“داعش” يقتحم تل أبيض مجدداً و800 مشرد الى تركيا – بان كي مون يدعو مجلس الأمن لوقف الصراع في سوريا

36

للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي، إلى التحرك لوضع حد لدوامة العنف الدائر في سوريا.
وقال الأمين العام، في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه، وتلاه على الصحافيين في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، نائبه فرحان حق، إنه” من العار لنا جميعاً، بعد ثلاث سنوات، منذ اعتماد بيان جنيف لحل الصراع الكارثي في سوريا، أن تتواصل معاناة الشعب السوري في الإنحدار إلى مستويات جديدة، حيث لقي أكثر من 220 ألف شخص مصرعهم”.
وأضاف البيان أن “نصفَ الرجال والنساء والأطفال في سوريا، اضطروا إلى الفرار من منازلهم، ويواجه المدنيون وابلاً من القنابل البرميلية، والانتهاكات الفظيعة الأخرى لحقوق الإنسان، مثل تعذيب واحتجاز عشرات الألوف، لفترات طويلة، ولا ينبغي أن يكون هناك إفلات من العقاب لمثل هذه الوحشية”.
وأشار بان كي مون إلى خضوع مناطق مختلفة من البلاد لسيطرة “أطراف من غير الدول، بما في ذلك تنظيم (داعش) وجبهة النصرة”.
وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة إلى الدور، الذي يقوم به مبعوثه الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وقال “إنه منخرط في سلسلة من المشاورات حول الكيفية التي تمكننا، بعد طول انتظار، من ترجمة بيان جنيف، إلى إجراءات مجدية، للتخفيف من محنة الشعب السوري”.
واختتم أمين عام المنظمة الدولية بيانه، قائلا “بعد ثلاث سنوات من إعراب الأطراف نفسها، ومعها جميع من لديه تأثير عليها، عن تأييدهم خطة تنهي هذه المعاناة، فقد حان الوقت لإيجاد مخرج من هذا الجنون”.
يذكر أن بيان “جنيف 1″، صدر في حزيران 2012، إثر اجتماع لممثلين للدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى ألمانيا وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
ميدانياً، اقتحم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”- “داعش”، الثلاثاء، مجدداً مدينة تل أبيض الإستراتيجية في شمال سوريا على الحدود مع تركيا، بعد إسبوعين من طرده منها، وتمكن من السيطرة على الحي الشرقي فيها، بحسب ما أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة “فرانس برس”، أن “خلايا متسللة من تنظيم الدولة الإسلامية عاودت اقتحام مدينة تل أبيض وتمكنت من السيطرة على حي مشهور الفوقاني في شرق المدينة” الواقعة في محافظة الرقة، أبرز معاقل “داعش” في شمال البلاد.
وأشار عبد الرحمن إلى “اشتباكات عنيفة تدور حالياً بين مقاتلي التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردية في محيط الحي الشرقي من المدينة”، مضيفاً أن “المقاتلين الأكراد يحاولون تطويق الجهاديين ومنع تقدمهم داخل المدينة”.
وأكد المتحدث الرسمي باسم “وحدات حماية الشعب” الكردية ريدور خليل، لوكالة “فرانس برس”، “تسلل مجموعة تضم العشرات من مقاتلي داعش” إلى المنطقة، مشيراً إلى اشتباكات مستمرة بين الطرفين من دون أن تتوفر لديه أي معلومات عن حصيلة القتلى.
وقال خليل إن التنظيم الإرهابي “بات يستخدم الأسلوب ذاته وهو التسلل إلى المناطق التي يُطرد منها”.
وأفادت وكالة “الأناضول” بأن عدد السوريين الذين لجأوا إلى الأراضي التركية، اليوم الثلاثاء، قرابة 800 شخص، هربوا من الاشتباكات المندلعة في مدينة “تل أبيض”.
وأضافت ان السلطات التركية سمحت للاجئين، الذين هربوا من تلك الاشتباكات، بدخول الأراضي التركية من معبر “أقجة قلعة” في ولاية شانلي أورفا جنوب البلاد.
ويأتي هجوم التنظيم، الثلاثاء، بعد تمكن مقاتلي “وحدات حماية الشعب” وفصائل أخرى مسلحة، في 16 حزيران، من السيطرة بشكل كامل على تل أبيض، بمؤازرة الغارات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي بقيادة أميركية مستهدفاً مواقع التنظيم.
وتسببت المعارك حينها بنزوح الآلاف من سكان تل أبيض في اتجاه تركيا، قبل أن يبدأوا بالعودة تدريجياً بعد سيطرة الوحدات على المدينة.
وتلقى تنظيم الدولة الإسلامية ضربة كبيرة بخسارة المدينة، إذ حرم من طريق إمداد أساسي للسلاح والمقاتلين إلى المنطقة.
 (الأناضول، أ ف ب)

 

المصدر: الأوسط