درباس: المجتمع الدولي يتعاطى مع أزمة النازحين على أنها طويلة الامد

لفت وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في حديث صحافي الى أنّ “عدد النازحين السوريين المسجّلين بلغ مليون و170 ألفاً، لكن ماذا عن اللاجئين الفلسطينيين وعددُهم ما زال مبهماً، إذ إنّ إحصاءَهم من أسرار الدولة العليا التي لا يمكننا معرفتها على وجه الدقّة”، معتبرا أنه “لا مجال للمقارنة بين النزوح السوري واللجوء الفلسطيني، فالمسألة الفلسطينية مسألة اغتصاب أرض”، مضيفا: “لا شكّ” في أنّ الفلسطينيين لن يتردّدوا، في حال استطاعوا سبيلاً، في العودة إلى بلادهم”، متسائلا “من قال إنّ النزوح لن يتحوّل لجوءاً مستداماً طالما إنّ النظام السوري لا يعترف بثورةٍ في بلده، ولا يتزحزح قيد أنملة عن سلطة طوَّبَها له والدُه وجهاز الاستخبارات؟ وكيف لا يكون كذلك وثوّار سوريا من “دواعشها” و”نصرتها” لا يركنون إلى عملية سلمية تُنقذ من تبقّى وتعيد مَن لجَأ؟”.
ورأى أن “ما يزيد الأزمة تعقيداً أنّ المجتمع الدولي يتعاطى مع هذا الموضوع على أنّه طويل الأجل، وأنّ الحلّ السوري ليس على سُلّم أولويات القرار الدولي، بحيث إنّ الاهتمام مُنصَبّ في الدرجة الأولى، على العراق والحوار مع إيران في شأن نفوذها، وربّما بعد الانتهاء من تطوّرات الملفّين، يبدأ البحث عن حلٍّ في سوريا، وإلى حينه علينا الانتظار حتى درجة السَأم، وتحمّل تبعات “الديموغرافيا” الموقوتة في ربوعنا”، مضيفا: “المسؤولون السياسيّون عندنا لا يزالون يشيحون النظر عن تحوّل البلد مستودعاً بشرياً قد ينفجر في أيّ لحظة، متى انعقدَت تناقضات الوضع الداخلي مع تلك الخارجية”، لافتا الى أن “أحداً منهم لا يريد التنبُّه إلى أنّ الكثافة السكّانية في الكيلومتر المربّع الواحد 540 شخصاً، وهذا يعني أنّ انفجاراً سيقع في كلّ كيلومتر”.
واعتبر أن “الأسوأ أنّ أماكن النازحين واللاجئين، على حَدّ سواء، صارت منذ أُقيمت، بؤَراً أمنية بأجندات خارجية مئة في المئة”، لافتا الى أن “السلطة الفلسطينية لا تنفي أو تؤكّد عدمَ علاقة اللاجئين من شعبها بأيّ تحالفات أو خلافات داخلية، لكنّ واقع الأمر أنّه مع كلّ تطوّر أمني نجد أنّ مخيّماً من المخيّمات هو بمثابة غرفة عمليات، أو في أسوأ الأحوال ملجَأ لفارّين وإرهابيين، ومخيّما نهر البارد وعين الحلوة مَثلٌ ومثال، وحكاية اللبنانيين مع المخيّمات طويلة، وتعود إلى اتفاق القاهرة الذي لم يبقَ في البلاد ولم يذر”، مشددا على أن “أحدا لا يستطيع إغفالَ أنّ السوريين والفلسطينيين هربوا من بلادهم، بلاد الموت الرهيب، ولجأوا إلى إلى وطن اللجوء المرعب لبنان، وركنوا في مخيّمات يتعرّضون فيها لأحلك وأسوأ ظروف الحياة، وكلّ ذلك في ظلّ فشل دوليّ في دعم أزمة اللاجئين والنازحين معاً”، مشيرا الى أن “نداءاتُ الأمم المتحدة لم تُفضِ إلى شيء كما أنّ بعض الدول العربية لم تمنح أيَّ فرصة لاستقبال الهاربين السوريين من جحيم الرئيس السوري بشار  الأسد والمنظمات الإسلامية، ولو فرصَة أهلية الدخول لاعتبارات إنسانية لهم، باستثناء بعض التقديمات الماليّة واللقاحات الطبّية”، مضيفا: “هكذا دخلَ لبنان مجَدّداً موسوعة “غينيس” مسجّلاً رقماً قياسياً باعتباره يسجّل أعلى نسبة لاجئين ونازحين في العالم، مقارنةً بعدد السكّان، وفي ظلّ غياب إحصاءات جدّية وصحيحة عن عدد هؤلاء”، لافتا الى ان “رئيس الحكومة تمّام سلام، جُلّ ما وفّقَه الله إليه هو الاستغاثة: “دعوا شعبي يعيش”، من دون لا رأي ولا رؤية تجِد للمعضلة القائمة حَلاً أو بوادرَ حلّ”.
وأشار الى أن “نداءُ المحبّة” الذي وجّهَه سلام أغفلَ سياسة “الحدود المفتوحة” التي سَلكها البلد منذ اندلاع الثورة السورية، فكانت النتيجة ما صارت أوضاعُنا عليه: المجتمع الدولي غائب كلّياً باستثناء بعض المشاعر الإنسانية المسبوغة بنكهاتٍ يسارية لا تُقدّم ولا تُؤخّر، والديموغرافيا تهدّد الكيان برُمَّته”.

وأشار درباس في حديث صحافي آخر الى أنه “بدأ عهد جديد في طرابلس عنوانه تجريد عاصمة الشمال من السلاح الذي لطالما نادى به بعض زعمائها من بينهم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي قبيل تشكيل حكومته الاخيرة، وفي موازاة هذه المهمة التي تقوم بها الوحدات العسكرية في مصادرة الاسلحة المتنوعة من مسؤولي تنظيمات ورجال دين، بدأ التحضير لورش إعمار وتفعيل مؤسسات ستعيد الى طرابلس طابعها الاقتصادي والتجاري والسياحي وتشغيل أهلها من جراء المشاريع التي باشر مجلس الإنماء والإعمار اعداد مشاريع التلزيمات لها”.

النشرة