“داعش” يقتحم تل أبيض مجدّداً ويستولي على حيّ فيها تركيا تؤكّد حماية حدودها وعدم التصرّف منفردة

39

اقتحم تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) امس مجدداً مدينة تل ابيض الاستراتيجية على الحدود مع تركيا والواقعة في شمال سوريا وتمكن من السيطرة على الحي الشرقي فيها، بينما قالت انقرة إنها لن تتخذ تدابير عسكرية إلا لتعزيز أمنها على حدودها مع سوريا ولن تتصرف بشكل “احادي الجانب”.

قال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، ان “خلايا متسللة من تنظيم الدولة الاسلامية عاودت اقتحام مدينة تل ابيض وتمكنت من السيطرة على حي مشهور الفوقاني الواقع في شرق المدينة”، بمحافظة الرقة، أبرز معاقل الجهاديين في شمال البلاد.
وتحدث عن “اشتباكات عنيفة تدور حاليا بين مقاتلي التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردية في محيط الحي الشرقي من المدينة”، موضحا ان “المقاتلين الاكراد يحاولون تطويق الجهاديين ومنع تقدمهم داخل المدينة”.
وسجل اقتحام التنظيم المتطرف للمدينة بعد تمكن مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية وفصائل المعارضة في 16 حزيران الماضي من السيطرة تماما على تل ابيض بعد اشتباكات عنيفة مع الجهاديين.
وتلقى “داعش” ضربة كبيرة بخسارته تل ابيض، اذ حرم طريق امداد اساسيا للسلاح والمقاتلين الى المنطقة.
ويشار الى ان التنظيم الجهادي شن الخميس هجوما مفاجئا على مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا وتمكن من دخولها بعدما تنكر عناصره بلباس و”حدات حماية الشعب” وفصيل مقاتل عربي. لكن المقاتلين الاكراد نجحوا بعد 48 ساعة في طرده واستعادوا السيطرة الكاملة على المدينة الحدودية مع تركيا. وقتل خلال 48 ساعة على ايدي الجهاديين اكثر من مئتي مدني بينهم نساء واطفال.

28 قتيلا في إدلب
في غضون ذلك، أعلن المرصد مقتل “18 شخصا على الاقل بينهم أربعة من عائلة واحدة في مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها لمناطق عدة في بلدة احسم في جبل الزاوية” بمحافظة ادلب. وأشار الى ان عدد القتلى مرشح للارتفاع “بسبب وجود مفقودين وجرحى في حالات خطرة”.
ومعلوم ان محافظة ادلب باتت تحت السيطرة شبه الكاملة لـ”جيش الفتح” المؤلف من “جبهة النصرة” (ذراع تنظيم “القاعدة” في سوريا) وفصائل اسلامية ابرزها “احرار الشام”، منذ نهاية آذار بعد طرد النظام من مدن رئيسية وقواعد عسكرية في المحافظة.
وفي ريف دمشق، قتل عشرة اشخاص على الاقل بينهم طفلان واصيب 50 آخرون جراء غارات جوية استهدفت مدينة دوما.
وأظهرت صور التقطها مصور “وكالة الصحافة الفرنسية” داخل احد المستشفيات الميدانية طفلا يجلس على كرسي والدماء تسيل من رأسه وتغطي عنقه وقميصه والى جانبه رجل مسن يغطي الغبار وجهه ورأسه مضمد بقطعة قماش بيضاء وكذلك يده.
ومنع “داعش” دخول كل المشتقات النفطية إلى مناطق الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق لأسعار كل المواد. وبثت قناة “العربية الحدث” الإخبارية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها، أن مخزون مادة الديزل في كل من محافظتي حلب وإدلب نفد.
وفي السياق نفسه، أعلنت المستشفيات حال الطوارئ مع اقتراب نفاد مخزونها من مادة الديزل و عجزها عن تأمينه، وقت شكا الكثير من السكان في تلك المناطق من ارتفاع أسعار كل المواد من الخبز إلى الوقود، وعرقلة عمل الكثير من المرافق.

تركيا
ووسط رواج شائعات صحافية عن تدخل تركي في عمق الاراضي السورية، صرح الناطق باسم الرئاسة التركية ابرهيم كالين “ان التدابير التي نتخذها على حدودنا لها هدف واحد هو ضمان أمننا … فمن غير المعقول القول إن تركيا تدخل في حرب او إن تركيا تلقي بنفسها في النار”. واضاف ان تركيا لن تتخذ اي “تدبير احادي الجانب” وستواصل العمل بالاتصال مع المجتمع الدولي.
ومنذ بضعة ايام تورد وسائل الاعلام التركية ان الحكومة تفكر في القيام بعملية عسكرية في سوريا لصد جهاديي “داعش” بعيدا من حدودها ومنع تقدم القوات الكردية التي باتت تسيطر على قسم كبير من المنطقة الحدودية مع تركيا.
واكدت وكالة “دوغان” التركية للانباء نشر تعزيزات عسكرية وخصوصا من المدرعات بالقرب من الحدود.
ومنذ ان طردت الميليشيات الكردية منتصف حزيران جهاديي “الدولة الاسلامية” من تل ابيض السورية الحدودية، تتخوف انقرة من اقامة منطقة حكم ذاتي كردية في شمال سوريا.
وتتهم تركيا الميليشيات الكردية في سوريا المقربة من “حزب العمال الكردستاني” الذي يخوض تمردا مسلحا على اراضيها، بـ”التطهير الاتني” في القطاعات التي تسيطر عليها، الامر الذي تنفيه هذه الميليشيات بشدة.
وكرر رئيس الوزراء الاسلامي المحافظ احمد داود أوغلو الذي تتولى حكومته تصريف الاعمال منذ الانتخابات النيابية في 7 حزيران التي خسر فيها حزبه الغالبية المطلقة، الثلثاء انه لن يوافق على “أمر واقع” في شمال سوريا.
أما زعيم حزب الشعب الجمهوري أبرز احزاب المعارضة كمال كيليتشدار اوغلو، فحذر من مغبة “أي مغامرة” في سوريا لان أي تدخل عسكري في هذا البلد “سيكون ثمنه باهظا” .

 

المصدر: النهار اللبنانية