خلال شهر من التصعيد التركي.. نزوح نحو 7000 شخص من عين عيسى وريفها وسط مخاوف من عملية عسكرية تلوح بالأفق

114

تعمد القوات التركية برفقة الفصائل الموالية لها إلى تصعيد عملياتها العسكرية على ناحية عين عيسى وقرى واقعة بمحيطها والتي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية ويتواجد فيها نقاط ومواقع لقوات النظام، منذ شهر وأكثر، حيث تقوم بقصف صاروخي مكثف بشكل شبه يومي، بالإضافة لعمليات تسلل تقوم بها الفصائل، وتتركز عمليات القصف التركي على كل من بلدة عين عيسى ومحيطها وأطرافها وقرى سلوم وصيدا ومعلق ودبس وكوبرلك الخالدية وهوشان وكور حسن على واستراحة الصقر على طريق “m4” الدولي.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد نزوح أكثر من 7000 مدني من المنطقة خلال الشهر الفائت على خلفية التصعيد التركي الكبير وخوفاً من عملية عسكرية قد تشنها القوات التركية والفصائل الموالية لها، حيث يقدر تعداد سكان عين عيسى بنحو 11 ألف نسمة، نزح منهم خلال الشهر الفائت 4500 شخص، غالبيتهم نحو مدينة الرقة، بينما يقدر تعداد سكان القرى التي تتعرض لقصف والمذكورة أعلاه بنحو 5000 نسمة، أجبر 2500 منهم على النزوح خلال الفترة ذاتها.

ويأتي التصعيد التركي على مرأى من القوات الروسية التي تتواجد في عين عيسى ولها قاعدة عسكرية هناك، إلا أنها تكتفي بالصمت إيذاء الاعتداءات التركية المتصاعدة، وهو ما دفع المواطنين للخروج بمظاهرتين اثنتين منذ بدء التصعيد خلال الأيام الأولى من شهر تشرين الثاني الفائت، وذلك تنديداً بالصمت الروسي، المظاهرة الاولى كانت في 18 الشهر الفائت، حيث نظم الأهالي وقفة احتجاجية، عند القاعدة الروسية في عين عيسى، بينما الثانية كانت بتاريخ 25 تشرين الثاني.

كما أن القوات التركية لم تكتفي بالتصعيد العسكري، بل عمدت بتاريخ 19 الشهر الفائت، إلى إنشاء قاعدة عسكرية تابعة لها في قرية طماميح بريف عين عيسى، وذلك على بعد نحو 2 كلم من ناحية عين عيسى حيث بدأت بجلب معدات لوجستية ومعدات بناء لإنشاء القاعدة، وهو ما زاد من مخاوف سكان وأهالي المنطقة.

وعلى خلفية التطورات الأخيرة في المنطقة، اجتمع ضابط روسي وضباط من قوات النظام بقياديين من قوات سوريا الديمقراطية في القاعدة الروسية بمنطقة عين عيسى شمالي الرقة، وذلك في الثاني من شهر كانون الأول الجاري، ووفقا لمصادر المرصد السوري، عمدت القوات الروسية إلى وضع كاميرات “حرارية” فوق قاعدة عين عيسى عقب انتهاء الاجتماع.

يذكر أن أهمية عين عيسى تكمن بكونها تمتلك عقدة مواصلات مهمة، تربط بين محافظتي حلب والحسكة من خلال الطريق الدولية الـ”M4″ الذي يمر من منتصفها، كما أنها تتميز بطرق محلية تربطها بمدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا ومدينة الرقة.
وهو ما يبرر استماتة “قسد” للاحتفاظ بها، إضافة إلى أن “الإدارة الذاتية” أسست في عين عيسى عدد كبير من المؤسسات المدنية والمجالس التابعة لها فيها، وذلك بعد قيام قوات “التحالف الدولي” بتأسيس قاعدة عسكرية له في عام 2016، يذكر أن “قسد” بسطت سيطرتها على عين عيسى، في منتصف عام 2015، بدعم من “التحالف الدولي” بعد معارك ضارية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتعتبر “عين عيسى” عاصمة “الإدارة الذاتية” لمناطق شمالي شرقي سوريا، على اعتبارها تضم معسكرات تدريب ومراكز قيادية مهمة لقوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية، وتعتبر أيضا خط الدفاع الأول عن عين العرب “كوباني” ومنبج ومدينة الرقة، كونها تقع على امتداد شبكة طرق مهمة، وتمتلك عقدة المواصلات التي تربط مناطق عين العرب وتل أبيض وصولاً لمنبج في ريف حلب.

 

رابط اليوتيوب: https://youtu.be/8HgfJr6jQJU