خلال الشهر 79 من عمليات التحالف الدولي: تراجع في الحملات الأمنية مع قسد.. و70 شاحنة تدخل شمال شرق البلاد في إطار التعزيزات المتواصلة

67

يواصل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته في سورية للشهر الـ 79 على التوالي، حيث تتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة “قسد”، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب ورصد جميع عمليات وتحركات التحالف الدولي خلال الشهر الفائت.

تراجع في التعزيزات والحملات الأمنية..

واصل التحالف الدولي إرسال التعزيزات نحو قواعده ضمن منطقة شمال شرق سورية، إلا أن الشهر الفائت شهد تراجعاً في التعزيزات قياساً بالأشهر الفائتة من العام الجديد، ورصد المرصد السوري خلال الشهر الفائت، دخول 70 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على 3 دفعات إلى قواعد التحالف الدولي في شمال شرق سورية، الأولى دخلت بتاريخ 24 آذار الفائت، والثانية بتاريخ الأول من نيسان، والثالثة بتاريخ الرابع عشر من الشهر الجاري.

في حين أجرت قوات التحالف الدولي دوريات منفردة بمناطق متفرقة من شمال شرق البلاد، تركزت بمجملها في ريف الحسكة قرب وعند الحدود مع تركيا.

وعلى غرار التعزيزات، شهد الشهر الفائت تراجعاً بالحملات الأمنية التي شاركت فيها قوات التحالف عسكرياً أو لوجستياً إلى جانب قسد قياساً بالأشهر الثلاثة الفائتة من العام الجديد، حيث أحصى المرصد السوري مشاركة التحالف الدولي في 3 عمليات “أمنية” مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية ضمن دير الزور والحسكة، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 13 شخص في الحوايج ووادي العجيج ومناطق أخرى بالمنطقة، معظمهم من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” والبقية جرى اعتقالهم بتهم الانتماء للتنظيم.

وفي 20 نيسان، انفجرت عبوة ناسفة قرب حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، تزامنًا مع مرور رتل شاحنات تحمل مساعدات لوجستية لـ”التحالف الدولي” وسيارات عسكرية لـ”قسد”، ما أدى إلى تضرر إحدى السيارات المرافقة للرتل.

بينما شهد 15 نيسان الجاري، استهداف جوي من قبل طائرة مسيرة يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، استهدفت آلية تابعة لإحدى الفصائل العسكرية العاملة في المنطقة، وذلك غرب مدينة إدلب، ما أدى لأضرار مادية، دون معلومات عن الخسائر البشرية حتى اللحظة، كما لم ترد معلومات عن هوية المستهدفين.

المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”.. تجاهل مستمر دون حل في الأفق

رغم انقضاء 25 شهراً على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الشهر الماضي، فإن الصمت يتواصل من قبل التحالف وقوات سوريا الديمقراطية حول قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” دون تقديمها أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين وعن نتائج التحقيق مع آلاف العناصر من التنظيم ممن اعتقلتهم قسد والتحالف شرق الفرات، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبد الله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.

وعلى عكس ما أعلن عنه التحالف الدولي بهزيمة التنظيم في مثل هذه الأيام من شهر آذار/مارس 2019، فإن المرصد السوري أشار مراراً وتكراراً إلى أن تنظيم “الدولة الإسلامية” انتهى تواجده كقوة مسيطرة على الأراضي لكن لم يهزم ومازال يقوم بنشاط كبير جداً على مناطق شاسعة من التراب السوري، ويتحدث المرصد السوري بشكل يومي عن عمليات للتنظيم عبر خلاياه ضمن مناطق تواجد التحالف شمال شرق البلاد، ويؤكد المرصد السوري أن تنظيم “الدولة الإسلامية” يتواجد بقوة كبيرة ويواصل نشاطه الكبير والمتصاعد منذ منتصف شهر تموز 2018 وحتى يومنا هذا.

ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري فإن عدد المقاتلين والمدنيين والعاملين في المجال النفطي والمسؤولين في جهات خدمية، ممن اغتيلوا منذ شهر تموز/يونيو 2018 وحتى يومنا هذا، ضمن 4 محافظات، هي: حلب ودير الزور والرقة والحسكة، بالإضافة إلى منطقة “منبج” في شمال شرق محافظة حلب والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، بلغ 733 شخصاً.

ورصد “المرصد السوري” اغتيال خلايا مسلحة لـ 258 مدنياً، من بينهم 18 طفل و 13 مواطنة في ريف دير الزور الشرقي وريف الحسكة ومدينة الرقة وريفها ومنطقة منبج، إضافة لاغتيال 471 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية بينهم قادة محليين في المناطق ذاتها، فيما قضى 4 من عناصر التحالف الدولي. كما أحصى “المرصد السوري” سقوط مئات الجرحى جراء عمليات الاغتيال تلك.

نيسان/أبريل 2021.. شهر آخر بلا شفافية

على الرغم من جهود ومناشدات المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين. وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019.

ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته لكافة الأطراف المسؤولة لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة التي شارك فيها التحالف الدولي في الأزمة السورية، والتي تخطت خمس سنوات كاملة.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سوريا، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.

وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019. ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. كذلك، يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه كان بالإمكان تجنب ويلات التدخل العسكري التركي على المدنيين، لو أن الرئيس الأمريكي مارس ضغوطه على نظيره التركي للامتناع عن التسبب في أزمة إنسانية جديدة وتشريد الآلاف وقتل وإصابة المئات.

كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ”النظام” أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار تسع أعوام من الأزمة، ويحذر “المرصد السوري” من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.