خلال الشهر 120 من عمليات التحالف: استقدام 140 شاحنة و18 طائرة تحمل معدات عسكرية و12 تدريباً عسكرياً في إطار الاستنفار الكبير لمجابهة الميليشيات التابعة لإيران
يواصل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته في سورية للشهر 120 على التوالي، حيث تتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة “قسد”، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب ورصد جميع عمليات وتحركات التحالف الدولي خلال الشهر 120.
فقد شهد الشهر، دخول نحو 140 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على 5 دفعات بتواريخ 26 آب، و1 و9 و11 و18 أيلول وتوجهت إلى قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور ضمن منطقة شمال شرق سورية.
كما استقدمت قوات التحالف الدولي تعزيزات عسكرية ولوجستية عبر الجو، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر، هبوط نحو 18 طائرة شحن تابعة للتحالف ضمن قواعدها في الحسكة ودير الزور، تحمل على متنها أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية ولوجستية بالإضافة لجنود.
وفي 15 أيلول، أسقطت الدفاعات الجوية في قاعدة خراب الجير الأمريكية، ما لا يقل عن 3 طائرات مسيرة كانت في طريقها لمهاجمة القاعدة، انطلقت من مناطق المجموعات المدعومة من إيران.
وفي 20 أيلول، أسقطت المقاتلات الحربية التابعة لـ”التحالف الدولي” مسيّرة على أطراف منطقة الـ 55 كيلومتر، عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، من الجهة الشمالية الغربية في البادية السورية كانت باتجاه الجولان السوري المحتل.
وفي 22 أيلول، دوى انفجار في منطقة القاعدة الأمريكية في الشدادي بريف الحسكة، نتيجة سقوط صاروخ أطلقته المجموعات المدعومة من إيران.
في حين استهدفت قوات النظام والمجموعات المحلية المدعومة من إيران بالأسلحة الرشاشة، بتاريخ 23 آب دورية عسكرية تابعة لـ “التحالف الدولي” مؤلفة من 8 عربات، كانت قد انطلقت من قاعدة حقل العمر النفطي وتجولت في قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي على طفة نهر الفرات، لمتابعة ورصد التحركات في المنطقة.
بينما ردت القوات الأميركية بجولتين من القصف الجوي على مواقع الميليشيات الإيرانية بدير الزور، مخلفة قتلى وجرحى، جاءت تفاصيل تلك الاستهدافات وفق الآتي:
-5 أيلول، قتل شخص من جنسية غير سورية وعنصر من المسلحين الموالين لإيران، وطفل في حصيلة نهائية للخسائر البشرية، باستهداف مسيرة “مجهولة” لشاحنة بالقرب من مقر عسكري للميليشيات الموالية لإيران، في محيط مدينة البوكمال بريف دير الزور، واستهدفت المسيّرة المجهولة شاحنة (براد) كانت في محيط المقر العسكري على أطراف مدينة البوكمال قرب الحدود السورية – العراقية.
-11 أيلول، دوت انفجارات عنيفة ناجمة عن استهداف مقر عسكري فارغ تابع لـ”حزب الله” اللبناني بين بلدة حطلة وقرية الصالحية ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية بريف دير الزور، تزامناً مع تحليق للطيران الحربي.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر 12 تدريباً عسكرياً لقوات التحالف مع قسد جاءت تفاصيلها على النحو الآتي:
-25 آب، أجرت قوات “التحالف الدولي” وقوات سوريا الديمقراطية تدريبات عسكرية مشتركة، في قاعدتي قسرك وتل بيدر بريف الحسكة، حيث سمع دوي انفجارات متتالية، نتيجة استخدام الأسلحة الثقيلة وضرب أهداف وهمية.
-29 آب، سمع أصوات مضادات أرضية في القاعدة الأمريكية بمعمل كونيكو للغاز في ريف دير الزور، ناجمة عن تدريبات مشتركة لكل من “التحالف الدولي”وقوات سويا الديمقراطية، تحاكي التصدي لهجوم بالطائرات المسيرة على القاعدة، حيث أطلقت طائرات مسيرة في الأجواء وجرى استهدافها.
-30 آب، أجرت قوات “التحالف الدولي” بمشاركة قوات سوريا الديمقراطية تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية، والطيران المروحي، بالقرب من قاعدة حقل “كونيكو” للغاز شرق دير الزور.
-2 أيلول، دوت انفجارات عنيفة هزّت مناطق بدير الزور، ناجمة عن تدريبات عسكرية لقوات “التحالف الدولي” في قاعدة معمل كونيكو للغاز، استخدم خلالها الذخيرة الحية، وشارك سلاح الجو الحربي التابع للتحالف في مناورات عسكرية، باستهداف سيارات “خردة” في المنطقة، وسط انتشار مكثف لعناصر التحالف.
-4 أيلول، سمع دوي انفجارات متتالية في ريف الحسكة، ناجمة عن إجراء تدريبات عسكرية مشتركة بين قوات “التحالف الدولي” وقوات سوريا الديمقراطية بالذخيرة الحية في قاعدة خراب الجير بريف رميلان شمالي الحسكة، شملت التدريبات التسديد بالمدفعية الثقيلة ومضادات الدروع، بمشاركة الطيران الحربي التابع لـ “التحالف في أجواء المنطقة.
-6 أيلول، دوت انفجارات عنيفة هزت مناطق بريف دير الزور، ناجمة عن تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية لقوات “التحالف الدولي” وبمشاركة من “قسد”، في قاعدتي حقل العمر النفطي أكبر قواعد التحالف بسورية، وقاعدة معمل “كونيكو” للغاز في ريف ديرالزور، لتعزيز القدرات العسكرية لدى الجنود والتأهب في حال استهداف القاعدتين من قبل الميليشيات الإيرانية، وأجريت تدريبات تحاكي التصدي لمسيّرات عبر ضرب أهداف وهمية في الأجواء.
-6 أيلول، أجرت قوات “التحالف الدولي” بمشاركة “قسد”، تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في قاعدة تل بيدر بريف الحسكة، لتعزيز القدرات العسكرية لدى الجنود والتأهب في حال استهداف القاعدة من قبل الميليشيات الإيرانية
-7 أيلول، أجرت القوات الأمريكية بمشاركة قوات سوريا الديمقراطية، تدريبات عسكرية تحاكي التصدي للمسيّرات وبالذخيرة الحية في قاعدة “كونيكو” بريف دير الزور الشمالي، تخللها قصف بصواريخ حديثة باتجاه تلة “الحجيف” والبادية، وإطلاق قنابل ضوئية فوق بلدة العزبة وفي محيط القاعدة، وشارك في التدريبات سلاح الجو الحربي الأمريكي
-8 أيلول، أجرت القوات الأمريكية تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في قاعدة معمل “كونيكو” للغاز شمال دير الزور، وسط تحليق للطيران المروحي في سماء المنطقة.
-15 أيلول، أجرت قوات “التحالف الدولي” تدريبات عسكرية تحاكي التصدي للمسيّرات، بعد جلبها أسلحة متطورة إلى قاعدتها في “خراب الجير” بريف رميلان شمال الحسكة، وخلال التدريبات تم إطلاق طائرات مسيّرة في أجواء القاعدة ليتم إسقاطها.
كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر، مشاركة التحالف الدولي في 7 عمليات مع قوات سوريا الديمقراطية، أسفرت عن اعتقال 13 من عناصر وقيادات تنظيم “الدولة الإسلامية” ومقتل 6 منهم، ففي 23 آب، نفذت دورية عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع قوات “التحالف الدولي” عملية أمنيةاستهدفت أحد المنازل في بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، أسفرت عن مقتل شخص يتهم بالانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفي 11 أيلول، قتل عنصر من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” إثر استهدافه عبر طائرة مسيّرة تابعة لقوات “التحالف الدولي”، خلال مروره عبر دراجة نارية في قرية عطالة التابعة لبلدة الشدادي ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ريف الحسكة الجنوبي، وذلك بعد قيامه بزرع عبوة ناسفة أمام طريق دورية عسكرية مشتركة كانت بين قوات “التحالف الدولي” وقوى الأمن الداخلي “الأسايش” في المنطقة، حيث فككت قوات “التحالف الدولي” العبوة وأبطلت مفعولها عقب حادثة استهداف العنصر.
وفي 15 أيلول، قُتل 4 عناصر من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، بينهم “أمير”، في عملية إنزال جوي نفذتها قوات “التحالف الدولي” في محيط مدينة الرقة، ووفقا للمعلومات التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أفراد الخلية انطلقوا من ريف دير الزور واستقروا في الرقة، فيما كانوا تحت أنظار قوات “التحالف الدولي” التي تراقب تحركاتهم.
وفي سياق آخر، تأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، من اغتيال المدعو “أبو عبد الرحمن المكي” سعودي الجنسية من الجزيرة العربية، وهو قيادي سابق في تنظيم جهادي، وشرعي لدى تنظيمات جهادية، إثر ضربة جوية من مسيّرة يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي استهدفته وهو يقود دراجته النارية بتاريخ 23 آب، على الطريق الواصل بين بلدتي إحسم والبارة بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، حيث أدت الضربة إلى مقتله وبتر قدميه، ويشار بأنه كان معتقلاً في سجون “هيئة تحرير الشام” خلال الفترة السابقة.
أيلول.. شهر آخر بلا شفافية
على الرغم من جهود ومناشدات المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين. وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019.
ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته لكافة الأطراف المسؤولة لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة التي شارك فيها التحالف الدولي في الحرب ضمن الأراضي السورية.
إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سورية، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.
كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ”النظام” أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار أكثر من 13 سنة، ويحذر “المرصد السوري” من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.