشهر 108 من عمليات التحالف: اعتقال 6 من قيادات وعناصر التنظيم بعمليات أمنية مع قسد.. و175 شاحنة تصل القواعد في إطار تصاعد التعزيزات المستمرة وتدريبات مكثفة لمجابهة النفوذ الإيراني

1٬864

يواصل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته في سورية للشهر 108 على التوالي، حيث تتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة “قسد”، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب ورصد جميع عمليات وتحركات التحالف الدولي خلال الشهر 108.

فقد شهد الشهر، دخول 175 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على 5 دفعات وهي 2 و5 و9 و13 و20 وتوجهت إلى قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور ضمن منطقة شمال شرق سورية

وجاءت التفاصيل على النحو التالي:

– 2 أيلول، أدخلت قوات “التحالف الدولي” رتلاً عسكرياً إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، عبر معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، وضم الرتل 20 شاحنة محملة مواد لوجستية وعسكرية وكتل إسمنتية وصناديق مغلقة، حيث اتجه الرتل نحو قواعد تابعة “التحالف الدولي” في مدينة الشدادي بريف الحسكة.

– 5 أيلول، استقدمت قوات “التحالف الدولي” تعزيزات عسكرية إلى مناطق شمال شرق سوريا، قادمة من معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق.

وضم الرتل 30 شاحنة، تحمل على متنها صناديق مغلقة وصهاريج وقود، بالإضافة إلى مولدات كهربائية، ومعدات عسكرية ولوجستية، اتجه إلى قواعد “التحالف الدولي” في تل بيدر وقسرك بريف الحسكة الشمالي.

– 9 أيلول، استقدمت قوات “التحالف الدولي” رتلا عسكريا ضخما يتألف من 60 شاحنة أمريكية تحمل صهاريج نفط وصناديق مغلقة وأسلحة ومعدات لوجستية إلى مناطق شمال شرق سوريا، في عمق محافظة الحسكة، قادما من معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق.

– 13 أيلول، استقدمت قوات “التحالف الدولي”، تعزيزات عسكرية جديدة إلى محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا. ودخلت قافلة تضم 35 شاحنة، عبر معبر الوليد قادمة من إقليم كردستان العراق، وتتألف من صهاريج وقود وشاحنات تحمل صناديق مغلقة وأسلحة ومعدات عسكرية ومواد لوجستية واتجهت نحو قواعد التحالف بريف الحسكة .

– 20 أيلول، استقدمت قوات التحالف الدولي قافلة جديدة نحو قواعدها العسكرية بدير الزور والحسكة ضمت 30 شاحنة محملة بمعدات عسكرية ولوجستية.

 

وفي ظل التوتر القائم بين قوات التحالف الدولي والميليشيات التابعة لإيران غرب الفرات، مع احتمالية حدوث صدام عسكري بين الطرفين بأي لحظة، حيث يقوم الجانبان بتحضيرات مستمرة لمثل هكذا احتمال، فقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر تدريبات عسكرية عدة لقوات التحالف جاءت تفاصيلها على النحو الآتي:

– 9 أيلول، أجرت قوات “التحالف الدولي” تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية، في محيط قاعدة التنف ضمن منطقة الـ 55 كلم عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، في تدريبات تحاكي الهجوم بطائرات مسيرة، وألية إسقاطها في حال تعرض القاعدة لأي هجوم محتمل من قبل الميليشيات الإيرانية.

– 11 أيلول، أجرت لقوات التحالف الدولي المتواجدة في قاعدة التنف في منطقة الـ 55 كيلو متر عند مثلث الحدود السورية- الأردنية-العراقية، تدريبات للتأكد من الجاهزية القتالية ورفع القدرات لدى القوات في القاعدة تحسباً لأي هجوم تتعرض له، حيث تضمنت التدريبات إطلاق صافرات الإنذار وانتشار القوات ضمن الملاجئ، فيما تواصل أيضاً تدريباتها على التصدي لأي هجوم عبر الطائرات المسيّرة التابعة للميليشيات الإيرانية قد يستهدف القاعدة.

– 14 أيلول، أجرت قوات “التحالف الدولي” تدريبات عسكرية في قاعدتي “حقل العمر” النفطي ومعمل “كونيكو” للغاز بريف دير الزور. واستخدمت خلالها المدفعية والأسلحة الثقيلة، وسط ضرب أهداف وهمية.

– 15 أيلول، أجرت قوات التحالف الدولي بمشاركة قوات مجلس هجين العسكري المنضوية ضمن تشكيلات قوات سوريا الديمقراطية، تدريبات عسكرية في بادية هجين، شملت التدريب على المدفعية الثقيلة، حيث سمعت دوي انفجارات في المنطقة هناك. وسط تحليق للطيران الحربي في أجواء المنطقة.

يذكر أن هذه التدريبات هي الأولى من نوعها على الإطلاق بين الجانبين في بادية هجين.

– 18 أيلول، سمع دوي انفجارات عنيفة في ريف الحسكة الجنوبي، ناجمة عن تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية لقوات “التحالف الدولي” وبمشاركة قوات سوريا الديمقراطية في قاعدة “التحالف الدولي” ببلدة الشدادي في ريف الحسكة.

 

كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر، مشاركة التحالف الدولي في 4 عمليات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 6 أشخاص من عناصر وقيادات تنظيم “الدولة الإسلامية”، وجاءت التفاصيل على النحو الآتي:

– 1 أيلول، اعتقلت وحدات مكافحة الإرهاب التّابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وجهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق وبإسناد من طيران “التَّحالف الدّولي”، خلال عمليّة أمنيّة، أحد عناصر خلايا “تنظيم الدولة الإسلامية” في بلدة “الدّشيشة” التّابعة لـ”الشدّادي”، جنوبيّ الحسكة.

وحسب مصدر أمني، فإن الشخص الذي تم القبض عليه، كان ينشَطُ في تهريب وتزويد عناصر “التنظيم” بالأسلحة، وخلال العمليّة تَمَّت مصادرة عدد من الأسلحة والمُعِدّات العسكريّة التي كانت بحوزته.

– 3 أيلول، ألقت وحدات أمنية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية القبض على مسؤول الشؤون المالية في تنظيم “الدولة الإسلامية”، خلال عملية أمنية في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي.

– 7 أيلول، ألقت قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات مكافحة الإرهاب، وبدعم من قوّات “التَّحالف الدّوليّ” وجهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، خلال عمليّة أمنيّة، على مسؤول ديوان العشائر وأمير البنك الإسلامي لتنظيم “الدولة الإسلامية “، بعد محاصرة مخبأه، في مدينة الرقة، ويدعى “عبد الغفور تبر الذياب” والملقب (أبو أمير), والذي كان ينشط بتمويل خلايا التنظيم للقيام بعمليات ضمن مناطق “قسد” بالإضافة الى تزويدهم بالسلاح والعتاد، كما تم القبض على كمية من الأسلحة والمعدات العسكرية كانت بحوزته.

– 22 أيلول، حلقت طائرات مروحية تابعة لـ”التحالف الدولي” في أجواء ريف دير الزور، وأطلقت قنابل صوتية في أجواء قرية الزر بريف دير الزور الشرقي، تزامنا مع وصول رتل لقوات سوريا الديمقراطية طالب الأهالي عبر مكبرات الصوت بالتزام منازلهم.

ونفذت قوات التحالف عملية إنزال لاعتقال مطلوبين لها في بلدة الزر بالقرب من بلدة الشحيل، واعتقلت 3 على الأقل.

 

في حين سيرت قوات التحالف الدولي 3 دوريات منفردة بجولات تفقدية اعتيادية كانت على الشكل الآتي:

– 27 آب، سيّرت قوات “التحالف الدولي” دورية مؤلفة من عدة مدرعات عسكرية جابت بلدات ذيبان والشحيل والحوايج ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور الشرقي، وذلك في ظل التحركات الدورية والجولات التفقدية التي تقوم بها قوات التحالف في المنطقة.

– 29 آب، سيرت قوات “التحالف الدولي” دورية مؤلفة من 3 مدرعات، برفقة عربة عسكرية تابعة لـ”قسد”، انطلقت من قاعدة الشدادي بريف الحسكة، وجابت قرى الخابور “الحجنة، والحريجية ، والكسار”، بريف دير الزور الشمالي الشرقي، للإطلاع على أوضاع تلك القرى التي تجري في بعضها اشتباكات مسلحة، كقرية الحريجية، بين قوات مجلس دير الزور العسكري من جهة، وقوات “قسد” من جهة أخرى، على خلفية اعتقال الأخير قائد المجلس ” أحمد الخبيل” الملقب ب ” أبو خولة”.

– 13 أيلول، سيّرت قوات التحالف الدولي دورية عسكرية مؤلفة من 5 عربات عسكرية وسيارة نوع “بيك آب” انطلقت من قاعدة حقل العمر النفطي وتوجهت باتجاه بادية الشعفة وبلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي بالقرب من الحدود السورية-العراقية.

على صعيد منفصل، أفادت مصادر المرصد السوري بسرقة سلاح من مستودعات أسلحة وذخائر تابعة لجيش سوريا الحرة بمنطقة التنف، حيث جرى سرقت بنادق m16 وقناصات من نوع mk14، وعلى ضوء ذلك فتح التحالف الدولي تحقيقاً بالحادثة وجرى إحالة عسكريين من الفصيل للتحقيق بينهم مسؤول التسليح بجيش سوريا الحرة.

ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن مسؤول التسليح طالب التحالف الدولي باستدعاء قيادات مقربة من قائد الفصيل للتحقيق، وأشار إلى أن مقربين من فريد القاسم يدخلون إلى مستودعات السلاح ويأخذون الأسلحة منه بعلم قائد الفصيل ودون أي مراقبة أو ملاحقة.

أيلول.. شهر آخر بلا شفافية

على الرغم من جهود ومناشدات المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.

وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019.

ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته لكافة الأطراف المسؤولة لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة التي شارك فيها التحالف الدولي في الأزمة السورية، والتي تخطت خمس سنوات كاملة.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سورية، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.

كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ”النظام” أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار أكثر من 12 سنة، ويحذر “المرصد السوري” من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.