دون مراعاة لحرمة المسكن.. هيئة تحرير الشام تداهم مخيمات الشمال السوري لاعتقال مطلوبين
تصاعدت في الآونة الأخيرة عمليات مداهمة عناصر”تحرير الشام” للمخيمات التي يقطنها نازحون ومهجرون بهدف اعتقال مطلوبين لجهازها الأمني ومحاكمها الشرعية بتهم مختلفة، متخطية جميع الحدود في اعتدائها المتكرر على المدنيين ضمن مناطق سيطرتها في إدلب وريفها.
“المرصد السوري” رصد قيام عناصر”الجهاز الأمني” التابع “لتحرير الشام” بمداهمة عدة مخيمات خلال الأيام الفائتة، حيث داهم عناصر”تحرير الشام” مخيم الأناضول الواقع في منطقة كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي بتاريخ 4 أيلول/ سبتمبر الجاري واعتقال ناشطين داخل المخيم وهما نازحان من بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي.
وفي تاريخ 1 أيلول/ سبتمبر الجاري داهمت دورية عسكرية تابعة لـ “تحرير الشام” مخيم آفات الواقع في منطقة دير حسان في ريف إدلب الشمالي، واستقدمت تركسات لهدم جدران قام النازحون ببنائها حول منازلهم السكنية.
كما سبق ذلك قيام عناصر “تحرير الشام” بمداهمة مخيم خير الشام الواقع بالقرب من بلدة كللي في ريف إدلب الشمالي بتاريخ 17 آب/ أغسطس الفائت، بعدد من السيارات العسكرية والعناصر بحجة اعتقال عدد من المطلوبين كما اعتدى العناصر بالضرب على عدد من نازحي المخيم من بينهم امرأة مسنة بسبب محاولة سكان المخيم منع عناصر”تحرير الشام” من تنفيذ الاعتقالات.
وفي ذات التاريخ طالت المداهمة أيضاً مخيمي الحمادي والبشائر مع إطلاق كثيف للرصاص وترويع للنازحين، واعتقال ثلاثة شبان بحجة أنهم مطلوبين للجهاز الأمني. ما أثار حالة من الغضب لدى سكان المخيمات مشبهين ما فعلته “تحرير الشام” بأفعال النظام.
ويرفض النازحون الاعتداءات المتكررة ويعتبروها انتهاكاً لحرمة المخيمات ووضعها الخاص حيث يتواجد فيها نساء وأطفال مهددين باصابتهم بالرصاص ويتعرضون كل مرة للخوف والهلع الشديد بسبب الطريقة التعسفية التي تقوم فيها عناصر”تحرير الشام” باعتقال المطلوبين.
وفي شهادته لـ”المرصد السوري” يتحدث (ع.م) وهو نازح منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي ويقيم في أحد مخيمات كللي في ريف إدلب الشمالي قائلاً، إن تكرار مثل هذه الحوادث ينذر بحالة من فلتان الأمور عن قبضة “تحرير الشام” وحدوث صدام مباشر مع المدنيين، حيث لن يقبل أحد بترويع أطفاله أو انتهاك حرمه خيمته والهجوم بهذه الطرق الوحشية من قبل عناصر وأمنيي “تحرير الشام”
مضيفاً، بغض النظر عن الأسباب التي يتم بناءاً عليها اعتقال المدنيين ولاسيما النشطاء والشبان ومن كانوا سابقاً عناصر في فصائل مختلفة، ولكن الاقتحام بهذه الشكل مرفوض بشكل قطعي، ولابد أن يكون هناك ترتيب آخر يتم فيه استدعاء المطلوب، وتجنيب المخيمات وسكانها الخوف والاصطدام مع عناصر”تحرير الشام”
كما ويشير(ع.م) أن “تحرير الشام” تتبع مؤخراً طرق مزعجة ومفاجئة في مداهمة المخيمات بحثاً عن المطلوبين، إذ تقوم بالمداهمة في ساعة متأخرة من الليل أو في ساعات الفجر، حيث يكون الجميع نائمون فيتم ترويعهم بإطلاق الرصاص دون مراعاة لأوضاع النازحين.
بدورها تعبر السيدة المسنة (ح.ع) النازحة من منطقة ريف حماة الشمالي وتقيم في أحد مخيمات دير حسان في ريف إدلب الشمالي، عن أسفها الشديد لما وصل به الحال في المخيمات مما أسمته استعباد وظلم، وفي حديثها لـ”المرصد السوري” تقول، أن النازحين هربوا من بطش النظام وطيرانه ليصبحوا مستعبدين لدى “تحرير الشام” التي تمارس الترهيب بحقهم وتعتقل أي أحد تريده دون حسيب أو رقيب.
وتضيف أن مداهمة المخيمات الآهلة بسكانها هو أمر غير منطقي، ورغم أن “تحرير الشام” تدعي التزامها بتعاليم الشريعة الإسلامية ولكن هذه الأفعال مخالفة للدين والأعراف والتقاليد ومن المؤكد أن ذلك سينقلب عليها يوماً ما، والأجدر بـ”تحرير الشام” أن تراعي ظروف النازحين وتقوم على رعاية شؤونهم لا أن تروعهم في خيامهم.
وتؤكد(ح.ع) أنه يجب على جميع المدنيين أن يكون لهم موقف من الذي يجري في مخيمات النزوح، من ظلم واستعباد “تحرير الشام” من جهة وسوء الأوضاع المعيشية وترديها من جهة أخرى.
ويجدر الذكر أن “تحرير الشام” التي تسيطر على أجزاء واسعة من إدلب وريفها وريف حلب الغربي وحماة الغربي، صعدت في الآونة الأخيرة من ملاحقتها للنشطاء والمدنيين وتمارس سياسة الاعتقال بحق من يعترضها خصوصاً في مخيمات النزوح المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع تركيا ومناطق متفرقة من ريفي إدلب الغربي والشمالي.