داود أوغلو: “الائتلاف الوطني” الممثل الأكثر شرعية للسوريين

5

يبدو أن أنقرة لم تعد تهتم كثيراً بـ “الائتلاف الوطني السوري” المعارض، مع إعلان رئيس الحكومة احمد داود اوغلو، امس، أن “الائتلاف هو الممثل الأكثر شرعية للشعب السوري”، في تراجع واضح عن إعلاناته السابقة بأنه “الممثل الوحيد للشعب السوري”.
في هذا الوقت، كان المقاتلون الأكراد يعلنون النفير العام ويستنجدون بالتحالف الدولي من أجل التصدي للهجوم الذي يشنه تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” على مدينتي تل تمر ورأس العين في ريف الحسكة قرب الحدود التركية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أنها تعمل مع الكونغرس لتقديم “مساعدات غير فتاكة” الى المعارضة السورية، بقيمة نحو 70 مليون دولار، ليصل مجمل المساندة الأميركية إلى نحو قرابة 400 مليون دولار.
وذكرت أن “هذه الأموال ستذهب إلى توفير خدمات مجتمعية أساسية، ومساندة وحدات منتقاة من المعارضة السورية، والتدريب الأمني الرقمي وتوثيق جرائم الحرب وغيرها من انتهاكات النظام السوري”.
وقال داود أوغلو، أثناء لقائه وفداً من “الائتلاف والحكومة المؤقتة” في أنقرة، وذلك خلال تقييمه لإمكانية إيجاد حلول للأزمة السورية، إن “ثمة خيارا واقعيا ثالثا دائماً، وهو وجود سوريا ديموقراطية، والعيش في مناخ سلمي، والتأسيس لسوريا جديدة يعيش فيها السوريون جنب إلى جنب بشكل أخوي”.
وأضاف “لا يمكن التمييز بين هاتاي (مدينة تركية) عن اللاذقية (مدينة سورية)، أو نصيبين عن الحسكة”، معتبرا أنه “وعلى مدار التاريخ عاش الشعبان التركي والسوري متلاحمين، والآن في هذه الأوقات العصيبة، يعيشون الكتف بالكتف”.
وشدد داود أوغلو على أن “الإئتلاف السوري هو الممثل الأكثر شرعية للشعب السوري”، معتبراً أن “الشعب السوري يقبع بين فكي كماشة، أحدهما نظام بربري ظالم، والآخر تنظيم داعش، الذي يجري تعاوناً مع النظام، مستغلاً اسم الدين الإسلامي”. وأشار إلى انه ابلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه “لا ينبغي أن يسحق الشعب السوري بين هذين الفكين، وأنه لابد من وجود خيار واقعي ثالث”.
وأعلنت “وحدات حماية الشعب” الكردية النفير العام والتعبئة الشاملة من أجل التصدي للهجوم الذي يشنه “داعش” على مدينتي تل تمر ورأس العين في ريف الحسكة.
وذكرت، في بيان، “نطالب جماهير شعبنا بكل مكوناتها برص صفوفها، وخاصة الشباب، والانضمام إلى هذه المقاومة التاريخية بروح النفير العام والتعبئة الشاملة، لدحر هذا الإرهاب الذي يستهدف الكل من دون استثناء وإخراجه من مناطقنا”. وأضافت “كما نطالب قوات التحالف الدولي بالمشاركة في معركة تل تمر، كما فعلت في تل حميس وتل براك، فإلى الآن قوات التحالف الدولي لم تقم بتقديم العون والمساعدة في معركة تل تمر وسريه كانية (رأس العين)، وهي مدعوة للقيام بواجبها، لأنها مكلفة بمحاربة داعش والنيل منه ومنعه من ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل واحتلال قراهم ومناطقهم”.
ويأتي هذا الاستنفار من قبل المقاتلين الأكراد بعد التقدم الأخير الذي أحرزه “داعش” في كل من تل تمر ورأس العين، وبات قاب قوسين أو أدنى من اقتحامهما، خاصة بعد أن تمكن من إحداث اختراق في الأطراف الجنوبية لبلدة تل تمر عقب سيطرته على قرية الركبة أمس الأول، وهو ما دعا الأكراد إلى إعلان البلدة منطقة عسكرية واستقدام تعزيزات جديدة إليها من القامشلي وأبو رأسين. واستمرت الاشتباكات في ريف رأس العين، حيث واصل مقاتلو “داعش” تقدمهم البطيء وسيطروا أمس على قرية الرسيم في الريف الجنوبي بعد انسحاب القوات الكردية منها.

 

(“السفير”، “الأناضول”، ا ف ب، رويترز)