خلال 20 يوماً: مقتل واستشهاد 1133 شخص.. ونحو 400 ألف مدني أجبروا على النزوح نحو المجهول.. وقوات النظام تسيطر على 93 منطقة بدعم روسي كامل

21

أكمل التصعيد الجديد في العمليات العسكرية للنظام السوري و”الضامن” الروسي يومه الـ 20 على التوالي في كل من إدلب وحلب ضمن ما يعرف بمنطقة “بوتين – أردوغان”، المرصد السوري لحقوق الإنسان واكب ورصد بدوره التطورات الكبيرة التي شهدتها المنطقة من قتل وتهجير وتدمير وتبدلات في خريطة السيطرة، حيث رصد المرصد السوري خلال الفترة الممتدة من صباح الأربعاء الـ 15 من شهر يناير/كانون الثاني الفائت، وحتى مساء أمس الـ 4 من شهر فبراير/شباط الجاري، نزوح نحو 400 ألف مدني سوري من عشرات المدن والبلدات والقرى ضمن ريفي حلب الغربي والجنوبي، وأرياف إدلب الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية بالإضافة لمدينة إدلب وذلك في إطار سياسة التهجير التي تتبعها روسيا والنظام السوري والمتمثلة بتصعيد القصف الجوي لإجبار المدنيين على النزوح لقضم مزيد من المناطق وانتزاع السيطرة عليها، ومع اتساع رقعة النزوح تتفاقم الكارثة الإنسانية للمدنيين السوريين دون أي ردة فعل من قبل المجتمع الدولي ولا “الضامن” التركي الذي يتحدث إعلامياً فقط، والمعضلة باتت إلى أين سيتوجه المواطنون في حال تقدمت قوات النظام أكثر إلى مدينة إدلب، التي تعد أكبر تجمع سكني ضمن منطقة واحدة في الشمال السوري، إذ يقدر عدد المتواجدين بها بين الـ 700 ألف والمليون شخص.

ويتوجه النازحون إلى مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في الريف الحلبي، بالإضافة إلى ريف إدلب الشمالي الغربي بالقرب من الحدود السورية مع لواء إسكندرون، ومنهم من يحاول الدخول خلسة إلى الأراضي التركية بعد دفع أموال طائلة للمهربين، في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية سواء في المخيمات أو بلدات وقرى ريفي إدلب الشمالي والشمالي الغربي، دون أي ردة فعل من قبل المجتمع الدولي لما تقترفه روسيا والنظام السوري بحق المدنيين هناك وما يعايشه المدني السوري سواء في المخيمات أو في رحلة بحثه عن مكان أمن جديد في ظل الغلاء الجنوني وجشع تجار الحروب، أما “الضامن” التركي فيكتفي بالتضامن الإعلامي في الوقت الذي يواصل حرس حدوده استهداف وقتل السوريين الذين يحاولون الدخول خلسة إلى الأراضي التركية.

فيما وثق المرصد السوري خلال الأيام الـ 20 الفائتة خسائر بشرية فادحة في صفوف المدنيين والعسكريين على خلفية القصف الهستيري براً وجواً والاستهدافات والتفجيرات والمعارك العنيفة في كل من إدلب وحلب، حيث استشهد وقتل وقضى 1118 شخصا، وهم: 135 مدنيا بينهم 47 طفلا و29 مواطنة ممن قتلتهم طائرات النظام و”الضامن” الروسي، بالإضافة لضحايا القصف والاستهدافات البرية، وهم: 94 بينهم 37 طفلا و19 مواطنة في القصف الجوي الروسي على ريفي إدلب وحلب، و3 بينهم مواطنة استشهدوا في البراميل المتفجرة من قبل الطائرات المروحية، و17 بينهم 8 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في استهداف طائرات النظام الحربية، كما استشهد 4 أشخاص في قصف بري نفذته قوات النظام، و17 مدنياً بينهم طفلين اثنين و5 مواطنات في قصف الفصائل على مناطق سيطرة قوات النظام بمدينة حلب،

كذلك قتل في الفترة ذاتها 522 مقاتلا على الأقل جراء ضربات الروس والنظام الجوية والبرية وخلال اشتباكات معها، بينهم 395 من الجهاديين، بالإضافة إلى مقتل 476 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم 10 من جنسيات غير سورية في استهدافات وقصف وتفجيرات واشتباكات مع المجموعات الجهادية والفصائل.

وفي الـ 24 من شهر يناير الفائت، بدأت قوات النظام عملية عسكرية واسعة في ريفي إدلب وحلب بإشراف غرفة عمليات روسية وتمكنت منذ انطلاق العملية وحتى اللحظة بالسيطرة على 93 منطقة وذلك بإسناد جوي وبري هستيري عبر آلاف الغارات الجوية والبراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية والمدفعية، ففي محافظة إدلب سيطرت على 84 منطقة هي: (تلمنس ومعرشمشة والدير الشرقي والدير الغربي ومعرشمارين ومعراتة والغدفة ومعرشورين والزعلانة والدانا وتل الشيخ والصوامع وخربة مزين ومعصران وبسيدا وتقانة وبابولين وكفرباسين ومعرحطاط والحامدية ودار السلام والصالحية وكفروما ومدينة معرة النعمان ووادي الضيف وحنتوتين والجرادة والرويحة والقاهرية وعين حلبان وتل الدبس وخان السبل ومعردبسي والهرتمية وقمحانة وأبو جريف وتل خطرة وتل مصطيف والكنائس وكرسيان وحيش وكفرمزدة وجبالا وموقا والعامودية وأرمنايا وكفربطيخ وداديخ ولوف وأنقراتي وجوباس وسنان وزكار وترنبة والنيرب ومرديخ وتل مرديخ وكدور ورويحة والكتيبة المهجورة والبليصة والواسطة وكويرس وتل الآغر والمشيرفة وطويل الحليب والراقم وجديدة الخطرة، وباريسا والحمامات وتل السلطان وأم شرشوح والخشاخيش وتل إبراهيم وجبل الطويل والشيخ إدريس وبجعاص والريان وتل الرمان ومسعدة ورأس العين وشوحة وكفرعميم وتل ريحان)

أما في حلب سيطرت على 9 مناطق على الأقل هي: (خان طومان ومستودعات خان طومان والخالدية ورجم وتلول حزمر وخربة خرص وتل الزيتون والراشدين الخامسة ومعراتا) بالإضافة لمواقع ونقاط وتلال أخرى بريفي حلب الغربي والجنوبي. عملية السيطرة تلك جاءت على الرغم من التحركات التركية المكثفة في الآونة الأخيرة وانتشار قواتها ضمن مناطق جديدة.