داعش يسيطر على أحد أكبر مناجم الفوسفات في سوريا
سعت الادارة الامريكية الى التهدئة وذلك بعد رفض بغداد اتهامات وزير الدفاع الامريكي الذي قال الاحد ان الجيش العراقي لم “يبد ارادة للقتال” في الرمادي فيما انتقد الجنرال الايراني قاسم سليماني واشنطن لانها “لم تفعل شيئا” لانقاذ المدينة التي سقطت قبل اسبوع بأيدي تنظيم الدولة الاسلامية.
وفي سوريا استمر القتال حول مدينة تدمر الاثرية في محافظة حمص وسط البلاد وحيث اعدم تنظيم الدولة الاسلامية اكثر من 200 جندي ومدني، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتعليقا على تصريحات وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مقابلة مع هيئة بي بي سي “انا مندهش من قوله ذلك… اعني انه كان داعما للعراق بقوة (…) انا متأكد انه زود بمعلومات خاطئة”.
واعتبر كارتر الاحد إن سقوط الرمادي في 17 مايو/ ايار هي اسوأ هزيمة منيت بها القوات العراقية منذ قرابة سنة وكان من الممكن تجنبها.
وقال الوزير الامريكي في مقابلة مع شبكة (سي ان ان) “ما حصل على ما يبدو ان القوات العراقية لم تبد ارادة للقتال (…) لدينا مشكلة مع ارادة العراقيين في قتال تنظيم الدولة الاسلامية وفي الدفاع عن انفسهم”.
وسعى نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الاثنين الى انهاء الخلاف المحرج بين واشنطن وبغداد بسبب هذه التصريحات.
وقال البيت الابيض ان بايدن اتصل هاتفيا برئيس الوزراء العراقي، مضيفا انه “اقر بالتضحيات الكبيرة للجيش العراقي وبشجاعته خلال الاشهر ال18 الماضية في الرمادي وغيرها من المناطق”.
وقال البيت الابيض ان اتصال بايدن هدف الى تخفيف تصريحات كارتر و”تجديد التاكيد على الدعم الاميركي لقتال الحكومة العراقية” ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وتعد واشنطن من ابرز شركاء بغداد في الحرب لاستعادة الاراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية وهي تقود تحالفا دوليا يشن غارات جوية على مواقع التنظيم لاضعافه. لكن اكثر من ثلاثة الاف غارة لم تمنع التنظيم المتطرف من التوسع في الاراضي التي اعلن اقامة “خلافته” عليها.
ولكن الانتقاد الاكثر حدة جاء من الجنرال قاسم سليماني المسؤول الكبير في قوات حرس الثورة الاسلامية، والذي قال ان الولايات المتحدة “لم تفعل شيئا” لمساعدة الجيش العراقي للتصدي لتنظيم “الدولة الاسلامية” في الرمادي.
وقال الجنرال سليماني قائد فيلق القدس المكلف العمليات الخارجية في حرس الثورة في خطاب القاه الاحد في كرمان جنوب البلاد “السيد (باراك) اوباما، ما هي المسافة بين الرمادي وقاعدة الاسد التي تتمركز فيها الطائرات الامريكية؟ كيف يمكنكم ان تتمركزوا هناك بحجة حماية العراقيين وأن لا تفعلوا شيئا. هذا لا يعني سوى المشاركة في المؤامرة”.
وردا على تصريح كارتر، قال الجنرال سليماني ان الولايات المتحدة “ليست لديها ارادة لقتال داعش”. واكد ان التنظيم الذي يسيطر على مناطق نفطية في العراق وسوريا “يصدر نفطه من خلال الدول الاعضاء في التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن.
وقال الجنرال سليماني إن الحرب على التنظيم هي “مصلحة وطنية” وانه “ليس هناك سوى الجمهورية الاسلامية (الايرانية) في مواجهة هذه الظاهرة الخطرة”.
واثارت خسارة الرمادي تساؤلات حول جدوى الاستراتيجية المعتمدة من قبل بغداد وواشنطن كذلك، في مواجهة التنظيم الجهادي، لا سيما وان المدينة تقع على بعد نحو 100 كلم غرب بغداد وسقطت في 17 ايار/ مايو في ايدي التنظيم المتطرف رغم الغارات التي تشنها الطائرات الامريكية انطلاقا من قاعدة الاسد حيث يتمركز المئات من المستشارين العسكريين الامريكيين.
وقال المحلل السياسي احمد علي ان “تصريحات وزير الدفاع الاميركي مفاجئة ومن المحتمل انها ذات تأثير معنوي سلبي على قوات الامن العراقية”.
واضاف احمد علي وهو زميل في مركز التعليم من اجل السلام في العراق، ان “هناك امثلة متعددة على بسالة القوات العراقية ومنها صمودها في مصفاة بيجي التي صمدت فيها قوات النخبة لعدة اشهر ضد هجمات التنظيم”.
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي احمد الاسدي، ان “الارادة المفقودة التي تحدث عنها وزير الدفاع الامريكي، هي الارادة المكسورة التي اراد اعداء العراق زرعها في القوات العراقية”.
ووصف ضابط عراقي يعمل في قيادة عمليات الانبار تصريحات كارتر “بالاستفزازية للجيش العراقي والشعب العراقي لأنه يراد منها فقدان ثقة الشعب بالجيش من خلال ايصال رسالة للشعب بأن الجيش هو جيش طائفي ولا يستطيع قتال تنظيم داعش وتحرير مناطق العراق”.
ولم تجد الحكومة العراقية سوى اقرارها بالتقصير متعهدة بإجراء تحقيق حول اسباب الانسحاب من الرمادي ومعاقبة “المتخاذلين”.
والان وبعد عام من القتال، اضطر العبادي الى تغيير المسار من خلال دعوة قوات الحشد الشعبي للمشاركة في القتال وهي التي تريد واشنطن ابعادها عن معاقل السنة في الانبار.
وانتشرت قوات الحشد الشعبي التي تتألف بغالبيتها من فصائل شيعية في الانبار استعدادا لاستعادة الرمادي.
وقال العبادي في مقابلته مع البي بي سي “خسارتنا للرمادي جعلت قلبي ينزف، لكني استطيع ان اتعهد بان الرمادي سوف تستعاد خلال ايام”.
وبدأت القوات العراقية النظامية مدعومة بمقاتلي الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر السنية في الانبار باستعادة بعض المناطق شرق الرمادي خلال الايام القليلة الماضية.
وقال العبادي ان الهجوم المضاد الكبير سوف يبدأ في الانبار في غضون ايام.
وجسد الاستيلاء على الرمادي غرب بغداد، وتدمر في شرق سورية من جهة اخرى قبضة الجهاديين على قلب ما يسمونه “أرض خلافتهم”.
وفي سوريا، شن الطيران الحربي السوري 15 غارة جوية على الاقل على مدينة تدمر الاثرية واطرافها في وسط البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
وتمكن تنظيم الدولة الاسلامية من السيطرة الخميس على تدمر بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام تمكن خلالها من السيطرة على مناطق عدة وحقول للغاز في ريف حمص الشرقي.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “انها المرة الاولى التي يستهدف فيها الطيران الحربي التابع للنظام المدينة بهذا العدد من الغارات الجوية”.
واكد مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان “العمليات الحربية مستمرة ضد تنظيم داعش بما فيها الغارات الجوية في محيط بلدة السخنة وحقلي الهيل والارك (للغاز) وحول مدينة تدمر، وفي كل الطرق المؤدية اليها”.
ولكن رغم هذه الغارات سيطر تنظيم الدولة الاثنين على احد اكبر مناجم الفوسفات في سوريا، والواقع على بعد سبعين كيلومترا جنوب مدينة تدمر الاثرية في وسط البلاد، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، وهو ما قد يعوض عليه خسارته حقولا للنفط.
دبلوماسيا قالت متحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه خلال اتصال هاتفي من الرئيس الروسي فلادمير “اتفق القائدان على انه من مصلحة المملكة المتحدة وروسيا المساعدة في التوصل الى حل للحرب الاهلية في سوريا وخصوصا وقف تنامي” تنظيم الدولة.
واضافت انهما “اتفقا على ضرورة ان يلتقي مستشاريهما للشؤون الامنية لاعادة اطلاق المباحثات حول النزاع السوري”.
المصدر: البوابة