دفعة عاشرة من النازحين تغادر لبنان الى سورية
في سياق العودة الطوعية للنازحين السوريين الى بلدهم التي يُنظّمها الامن العام اللبناني، انطلقت اليوم الدفعة العاشرة من النازحين السوريين من مختلف المناطق اللبنانية في اتجاه بلادهم، ولم تحل الامطار الغزيرة التي هطلت دون تنفيذ المرحلة الجديدة من خطة العودة لمئات النازحين السوريين العائدين الى سورية من الانطلاق من حرم معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، حيث كان لافتا الحضور الكثيف للعائلات التي مضى على وجودها في لبنان زهاء سبع سنوات واستقلوا حافلات حكومية تابعة لوزارة النقل والمواصلات السورية ارسلتها الحكومة السورية خصيصا لنقلهم الى بلدات حمص وريف ادلب وسائر البلدات السورية من طريق معبر العبودية.
وتميّزت خطوة الأمس بالتنظيم الإضافي والحضور الكثيف لاجهزة الامن العام التي شددت من اجراءاتها حول نقطة الانطلاق من طرابلس وذلك بتوجيهات مباشرة من قيادة الامن العام وعلى رأسها اللواء عباس ابرهيم.
واشرف رئيس شعبة المعلومات في الامن العام شمالاً العقيد خطار ناصر الدين على عملية انطلاق الدفعة الثانية واستمع إلى النازحين العائدين، وسط حضور كثيف للسوريين الذين يزداد حضورهم بشكل ملحوظ مستفيدين من التسهيلات والمبادرات التي يقدمها عناصر جهاز الامن العام للنازحين.
واحتشدت جموع النازحين منذ ساعات الفجر الأولى مستقدمين حاجياتهم الخاصة بواسطة الشاحنات الصغيرة وسيارات النقل العامة اللبنانية في باحات المعرض، ودقق عناصر الأمن العام بلوائح وأسماء المغادرين وعلى استقلالهم الحافلات، وذلك على مدى ساعات عدة.
وفي عرسال، غادر سبعين نازحا سوريا البلدة منذ السادسة صباحا، في اتجاه الحدود اللبنانية السورية وذلك بعد التدقيق بمستنداتهم من قبل الأمن العام اللبناني، وفي حضور موظفين من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة، ومواكبة قوة من الجيش اللبناني.
وانشأ الأمن العام مركزاً عند نقطة “وادى حميد” عرسال، حيث يتم تسجيل المغادرين باتجاه جرود البلدة ومنها الى الداخل السوري، وحمل النازحون أغراضهم وأمتعتهم في سيارات سياحية وعربات وحافلات في طريق عودتهم إلى سورية.
ومن بلدة شبعا والعرقوب انطلقت قافلة من النازحين العائدين الى قراهم في المقلب الشرقي لجبل الشيخ. ضمت حافلة سورية واحدة تنقل 23 نازحا و سيارتي بيك اب محملة بحاجيات للنازحين واغراضهم الشخصية.
وجنوباً ايضاً، غادر 55 نازحا سوريا مدينة النبطية ومنطقتها، الى بلادهم، بعدما تجمعوا منذ الصباح مع أمتعتهم الخاصة، وفق لوائح معدة مسبقا من قبل الامن العام الذي أشرف على عملية العودة . ورافق الجيش الذي انتشر في مكان التجمع، الحافلتين الى المصنع مع دورية للامن العام والصليب الاحمر اللبناني. وقال رئيس “رابطة العمال السوريين” في لبنان مصطفى منصو: “في اطار تنظيم قوافل العودة الطوعية والآمنة إلى ارض الوطن للمواطنين العرب السوريين المهجرين الراغبين بالعودة، وبالتعاون والتنسيق بين رابطة العمال العرب السوريين في لبنان ومراكز الأمن العام اللبناني، انطلقت اليوم قافلة تضم أكثر من الف مواطن من مختلف المناطق اللبنانية”.
وفي مدينة صيدا، غادر 27 نازحا سوريا ملعب صيدا البلدي، عائدين الى سورية، وعمل فريق من وزارة الصحة على إعطاء اللقاحات لاطفال النازحين، فيما تابعت اوضاع استعدادهم للمغادرة فرق الأمم المتحدة للاجئين، منظمة شيلد اللبنانية، لجنة الانقاذ الدولية، فوج الانقاذ الشعبي التابع لمؤسسة معروف سعد الاجتماعية. كما غادر مدينة صور 60 نازحا جلهم من الأطفال والنساء، بعد تلقيح الأطفال باللقاحات الإلزامية “.
وشمالاً، حضرت عائلات سورية الى ساحة مركز أمن عام العبودية عند الحدود الشمالية للبنان مع سورية، حاملة أمتعتها. وواكبت هذه العملية عناصر الامن العام الذين دققوا باللوائح الاسمية للعائدين وأمنوا وسهلوا لهم كل مترتبات العودة، في حضور ممثلين عن مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين. وغادرت هذه العائلات نقطة العبودية صباحاً بواسطة حافلات أوفدتها السلطات السورية لهذه الغاية.
وعبر عدد من السوريين العائدين عن شكرهم للامن العام اللبناني الذي وفر للراغبين بالعودة كل التسهيلات.
وفي كسروان غادرت حافلات نقلت قرابة الـ300 من النازحين الذين كانوا يقيمون في بلدات كسروانية، وذلك بإشراف الأمن العام وحضور مسؤولين من الحزب اللبناني الواعد. واوضح الحزب ان عدد العائدين من كسروان قد تجاوز الـ 800 منذ إطلاق الحزب للمشروع الوطني لإعادة النازحين السوريين إلى وطنهم. وشكرت عضو اللجنة التنفيذية في الحزب ريتا قسيس، أهالي كسروان على تعاونهم ومساعدتهم لإنجاح مشروع عودة النازحين إلى وطنهم، وقالت: “إن غالبية النازحين يرغبون بالعودة”.
وكانت السلطات السورية المعنية، أنجزت في وقت سابق أمس الترتيبات في معابر الزمراني وجديدة يابوس والدبوسية، لاستقبال الدفعات الجديدة من النازحين. وأعلنت “الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا”، “وصول 17 حافلة إلى معبر الدبوسية في ريف حمص تقلّ مئات النازحين السوريين العائدين من لبنان، تمهيدًا لنقلهم إلى قراهم وبلداتهم الّتي حرّرها الجيش السوري من الإرهاب”.
الأمن العام: 1103 نازحين الى سورية
الى ذلك صدر عن المديرية العامة للأمن العام البيان الاتي: “قامت المديرية العامة للأمن العام اعتبارا من صباح اليوم (أمس) بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “UNHCR” وحضور مندوبيها، بتأمين العودة الطوعية لـ 1103 نازحين سوريين من مناطق مختلفة في لبنان إلى الأراضي السورية، عبر مركزي المصنع والعبودية الحدوديين، ومن عرسال نحو معبر الزمراني على الحدود السورية. وقد واكبت دوريات من المديرية النازحين الذين انطلقوا بآلياتهم الخاصة وحافلات أمنتها السلطات السورية لهذه الغاية من نقاط التجمع المحددة في المصنع، طرابلس، العبودية، عرسال، النبطية، صيدا، برج حمود، صور، شبعا والملعب البلدي في بيروت حتى الحدود اللبنانية – السورية”
المصدر: الحياة