داعش يعترف: «ما يحدث خسارة في ميزان الدنيا وبلاء من عند الله»

32

أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) امس، أنها قتلت 38 مقاتلاً من التنظيم في الأربع وعشرين ساعة الماضية، وفي مؤشر إلى قرب انتهاء «دولة البغدادي» نشرت معرفات التنظيم الإرهابي تسجيل فيديو ختمته بأغنية «كل شيء صائر نحو الزوال».
وأعلن ناطق باسم «قسد» ذات الغالبية الكردية والمدعومة من التحالف الدولي أن عملية الباغوز «منتهية أو في حكم المنتهية»، وأفادت القوات في بيان بأن اشتباكات عنيفة اندلعت في محاور عدة، وزاد أنها «قصفت قواتنا مواقع الإرهابيين بمختلف صنوف الأسلحة، الخفيفة منها والثقيلة، فيما استخدم الإرهابيون الصواريخ الموجهة، تمكن مقاتلونا خلال الاشتباكات من قتل أعداد كبيرة منهم». وأشار البيان إلى أن طيران التحالف الدولي نفذ 20 ضربة جوية في الساعات الـ 24 الأخيرة مستهدفاً «تحصينات وتجمعات الإرهابيين» في الباغوز.
من جانبه، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن الاشتباكات تتواصل في شكل متقطع في أراضي الباغوز الزراعية بين «قسد» و «داعش»، إضافة إلى «عمليات قصف صاروخي متواصلة من قبل قسد على مواقع ضمن مزارع الباغوز عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في محاولة متواصلة للضغط على من تبقى من عناصر تنظيم داعش هناك وإجبارهم على الاستسلام».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «نحو 200 شخص من عوائل تنظيم داعش ومقاتلين من التنظيم خرجوا من مزارع الباغوز امس الاول (الثلاثاء)، بالتزامن مع اشتباكات متواصلة هناك أدت إلى مقتل 19 عنصراً من التنظيم، كما قضى خلال الاشتباكات ذاتها 5 مقاتلين من قسد»، وفي ما يخص اتهام النظام وبعض وسائل إعلام المعارضة التحالف الدولي بارتكاب مجزرة في الباغوز الأحد الماضي نقل المرصد عن خارجين من الباغوز قولهم إنه لا يوجد قتلى من النساء في مخيم الباغوز .
وأعلن مسؤول دفاعي أميركي أن «الولايات المتحدة لا تعتقد أن كبار قادة داعش لا يزالون في الباغوز»، وتأكيده أن العسكريين الأميركيين «على يقين كبير من أن القيادة ليست في هذه المنطقة الصغيرة المنكوبة»، أعرب المسؤول في تصريحات نقلتها عنه «رويترز» عن ثقته «أن معظم (القيادة) انتقلت لمناطق أخرى في إطار تقييمنا لتحركهم نحو تنفيذ هجمات حرب عصابات أو الإعداد لمعركة قادمة عندما لا تعود لهم سيطرة على أراض».
ومع انحسار حدود «دولة البغدادي» في أقل من نصف كيلومتر مربع محاصر من جميع الجهات، أقر تنظيم «داعش» عملياً بسقوط «دولة الخلافة» المزعومة وأشار التنظيم في فيديو نشرته وكالة أعماق ووكالات أخرى تابعة للتنظيم الإرهابي إن ما يحدث «خسارة في ميزان الدنيا وبلاء من عند الله» وختم التنظيم إصداره بنشيد « كل شيء صائر نحو الزوال».
ومعلوم أن «قسد» أطلقت في أيلول الماضي المرحلة الأخيرة من حملة «عاصفة الجزيرة» بدعم من التحالف لانهاء وجود «داعش» شرق الفرات، وتمكنت من حصر مسلحي التنظيم في مزارع بلدة الباغوز.
وكان «داعش» أعلن في 29 حزيران 2014 دولة الخلافة ومبايعة أبو بكر البغدادي زعيماً بعد سيطرة التنظيم الإرهابي على مساحات واسعة في سورية والعراق وإلغاء الحدود بين الموصل والرقة.
إلى ذلك، أعلن المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر فابريزيو كاربوني أنه «من المتوقع إعادة قرابة 20 ألف عراقي في سورية بينهم نساء وأطفال فروا من آخر جيب لـ «داعش» إلى بلدهم في غضون أسابيع بموجب اتفاق مع بغداد»، مشيراً الى أنه «يوجد عدد كبير من أصل عراقي بين من وصلوا إلى مخيم الهول. الأرقام ليست رسمية لكننا نتحدث على الأرجح عن حوالى 20 ألف شخص، بينهم نساء وأطفال»، وأكد كاربوني في حديث لوكالة «رويترز» أن «الحكومة العراقية عبرت عن رغبتها في إعادة هؤلاء الناس»، مستدركاً «من الواضح أن الوضع ينطوي على تحديات. …
هؤلاء الناس يُعتبرون تهديداً أمنياً، وهذا بالتالي يعني أنه سيتعين عليهم المرور عبر عملية فحص»، ولم يحدد المسؤول الدولي موعداً رسمياً لعملية الانتقال، وزاد: «على حد فهمنا، مسألة أسابيع أو شهور».

المصدر: newsabah