خلال 4 أيام بعد إجلائه من جنوب دمشق…تنظيم “الدولة الإسلامية” يقتل 65 على الأقل من قوات النظام وحلفائها ويصيب ويأسر العشرات

18

لم يكد يصل تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى البادية السورية، بعد إجلائه من جنوب العاصمة دمشق، في الأسبوع الأخير، حتى بدأ هجمات انتقامية من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال 4 أيام متتالية تنفيذ تنظيم “الدولة الإسلامية” عدة هجمات استهدفت قوات النظام وحلفائها من السوريين وغير السوريين في بادية حمص الشرقية، وفي بادية دير الزور الجنوبية الشرقية، والواقعة في غرب نهر الفرات، حيث يعمد التنظيم في كل مرة لاستهداف قوات النظام وحلفائها، لإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية والمادية، وخلخلة تمركزاتها وإنهاكها، بغية تشتيت قوات النظام التي تسيطر منذ أشهر على المنطقة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق مقتل العشرات من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، حيث قتل ما لا يقل عن 65 من عناصرها، خلال مواجهات واشتباكات ترافقت مع تفجير عناصر من التنظيم لأنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة، في مواقع القتال، بالإضافة لأسر وإصابة العشرات من عناصرها، كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 18 على الأقل من عناصر التنظيم خلال هذه الهجمات التي نفذها بشكل مباغت، في ريفي حمص ودير الزور الشرقيين.

كما نشر المرصد السوري أمس الجمعة الـ 25 من أيار / مايو الجاري، أنه ارتفع إلى 980 عدد القتلى الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان من الطرفين، في محافظات دمشق ودير الزور وحمص إذ وثق المرصد السوري ارتفاع أعداد قتلى النظام إلى 596 على الأقل ممن قتلوا خلال شهرين من المعارك في بادية البوكمال وريف دير الزور وجنوب العاصمة دمشق وأطراف شرق حمص، ونحو ثلثيهم قتلوا في جنوب العاصمة دمشق، كذلك ارتفع إلى 384 على الأقل عدد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين قتلوا في المعارك ذاتها، منذ انتعاش التنظيم في الـ 13 من شهر آذار / مارس الفائت، كما أصيب العشرات من الطرفين، بعضهم لا تزال جراحهم خطرة، إضافة لوجود مفقودين وأسرى من الطرفين.

في حين يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد منذ الـ 13 من آذار / مارس من العام الجاري 2018، بدء تنظيم “الدولة الإسلامية” لهجماته، والتي استهلها بهجوم في العاصمة دمشق، مكنه من التوسع في حي القدم بالقسم الجنوبي من العاصمة قبل أن يعاوده خسارته الكاملة للحي، تبعته هجمات استهدفت المحطة الثانية التي سيطر عليها التنظيم كذلك في جنوب البوكمال وهجمات أخرى في منطقة حميمة وبوادي البوليل والقورية الميادين، وسط استهدافات لمواقع تابعة لقوات النظام وحلفائها، في غرب نهر الفرات، ضمن بادية دير الزور الشرقية والجنوبية الشرقية، حيث أن هذه الهجمات المتتالية أوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفي صفوف عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، أيضاً فإن هذا الهجوم العنيف من قبل التنظيم جاء بعد أسابيع من انحسار سيطرته في الضفة الشرقية لنهر الفرات، ضمن بلدات أبو الحسن، الشعفة، السوسة، الباغوز، البوبدران وضواحيهم، عقب انتهاء وجود بشكل كامل في ضفة الفرات الغربية، وتمكن قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على معظم شرق الفرات باستثناء الجيب آنف الذكر، حيث أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أن التنظيم عمد في الفترة السابقة إلى إعادة ترتيب صفوف عناصره المتبقين لتنفيذ محاولة توسع في السيطرة على حساب خصومه في مختلف المناطق التي يتواجد فيها.