خلال حوالي 73 أسبوعاً…قوات النظام بدعم روسي وإيراني كامل تستعيد أكثر من 80 ألف كلم مربع وتحول نفسها من الخاسر إلى الرابح الأكبر
حوالي 510 أيام متتالية، نحو 73 أسبوعاً متلاحقاً، فيما يقرب من عام و5 أشهر، جرى خلالها تحول جذري في نفوذ القوى المتصارعة على الأرض السورية، تحوَّل خلالها الأضعف إلى الأقوى، وصاحب السيطرة الأصغر من حيث الجغرافيا، إلى المتربِّع على نفوذ واسع يعادل أضعاف مساحة سيطرته قبل بدء هجماته، فقوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية والمسنودة بشكل رئيسي من القوات الروسية، مع حلول العام 2017، كانت تعيش حالاتها الأضعف، رغم مرور نحو 13 شهراً على تدخل روسيا جواً وبراً في العملية العسكرية على الأراضي السورية بشكل مباشر، إلا أنه لحين مطلع العام 2017، كانت قوات النظام هي الطرف الضعيف، ولا تحكم سيطرتها سوى على نحو 31500 من مساحة الجغرافية السورية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد حينها سيطرة قوات النظام وحلفائها من الجنسيات السورية وغير السورية، على مساحة 31419 كل مربع بنسبة 17% من مساحة الأرض السورية، بينما كانت فصائل المعارضة السورية تسيطر على 23053 كلم مربع بنسبة 12.4% من سوريا، وقسم نفوذ الفصائل إلى قسمين إذ كانت تسيطر الفصائل على مساحة 20828 كلم من مساحة الأرض السورية، فيما تسيطر فصائل “درع الفرات” على مساحة 2225 كلم مربع
العملية العسكرية التي بدأتها قوات النظام في مطلع العام 2017، بهجوم متزامن في ريفي حلب الشرقي والشمالي ومنطقة تدمر بشرق حمص، والعمليات العسكرية اللاحقة لقوات النظام وحلفائها بدعم وإسناد روسي كامل ومشاركة القوى الأخرى المتحالفة معها من الحرس الثوري الإيراني ولواء فاطميون الأفغاني والحركات والفصائل العراقية وحزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية ومسلحين سوريين موالين للنظام، حققت للنظام تقدماً واسعاً في الأراضي السورية، بحيث استعادت قوات النظام أكثر من 80041 كيلومتر مربع منذ مطلع العام 2017، تاريخ بدء قوات النظام عمليتها العسكرية، لتوسع قوات النظام سيطرتها لحوالي 111460 كلم مربع من الأراضي السورية، وحققت قوات النظام هذا التقدم على حساب جهتين رئيسيتين أولاهما تنظيم “الدولة الإسلامية”، وثانيهما فصائل المعارضة السورية المقاتلة والإسلامية، في حين أن الفصائل رغم كسبها لمساحات جديدة لم تكن متواجدة ضمن نطاق سيطرتها في الداخل السوري، إلا أنها خسرت الكثير من سيطرتها، فعلى الرغم من التقدم الواسع للفصائل بدعم وقيادة من القوات التركية، وسيطرتها على منطقة عفرين بالكامل، وسيطرة فصائل معارضة سورية مدعمة بالتحالف الدولي على منطقة التنف الحدودية مع العراق، إلا أنها خسرت وجودها الكامل في العاصمة دمشق وفي معظم ريف دمشق باستثناء منطقة التنف وفي محافظة السويداء وحمص والقطاع الجنوبي من ريف حماة، مع خسارة جزء من شرق إدلب وجنوب شرقها، لتخسر الفصائل بالمجمل آلاف الكيلومترات المربعة، وتتراجع نسبة سيطرتها لنحو 18703 كلم مربع من مساحة الأراضي السورية، ويتوزع المجموع العام لنفوذ الفصائل، على 3 أقسام:: الأول هم الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام التي تسيطر على 11465 كلم مربع، في حين تسيطر فصائل عملية “درع الفرات” والقوات التركية على مساحة أكثر من 3695 كيلومتر مربع، فيما تسيطر الفصائل المدعومة أمريكياً وغربياً في البادية السورية، على مساحة نحو 3540 كيلومتر مربع من الجغرافية السورية.
هذا التقدم الواسع مكَّن قوات النظام بدعم روسي كامل، من استعادة محافظة دمشق ومحافظة السويداء بشكل كامل، وإنهاء وجود الفصائل المعارضة في محافظة حمص وفي ريف حماة الجنوبي، وفي كامل محافظة ريف دمشق باستثناء منطقة التنف ومحيطها، وفي توسعة سيطرتها داخل محافظة إدلب، فيما تسبب القتل المستمر في استشهاد ومصرع ومقتل وإصابة عشرات آلاف الأشخاص على الأرض السورية منذ مطلع العام 2017 وحتى شهر أيار الجاري من العام 2018، إذ تابع المرصد السوري لحقوق الإنسان السقوط المستمر للخسائر البشرية، ووثقها تباعاً، حيث بلغ 43572 عدد الشهداء والقتلى والصرعى منذ الأول من كانون الثاني / يناير 2017، وحتى اليوم الـ 22 من أيار / مايو الجاري من العام 2018، وتوزعت الخسائر البشرية على الشكل التالي::
الشهداء المدنيون السوريون:: 14460، من بينهم 3070 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و2090 مواطنة فوق سن الثامنة عشر.
في حين بلغ عدد المقاتلين السوريين في صفوف الفصائل المقاتلة والإسلامية وقوات سوريا الديمقراطية وفصائل وحركات وتنظيمات أخرى:: 9173
كذلك وصل عدد المنشقين عن قوات النظام إلى:: 12
كما بلغ عدد القتلى من قوات نظام بشار الأسد:: 3887
فيما وثق المرصد من قوات الدفاع الوطني والمسلحين السوريين الموالين للنظام:: 5618
بينما وثق المرصد من مقاتلي الفصائل الإسلامية وجبهة فتح الشام “جبهة النصرة سابقاً” وتنظيم “الدولة الإسلامية” والحزب الإسلامي التركستاني وتنظيم جند الأقصى وتنظيم جند الشام والحركات الإسلامية من جنسيات سورية وغير سورية:: 8415
في حين بلغ قتلى حزب الله اللبناني:: 257
فيما بلغ عدد قتلى المسلحين الغير سوريين الموالين للنظام والمسلحين من الطائفة الشيعية:: 1516
مجهولو الهوية موثقون بالأشرطة والصور:: 234
المجموع العام للشهداء المدنيين 14460 توزع على أقسام مفصلة تتبع لطريقة القتل التي أزهقت أرواح المدنيين السوريين لتكون على الشكل التالي::
الخسائر البشرية في غارات طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية بلغت 2932 شهيد مدني هم:: 1693 رجلاً و756 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و483 مواطنة فوق سن الـ 18.
الخسائر البشرية في الضربات الصاروخية والجوية الروسية بلغت 3179 شهيد مدني هم:: 1970 رجل وشاب، و721 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و488 مواطنة فوق سن الـ 18
الخسائر البشرية بقصف القوات التركية وطائراتها وصلت إلى 584 شهيد مدني هم:: 395 رجلاً وشاباً، و113 طفلاً دون سن الثامنة عشر و76 مواطنة فوق سن الـ 18.
الخسائر البشرية على يد قوات نظام بشار الأسد والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية بلغت 2359 شهيد مدني هم::1639 رجل وشاب، و467 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و253 مواطنة فوق سن الـ 18.
الخسائر البشرية في معتقلات النظام وسجونه بلغت 132 شهيد مدني هم:: 132 رجلاً وشاباً
الخسائر البشرية على يد الفصائل المعارضة وصلت إلى 692 شهيد مدني هم:: 431 رجلاً و150 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و111 مواطنة فوق سن الـ 18.
المجتمع الدولي أغمض عينيه وصم أذنيه عن هذا القتل، الذي أودى بحياة آلاف المدنيين السوريين، وتركت اليد الروسية ويد النظام مطلقتان على كامل الجغرافية السورية، متسببة بقتل المزيد من المواطنين المدنيين، وليعقدوا صفقات التهجير والتغيير الديموغرافي، دون أن يحرك العالم ساكناً، ففي الوقت الذي كان على العالم والمجتمع الدولي والأطراف الفاعلة، التحرك لإنهاء الموت والقتل والتدمير والتشريد على الأرض السورية، حتى يجد أبناء هذا الشعب متسعاً من الحياة، ليتمكنوا من إعادة إعمار وبناء بلادهم، والعودة إلى مساكنهم أو لبقايا الدمار في قراهم وبلداتهم ومدنهم، وجدنا العالم يسد أذنيه ولا يزال عن صرخات المهجرين والنازحين والمبعدين عنوة بصفقات تغيير ديموغرافي، ويتعامى عن القتل والتهجير الجاري، فاليوم لا ذرائع أو مبررات تقف أمام المحاكم الدولية لإظهار الحقيقة، ولا مبررات لها للتمنّع في محاسبة المجرمين ومعاقبة القتلة والآثمين بحق أبناء الشعب السوري، إلا إذا كان المسؤولون عن تطبيق العدالة، يتهربون من تطبيقها، لأننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان سنبقى نطالب الأطراف الدولية والمجتمع الدولي في التحرك لإحالة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا لمحكمة الجنايات الدولية أو المحاكم الدولية المختصة حتى ينال القتلة ومحرضوهم وآمروهم عقابهم، وليتوقف القتل ويتمكن أبناء الشعب السوري من الوصول إلى الدولة التي ينشدونها، دولة تسود قيم الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية، وتضمن لكافة مكوناتها حقوقهم.
إن المجتمع الدولي وعدالته، لو كانا موجودين منذ البداية، ولو أنهما جادين، لعملا على مساعدة أبناء الشعب السوري في الوصول إلى ما يصبو إليه، في الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة، فالشعب السوري لم يكن يطالب بالكثير، بل كان يطالب بكرامته، فإذا بالمجتمع الدولي يحول ثورة ذات قيم سامية، إلى حرب بين المجتمع الدولي وتنظيمات متطرفة، وسهل لها أن تنتشر بهذا الحجم، حتى تقضي على كل أحلام الشعب السوري، كذلك وصل الأمر ببعض المسؤولين عن الحل في سوريا، ليصمتوا أو يباركوا التهجير الحاصل في سوريا، تحت عنوان “الحل والمصالحات والهدن”، وما هذا إلا بمثابة مشاركة من هؤلاء بالجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا، كما أننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعلى الرغم من التهديدات التي تلقيناها، من كافة الأطراف في سوريا، ومن قبل أطراف مشاركة في قتل أبناء الشعب السوري، لم ولن نتوقف عما بدأنا به، من رصد وتوثيق ونشر لكافة الانتهاكات بحق أبناء الشعب السوري والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب المرتكبة والتي لا تزال ترتكب في سوريا، حتى لو كلفنا الأمر حياتنا
رابط الدقة العالية لخريطة توزع نفوذ القوى المتصارعة على الأرض السورية في مطلع العام 2017
http://www.mediafire.com/convkey/618b/zfwwwkayatim93azg.jpg
رابط الدقة العالية لخريطة توزع نفوذ القوى المتصارعة على الأرض السورية في 23 أيار من العام 2018