داريا تشهد استمرار عملية التحضير لتهجير أبناء المدينة بإشراف جهات أممية
علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اللجنة التي دخلت مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية، لا تزال تقوم بالتحضيرات ومطابقة الجداول وتسجيل أسماء المقاتلين في قوائم، وأسماء المدنيين في قوائم أخرى منفصلة، بالتزامن مع بدء الجرافات بفتح ممرين من منطقة شارع الباسل ومنطقة الكورنيش في المدينة، تحضيراً لتهجير آلاف المدنيين من مدينتهم عبر نقلهم إلى الكسوة وقدسيا ومراكز إيواء أخرى موزعة بريف دمشق، كما سيتم تهجير مئات المقاتلين ويقدر عددهم بنحو 700 إلى ريف إدلب مع من يرغب منهم باصطحاب عائلته معه، فيما لم ترد معلومات حتى الآن عن حسم طريق التوجه إلى إدلب، حيث أكدت مصادر متقاطعة أن هناك وجهتان الأولى من داريا إلى حماة إلى قلعة المضيق ومن ثم ريف إدلب، والثانية من داريا إلى لبنان ومن ثم إلى تركيا والدخول بعدها إلى إدلب، حيث من المنتظر في أية لحظة أن تبدأ الحافلات التي وصلت مع سيارات إسعاف لنقل المرضى والجرحى والمواطنين، أن تبدا بتهجيرهم من المدينة بوساطة أممية وجهات أخرى اكدت المصادر أن من بينها فريق روسي، وسيجري الاتفاق على مدار 4 أيام بدءأ من اليوم.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أن أنه من المنتظر أن يتم البدء صباح اليوم تنفيذ خطوات اتفاق داريا، الذي يقضي بتهجير آلاف المدنيين إلى قدسيا والكسوة، ومراكز إيواء أخرى بريف دمشق، على أن يتم لاحقاً تهجير مئات المقاتلين والذين يقدر عددهم بنحو 700 مقاتل، حيث يسمح لمن أراد من المقاتلين باصطحاب عائلته معه، خلال تهجير المقاتلين إلى محافظة إدلب، في حين وصلت آليات وجرافات لفتح طرق وممرات من أجل دخول الحافلات وسيارات الإسعاف إلى مدينة داريا الخارجة عن سيطرة النظام منذ نحو 4 سنوات، والتي شهدت منذ الثامن من حزيران / يونيو من العام الجاري قصفاً يومياً بالقذائف وبالصواريخ التي يعتقد أنها من نوع ارض أرض والبراميل المتفجرة.
فيما نشر المرصد أمس أن الاتفاق جرى بين الفصائل العاملة في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية من طرف، وسلطات نظام بشار الأسد من طرف آخر، بوساطة جهة غير معروفة إلى الآن، وينص الاتفاق على تسليم المقاتلين لأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة، وبقاء من يريد “تسوية وضعه” لدى النظام، إضافة لبقاء آلاف المدنيين، وعدم التعرض لهم، وتقديم المساعدات إليهم و”تسوية أوضاعهم”، والسماح باصطحاب المقاتلين لعوائلهم إن رغبوا، فيما لم يتم التوصل إلى اتفاق حول وجهة نقل المقاتلين، لعدم وجود موافقة جماعية من قبل الفصائل العاملة في المدينة على التوجه نحو محافظة إدلب.
كما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر ظهر أمس أن وساطة تجري بين سلطات النظام من جهة، والفصائل العاملة في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية من جهة أخرى، حول هدنة في مدينة داريا، الخارجة عن سيطرة قوات النظام منذ العام 2012، والتي تتعرض لقصف يومي منذ الثامن من حزيران / يونيو من العام الجاري 2016، من قبل قوات النظام والطائرات المروحية، في محاولة لإبعاد المقاتلين عن مطار المزة العسكري، حيث تمكنت قوات النظام العام قبل الفائت بتحييد معضمية الشام عبر مصالحة مع مقاتلي المدينة، كما تمكنت قوات النظام قبل أشهر من فصل داريا عن معضمية الشام وإطباق الحصار على المدينة.
واعتبر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اتفاق داريا، تخاذلاً من الأمم المتحدة مع نظام بشار الأسد، عبر فرض سياسة حصار المدن وتجويعها، مثلما كان عليه الحال في حمص القديمة منذ نحو عامين من الآن.