“داعش” يقاتل المعارضة السورية في شمال حلب

43

تدور اشتباكات عنيفة السبت بين الفصائل المقاتلة وتنظيم الدولة الاسلامية في مدينة مارع، ثاني ابرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب، بعد تمكن الجهاديين من قطع اخر طريق امداد الى المدينة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشط. واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الى “اشتباكات عنيفة تدور بين الفصائل المقاتلة وتنظيم الدولة الاسلامية” في شمال وشرق مدينة مارع، في ريف حلب الشمالي. وشن تنظيم الدولة الاسلامية فجر الجمعة هجوما مفاجئا في ريف حلب الشمالي، حيث تمكن من السيطرة على خمس قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، ما اتاح له قطع طريق الإمداد الوحيدة التي تربط مارع بمدينة اعزاز، اكبر المعاقل المتبيقة للفصائل في محافظة حلب. ومن بين القرى التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية، كلجبرين وكفر كلبين الواقعتين مباشرة على الطريق بين اعزاز ومارع. وبحسب المرصد، فقد قتل في الهجوم على كلجبرين وحدها منذ يوم امس “68 شخصا، بينهم 27 مدنيا و41 مقاتلا من الفصائل”، فيما قتل 15 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية. واوضح الناشط المعارض ومدير وكالة “شهبا برس” المحلية للأنباء مأمون الخطيب المتحدر من مارع والموجود  في اعزاز، لفرانس برس ان تنظيم الدولة الاسلامية “هاجم اليوم مارع من محاور عدة وتحديدا من الشرق والشمال، مستخدما الدبابات ومفخختين”. وتتواجد في مارع وفق الخطيب، فصائل مقاتلة واسلامية تضم اغلبيتها الساحقة مقاتلين من ابناء المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ خمسين الف شخص قبل نزوحهم تدريجيا. ولا يزال نحو 13500 مدني محاصرين داخل مدينة مارع بعد هجوم الجهاديين فضلا عن ستة آلاف آخرين في كفرجبرين وكفر كلبين، وفق بيان لمكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية. ونجحت حوالى “4600 عائلة”، بحسب مكتب اللامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، من الفرار من هجوم تنظيم الدولة الاسلامية وتقدمه في القرى المحيطة بمارع وتمكنت من الوصول الى اعزاز والمنطقة الحدودية مع تركيا. وبعد ساعات على هجوم التنظيم، ابدت منظمات حقوقية وانسانية مخاوفها ازاء مصير عشرات الالاف من النازحين الموجودين في منطقة اعزاز قرب الحدود التركية المقفلة. واعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف السبت عن “قلقها البالغ ازاء محنة نحو 165 الف نازح، تفيد تقارير بوجودهم قرب مدينة اعزاز”، وقالت انهم “يواجهون صعوبات للحصول على الخدمات الطبية وتأمين الغذاء والماء والسلامة”. واشارت في بيان الى انها “نبهت السلطات التركية على الفور حول التطورات في شمال سوريا” داعية الى “حماية الحقوق الاساسية والسلامة الجسدية” لهؤلاء النازحين. وتقفل تركيا حدودها امام الفارين من المعارك شمال مدينة حلب منذ اشهر عدة رغم مناشدة المنظمات الحقوقية والدولية انقرة فتح حدودها، ما ادى الى تجمع عشرات الالاف في مخيمات عشوائية في منطقة اعزاز وسط ظروف معيشية صعبة. وفي محافظة الرقة، ابرز معاقل التنظيم في سوريا، تواصل طائرات التحالف الدولي بقيادة اميركية قصف مواقع التنظيم شمال مدينة الرقة، دعما لهجوم بدأته قوات سوريا الديمقراطية الثلاثاء، وفق المرصد. وتقع خطوط المواجهات راهنا في مناطق زراعية تكاد تخلو من المدنيين، في وقت يمنع تنظيم الدولة الاسلامية سكان البلدات تحت سيطرته شمال مدينة الرقة من النزوح.

 

المصدر:إيلاف